“الإخوان” تعلن انسحابها من صراع السلطة وسعيها للصلح مع السيسي

وطن- في خطوة أثارت جدلاً واسعاً أكد عدد كبير من السياسيين المصريين، إصدار جماعة الإخوان المسلمين -جبهة إبراهيم منير في لندن- وثيقة تعلن فيها تجميد نشاطها السياسي، وسَعيها لإتمام المصالحة مع النظام.

جماعة الإخوان ونظام السيسي

وضمن مَن أكدوا صدور هذه الوثيقة، هو الكاتب والسياسي المصري البارز “جمال سلطان”.

وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي بتويتر: “جماعة الإخوان تنشر وثيقة جديدة تعبر عن رؤيتها لخطواتها المقبلة للعمل العام في مصر، تتمحور حول الابتعاد عن المنافسة على السلطة والعمل الحزبي”.

وتابع أن هذه الوثيقة تتمحور أيضاً حول ما وصفته جماعة الإخوان “بدعم المصالحة الوطنية مع تيارات الأمة المختلفة، وتعزيز جهود الإصلاح الاجتماعي”.

عودة المعارضين المصريين.. سقف حرية غير معلوم في “جمهورية الخوف” وانتقائية ضد الإخوان

الوثيقة التي علق عليها “سلطان” بالقول: “الأفكار إيجابية لكن الأهم هو كيف تعيد جسور الثقة مع الآخرين؟”.

وجماعة الإخوان كانت قد انقسمت عقب مدة من الانقلاب العسكري في مصر وعزلهم من السلطة لجبهتين، الأولى بقيادة محمود حسين في إسطنبول، والثانية بقيادة إبراهيم منير في لندن، فيما ستعلن الجبهة الثالثة عن نفسها اليوم من تركيا.

واختارت الجبهة الجديدة لنفسها اسم “تيار التغيير”، وقالت إنها ستتبع تعاليم حسن البنا وسيد قطب.

الجدير بالذكر، أن هذه الوثيقة الصادرة عن جبهة إبراهيم منير، تأتي قبل ساعات من بدء مؤتمر الجبهة الثالثة في جماعة الإخوان المقرر عقده اليوم، بأحد فنادق تركيا لإعلان انشقاقها رسمياً عن التنظيم.

إلا أن جبهة إبراهيم منير في لندن، استبقت الأمر وأصدرت هذه الوثيقة التي أعلنت فيها “انسحابها من أي صراع على السلطة في مصر”، حسب وصفها.

وثيقة الإخوان “جبهة إبراهيم منير”

وذكرت هذه الجبهة بجماعة الإخوان في وثيقتها الحديثة المشار إليها، أن هدف مهمتها السياسية لم يكن مجرد الوصول للحكم؛ بل التعاطي مع ما وصفتها بـ”اللحظة الحرجة” من تاريخ مصر، مُقِرّةً بتجاوز الصراع على السلطة، والانسحاب من أي معارك عليها.

وكشفت الجبهة المتواجد قائدها في لندن، أن لديها 3 أولويات سياسية في المرحلة القادمة، تتمثل في إنهاء ملف المعتقلين، وتحقيق المصالحة، وبناء شراكة وطنية.

كما أكدت أن الأولويات تتطلب تجاوز الصراع على السلطة في ظل بيئة سياسية يخيّم عليها الاستقطاب، ومعها مجتمع يواجه الانقسام، لأن ذلك سيُحوّل أي تنافس على السلطة إلى صراع واضطراب ليس في صالح أحد.

وأشارت جبهة إبراهيم منير، إلى أن نهجها القادم سيتضمن ما أسمتها “خيارات ومسارات متنوعة”، تبدأ من مخاطبة الرأي العام وتوعيته، حتى توجيه النصح للحكومة أو معارضتها.

وجاء في ختام الوثيقة أن عمل الإخوان فيما هو مقبل، عليه أن يعبر عن الوعي بهموم الناس وأولوياتهم، وأن يستهدف الدفاع عن مصالحهم.

الدكتور أحمد عبدالعزيز، عضو الفريق الرئاسي للرئيس الراحل محمد مرسي، علّق هو الآخر على هذه الوثيقة.

وكتب على حسابه بتويتر وفق ما رصدت (وطن): “الأهم من الأهم هو: متى تتخذ جماعة الإخوان المسلمين قرارً بالانتحار الجماعي؛ حتى يرتاح الجميع”.

وتابع: “ولن يرتاحوا؛ لأنهم فاسدون مفسدون فاشلون.. وسيظلون يرددون لمئة عام: “سبب ما نحن فيه هو السنة السودا اللي حكم فيها الإخوان.. حتى يأذن الله ب “الثورة التي نريد” التي ستعاملهم بما يستحقون!”.

وتعيش مصر أزمات كارثية على كافة المستويات منذ انقلاب عبدالفتاح السيسي -كان وزيراً للدفاع وقتها- على الرئيس الراحل محمد مرسي في العام 2013، لتبدأ بعدها موجة جديدة من الحكم العسكري القمعي لمصر والمصريين.

سياسي مصري بارز يكشف عن وساطات للمصالحة مع الإخوان: النظام قد يقدّم تنازلات

وتسبّب السيسي في زيادة الانقسام بين الشعب، بسبب سياساته العنصرية والقمعية، وباتت معتقلاته تضج بمعارضيه الذين يلفق لهم تهماً وهمية لأجل التنكيل بهم، لمجرد أنهم يرفضون حكمه وانقلابه.

ودخلت مصر حالياً نفقاً مظلماً فيما يخص الأوضاع الاقتصادية، حيث يشهد الاقتصاد المصري حالة انهيار غير مسبوقة ظهرت بوادرها منذ سنوات، وتأكدت مؤخراً بارتفاع حجم الديون لأرقام كارثية وانهيار الجنيه المصري أمام الدولار.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث