تظاهرات غاضبة تجتاح فرنسا لتردي المعيشة.. هل انقضى عصر أوروبا الذهبي؟

وطن- بعد يومين من احتفال التونسيين بعيد الجلاء الفرنسي عن البلاد وخروج آخر جندي فرنسي من مدينة بنزرت، خرج الفرنسيون بمظاهرات غاضبة ضد حكومتهم احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية، وللتعبير عن إحباطهم من ارتفاع تكاليف المعيشة وأزمة الوقود التي تعصف بالبلاد.

ويسود التوتر والتململ دولاً أوربية أخرى، مما ينذر بانتهاء العصر الذهبي لأوروبا.

ونظم الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة باريس، الاتحادُ الشعبي الإيكولوجي والاجتماعي الجديد (NUPES)، وهو ائتلاف من أحزاب اليسار والأخضر، ضد التضخم المرتفع وما يسمونه عدم اتخاذ إجراءات حكومية من أجل محاربة تغير المناخ.

وقالت وكالة “فرانس 24” في تقرير لها، إن الاحتجاجات التي تشهدها باريس اليوم، جاءت بعد ثلاثة أسابيع من “إضراب المصفاة”، الذي تسبب في نقص الوقود في جميع أنحاء فرنسا.

تظاهرات غاضبة تجتاح جميع مدن إيران ونظام الملالي يحظر نشر أي خبر عنها

وتمت الدعوة إلى المظاهرات المعارضة السياسية اليسارية بقيادة “جان لوك ميلينشون” رئيس حزب “فرانس أنبويد” (LFI).

“حياتنا تساوي أكثر من أرباحك”

وفيما ردّد المتظاهرون عبارات “حياتنا تساوي أكثر من أرباحك”، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع، ووجّهت عبوات بالهراوات في عدة مناسبات بعد رشقهم بأشياء، بينما قام رجال ملثمون يرتدون ملابس سوداء، بنهب أحد البنوك على أطراف المسيرة.

سترات صفراء

وارتدى بعض المتظاهرين سترات صفراء “الفلورسنت” -رمز الاحتجاجات المناهضة للحكومة- التي غالبًا ما كانت عنيفة في عام 2018، والتي هزّت الحكومة المؤيدة لقطاع الأعمال في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقال “كريستوفر سافيدان”، ناشط في منظمة LFI، وعاطل عن العمل لمدة خمس سنوات، للوكالة الفرنسية: “حان وقت الاستيقاظ”.

وأضاف: “ندفع الضرائب باهظة لا نعرف السبب. كل شيء يتجه نحو الهباء”.

يومًا وطنيًا للإضرابات

وفيما دعا “جان لوك ميلينشون”، رئيس حزب “فرانس أنبويد” (LFI)، إلى “إضراب عام” يوم الثلاثاء، أعلنت عدة نقابات فرنسية، ولكن ليس كلها، هذا التاريخ يومًا وطنيًا للإضرابات التي تستهدف النقل البري والقطارات والقطاع العام.

وزعم المنظمون أن 140 ألف شخص شاركوا في مسيرة، الأحد، لكن الشرطة قالت إن هناك 30 ألفًا. وقَدّر إحصاءٌ من قبل منظمة التواجد لوسائل الإعلام الرقم في 29500.

تغيير مثير للجدل

وتراقب الحكومة الإضرابات والاحتجاجات عن كثب، والتي تهدف إلى تمرير تغيير مثير للجدل إلى حد كبير في نظام المعاشات التقاعدية، في الأشهر القليلة المقبلة.

وتعهّد “ماكرون” الذي أُعيد انتخابه في أبريل، بتأجيل سنّ التقاعد مع الإصلاح المقرّر قبل نهاية الشتاء.

وصرّح نائب عن الحزب الحاكم لوكالة “فرانس برس“، الأسبوع الماضي، شريطة عدم الكشف عن هويته بالقول: “أنا قلق حقاً ونحن بحاجة إلى إيجاد طريق للإصلاحات، لأن الناس حقيقة غاضبون ومتعبون”.

توتال إنرجي

وبحسب المصدر ظلت أربع مصافٍ من أصل سبع في فرنسا، كلها مملوكة لمجموعة الطاقة “توتال إنرجي”، ومقرها باريس مغلقة يوم الأحد.

وأعلنت الشركة الفرنسية يوم الجمعة، أنّها توّصلت إلى اتفاق أجور مع أكبر نقابتين تمثلان الموظفين في مصافيها، مما أثار الآمال في إنهاء الأزمة.

لكن نقابة CGT المتشدّدة رفضت قبولها، مع استمرار أعضائها في الحفاظ على صفوف الاعتصام.

وقالت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن لتلفزيون “TF1” مساء، الأحد، إنّه إذا ظلّ الوضع متوتراً يوم الاثنين، فإن السلطات ستواصل المزيد من الطلبات، مما يجبر العمال المضربين على العودة إلى مواقعهم.

يحتجزون البلاد رهينة

وقالت، إن حوالي 30 في المائة من محطات الخدمة، كانت تعاني من مشاكل في الإمداد بنوع أو آخر من الوقود: “هذا كثير جدًا”.

وفي وقت سابق، ندّد وزير الميزانية “جابرييل عتال” باستمرار الإضراب، ووصفه بأنه “غير مقبول”، في حين قالت جماعة الضغط التجارية ميديف، إن “150 شخصاً يحتجزون البلاد رهينة”.

وقالت الشركة، إن العاملين في مصفاتين أخريين مملوكتين لمجموعة Esso-ExxonMobil الأمريكية، عادوا إلى العمل نهاية الأسبوع الماضي، لكن العمليات هناك ستحتاج إلى أسبوعين على الأقل للعودة إلى طبيعتها.

37 % فقط من الناس يؤيدون الإضراب

وأدت الأرباح الضخمة التي حقّقتها مجموعات الطاقة بسبب أسعار الوقود القياسية، إلى بعض التعاطف مع الموظفين الذين يضغطون من أجل زيادة الأجور.

لكنّ استطلاعاً للرأي أجرتْه مجموعة استطلاعات BVA صدَر يوم الجمعة، أشار إلى أن 37 في المائة فقط من الناس يؤيدون الإضراب.

وحظيت مسيرة يوم الأحد، في باريس والتجمع الحاشد، على الرغم من أن حزب ميلينشون دعا إليه، بدعم من حلفائه في التحالف، الخضر والاشتراكيون والشيوعيون.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث