وطن- تمكّن صياد سوري في بلدة “ذيبان” بريف دير الزور الشرقي، من بيع طائر حر (صقر) بمبلغ قياسي وصل إلى 66.5 مليون ليرة سورية، عبر مزاد علني، حيث رسا المزاد على تاجر سعودي.
وأفاد موقع “تلفزيون سوريا” المعارض، أن التاجر السعودي شارك في المزاد عبر تقنية الاتصال بالفيديو، واتفق الطرفان على إتمام عملية البيع بشكل مباشر بعد المزاد، وسْط توقعات بوصول أسعار “الطيور الحرة” في سوريا هذا العام لمئات ملايين الليرات.
أسعار تتجاوز حاجز 250 مليون ليرة سورية.
وبحسب المصدر، يتم تحديد سعر الطير بناءً على الفصيلة التي ينتمي إليها ودرجة ندرتها، فضلاً عن حجمه ولون ريشه وطوله.
ما فعلته سورية انتقاماً من زوجها لنيته الزواج بأخرى لا يصدق!
ويعتقد بعض الأهالي في المنطقة الشرقية التي يمتهن كثير من أبنائها صيد “الطيور الحرة”، بأن أسعار الطير النادر تتجاوز حاجز 250 مليون ليرة سورية.
ويبدأ موسم صيد الطير الحر في البادية السورية عادة من ١٥/٨، وينتهي في ١٥/١٢ من كل عام، وهذه الأشهر هي التي تشهد عادة هجرة الطيور فوق سماء الحماد السوري والبادية الشامية ومثلث تدمر- التنف- الركبان.
تجارة بيع وشراء الطيور في ظل الحرب
وانتشرت تجارة بيع وشراء الطيور الحرة في أنحاء مختلفة من سوريا، وبخاصة في منطقة “تدمر والبوكمال” في السنوات الماضية.
ولكن مع حلول شبح الحرب، تراجعت هذه التجارة وباتت نادرة مع تحليق الطيران من كافة الأطراف كالنظام والتحالف الدولي والروسي والعراقي. الذي بات يستهدف جميع الآليات المتحركة في المناطق الصحراوية للبادية الغربية الممتدة من مدينة “البوكمال” إلى الحماد الغربي لمدينة “تدمر”، ومن الشرق من “البوكمال” إلى حدود مدينة “الحسكة”، وهي المناطق التي كانت تشهد مواسم قدوم الطيور وتخييم الصيادين.
موسم الهجرة
ويعتبر صيد “الطيور الحرة” حدثاً موسمياً في المنطقة الشرقية، تترصد فيه مجموعات الصيادين موسم الهجرة، وقد يصل عدد الطيور التي يتم صيدها في كل موسم 20 طيراً في كل الأراضي السورية، وهو رقم مرتفع نسبياً فمن الصعب جداً الإمساك بالطيور الباهظة الثمن.
وبعد انتهاء الموسم يعلن عن مزاد لبيع الطيور، ويحضر التجّار لمعاينة الطير وتحديد نوعه وعمره والقيمة الأولية التي سيفتتح بها المزاد، وأمهر الصيادين يمارسون المهنة منذ 15 عاماً، ولم يحظَوا سوى بأربعة أو خمسة طيور طوال حياتهم المهنية.
وفي أكتوبر تشرين الأول 2020، تم بيع طائر حر من نوع “قوسية” في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية صباح الجمعة، بمبلغ ٥٠ مليون ليرة، أي ما يعادل 22000 دولار.
تجار الرحيبة
وأفاد الناشط “وليد أبو عمر” لـ”وطن”، أن الطائر النادر تم اصطياده في منطقة الدكاكة 55 كم داخل الحماد السوري الخاضعة لسيطرة القوات الامريكية، على يد الصياد “أبو مشعل” من مدينة مهين بريف حمص الشرقي.
وقام السمسار “جمال الفرحة” من مدينة تدمر بشرائه في مخيم الركبان، بمبلغ 50 مليون ليرة سورية.
وكان من المعتاد -كما يقول- أن يتولى تجار من الرحيبة في القلمون شراء طيور الحر النادرة، ومن ثم يقومون ببيعها إلى تجار في دبي بضعف هذا المبلغ وأكثر، لأن إيصال الطائر إلى الإمارات العربية المتحدة عملية في منتهى الصعوبة ومكلفة جداً.
وأشار المصدر إلى أن عرض الطائر المباع 5، 16 إنش، وهو أكبر من المعتاد الذي لا يتعدى الـ 14 إنشاً عادة.
لحظة قتل مقيم سوري في السعودية.. غضب واسع ضد القاتل و”المتفرجين”
طائر النصاص
وكشف محدثنا أن طائر القوسية المباع، تم اصطياده عن طريق طائر جارح يدعى “النغل أو النصاص” كما يسميه أهل المنطقة، ويتم وضع شبكة على ظهره وثقالة عبارة عن عزقة “سمنة حديد” في قدمه، ليحافظ على مستوى معين من الطيران.
وأضاف المصدر أن الطائر الحر لديه غريزة حتى ولو كان شبعاناً، وهي عدم مقاومته لرؤية طائر يطير تحته دون أن ينقضّ عليه، وهنا يعلق بالشبك المحمول على ظهر النغل وينزل هو والطائر الفخ، فيتم اصطياده عندها.
وشهد موسم الصيد السابق في عام 2021، تراجعاً في المنطقة الشرقية وخاصة في أماكن سيطرة النظام السوري وقوات وسوريا الديمقراطية “قسد”، بسبب التضييق على الصيادين، إذ فرضت ميليشيات النظام على سبيل المثال، إتاوات تصل إلى أكثر من نصف سعر الطائر على الصياد الذي يتمكن من اقتناص أحد الطيور الحرة في مناطق سيطرتها.