الشرطة الإيرانية تتحرش بسيدة وسط شارع مزدحم بشكل مهين (فيديو)
شارك الموضوع:
وطن– في ظل الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها إيران منذ أسابيع إثر مقتل الفتاة مهسا أميني بعد احتجازها لدى ما تعرف بشرطة الأخلاق، انتشر مقطع فيديو يُظهر ما وُصفت بأنها حادثة تحرش من قبل الشرطة بإحدى السيدات.
مقطع فيديو تم تداوله على موقع تويتر، وأظهر حشداً من رجال عناصر الأمن وقد تجمعوا بشكل مكثّف حول السيدة في شارع مزدحم، قبل أن يقوم أحدهم بالإمساك بأردافها.
فيما شوهد عددٌ من قوات الأمن وهم يحاولون إجبار السيدة على ركوب دراجة نارية، لتضطر إلى الجلوس على الأرض قبل أن تفر هاربة.
This video making the rounds on Twitter appears to show an Iranian riot police officer groping a woman as he and others try to force her on a motorcycle to ride pillion. The date and location are unclear.pic.twitter.com/2XUrViQlU7
— Kian Sharifi (@KianSharifi) October 13, 2022
محاولة تكرار سيناريو مهسا أميني
وفي مشهد يذكّر بحادثة مهسا أميني التي تم اقتيادها لمركز الشرطة، كشفت تقارير محلية عن أن السيدة التي تعرضت للتحرش، كان عناصر الشرطة يحاولون اقتياد المرأة أيضاً إلى مركز احتجاز، بزعم “ارتدائها الحجاب بطريقة غير لائقة”، وهو نفس السبب الذي قاد أميني للقتل على يد قوات الشرطة.
في السياق، علقت نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة والأسرة أنسيه الخزعلي، على المشهد قائلة: إن”عدم احترام المرأة أمر غير مقبول”.
وأضافت أنها طلبت من مسؤولي الشرطة إرسال تقرير عن سبب الحادث، وإذا تمّ العثور على مخالفات، فيجب التعامل مع الضابط.
الشرطة تحقق في الحادثة
من جانبها، أصدرت الشرطة الإيراني تعليقاً على واقعة التحرّش بالسيدة، وقالت شرطة طهران على وجه التحديد، إنها تحقّق في الواقعة.
وأضافت أنها على علم بالحادثة وقد فتحت تحقيقاً فيها، في إقرار لم يتضمن الكشف عن مصير عنصر الأمن المتورط في الاعتداء على المرأة، ولو حتى على سبيل محاولة احتواء حالة الغضب.
احتجاجات إيران.. لا مؤشرات على انحسارها
ولا يبدو أن إيران في حاجة لما يفاقم حالة الغضب في الشارع، إذ تتصاعد وتيرة الغضب منذ أسابيع على مقتل مهسا أميني، في احتجاجات خلّفت أكثر من 200 قتيل ومئات الجرحى.
وفي الساعات الماضية، تصاعدت الدعوات في إيران للخروج في تظاهرات جديدة، استمراراً لحركة الاحتجاج التي أشعلتها وفاة الشابة جينا مهسا أميني، وذلك تحت شعار “بداية النهاية للنظام”.
ونظر المتظاهرون إلى أماكن لا تتواجد فيها قوات الأمن وسط ترديد هتاف “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.
ولا توجد أي مؤشرات على انحسار موجة الاحتجاجات، لا سيما أنها امتدت من المدارس والجامعات والمدارس وحتى مصافي النفط… ضغطٌ على النظام الإيراني يُتوقع أن يواجهه بالمزيد من القمع الموجه ضد السكان.
استياء إيراني شعبي
ولا يبدو أن مقتل مهسا أميني هو السبب الوحيد لهذه الاحتجاجات العنيفة، لكن هناك استياءً شعبياً حاداً من المصاعب الاقتصادية التي تواجهها قطاعات عريضة من السكان، وسط اتهامات بالفساد تلاحق الكثير من القيادات البارزة.
كما أن وتيرة الاحتجاجات الراهنة تبدو أكبر كثيراً مما شهدت البلاد في 2009، على خلفية نتائج الانتخابات المتنازع عليها، وفي عام 2019 بسبب رفع مفاجئ في أسعار الطاقة، إلا أنها تشكّل تهديداً لأسس النظام الحاكم، بيد أن الاحتجاج الحالي يُوصف بأنه يُشكّل تهديداً غير مسبوق.
الاحتجاجات تغير شكل الحياة في إيران
وضمن مشاهد الاحتجاجات حالياً، تغيّرت طبيعة الحياة اليومية في إيران بشكل كبير، حيث باتت المتاجر تغلق أبوابها في وقت مبكر بحلول المساء، علماً أنها لم تكن تغلق أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل سابقاً.
أيضاً بات هناك عدد أقل من السيارات في الشوارع، بعكس ما كانت عليه سابقاً، حيث كانت الطرق مكتظة بالسيارات دائماً، لا سيما أن السيارات وأيضاً المنازل تتعرض لهجمات قوات الأمن بسهولة شديدة، كما أظهرت العديد من مقاطع الفيديو.
بايدن يدعم الاحتجاجات
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد حرص على دعم المتظاهرين في إيران، وقال إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب المواطنين، ونساء إيران الشجاعات.
وأضاف: “ذهلت بما أيقظ ذلك في إيران. أيقظ شيئًا لا أعتقد أنه سيصمت قبل فترة طويلة جدًا.. يجب أن يتمكنّ من ارتداء ما تردن”.
وأكد أنه يجب على إيران إنهاء العنف ضد مواطنيها، الذين يمارسون ببساطة حقوقهم الأساسية.
في المقابل، اتهم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مراراً الولايات المتحدة العدوَّ اللدود لطهران، بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده.