كم تحتاج من المال لتكون سعيدًا؟ خبراء حائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد يجيبون
حرب المال والسعادة..
وطن– دائمًا ما يثير المثل القائل: “المال لا يشتري السعادة”، جدلاً واسعًا في وسط المجتمعات. وعلى الرغم من ذلك، لا أحد يُنكر أنه لكل فرد رأيه وحججه الخاصة عندما يتعلق الأمر بمناقشة هذا الموضوع.
وبحسب تقرير لمجلة “سانتي بلوس ماغ” الفرنسية، فبالنسبة للبعض يمكن أن تكون السعادة مادية فقط، ويلعب المال دورًا رئيسيًا فيها.
ولكن ما مقدار المبلغ المالي الذي يمكننا أن نقول أنه سيجعلنا بالفعل سعداء؟ وهل الرفاه يعتمد فقط على وضعنا المادي؟ الجواب في هذا المقال.
5 نصائح من أغنى رجل في الصين لممارسة الأعمال التجارية على قواعد أساسية
من أي مبلغ نقول أن المال يجلب السعادة؟
لا شك في أن المال له قيمة عالية في مجتمعنا، بيد أنه بالنسبة للبعض، فإنه يتجاوز ذلك بكثير، لأنه يمكن أن يتحول إلى هوس حقيقي. وفي الواقع ، يمكن أن يصبح الحصول على أكبر قدر من المال في الحياة فكرة مهيمنة على المرء.
ووفقًا لما ترجمته “وطن“، قد يساعد المال الناس على تحقيق أحلامهم، وقضاء شؤون أسرهم أو بعض أحبائهم، خاصة إذا كانوا في حاجة إليه. بالإضافة إلى ذلك، يتيح لك المال أيضًا الشعور بمزيد من الهدوء في مواجهة متاعب الحياة اليومية. لذلك من المألوف أن نرى بعض الناس يفضلون الجانب المادي على حساب أي شيء آخر.
فما مقدار المبلغ المالي الذي يكفي لشراء سعادتنا؟
في الحقيقة، إنه مبلغ من المال حدّده خبيران اقتصاديان، فازا بجائزة نوبل في الاقتصاد.
امتلاك ما مقداره 75000 دولار في السنة أو حوالي 62000 يورو، هو المبلغ الذي سيكون كافياً لإسعاد أي شخص على وجه الأرض. في الواقع، وكما ذكرت صحيفة Le Point، فإن الاقتصادي أنغوس ديتون وعالم النفس دانيال كانيمان، وكلاهما حائزان على جائزة نوبل في الاقتصاد، أفادوا في بحث نُشر في عام 2010، أن هذا المبلغ سيكون كافياً لتحقيق السعادة والرفاهية العاطفية لأي شخص. ووفقًا لهما كسب المزيد لن يجد نفعًا، لأنه لن يزيد من شعور السعادة.
ثروة بيل غيتس 130 مليار دولار لكنّ أبناءه لن يحصلوا إلا على 30 مليوناً منها .. إليكم السبب
بالإضافة إلى ذلك، رأى جميع الأشخاص الذين لم يصلوا إلى عتبة الدخل هذه، أن رفاههم العاطفي يتأثر بمخاوفهم المالية. خلاف ذلك ودائمًا وفقًا لأنجوس ديتون ودانييل كانيمان، يمكن أن يؤدي الدخل المنخفض إلى زيادة الشعور بالمرض، وفي بعض الحالات يؤدي إلى بعض المواقف المؤسفة، مثل: الطلاق أو المشاكل الصحية أو الشعور بالوحدة.
كلما ازداد من المال، زادت السعادة!
للتحقّق من هذه الادعاءات، قام ماثيو إيه كيلينجسورث، الباحث في جامعة بنسلفانيا وطالب الدكتوراه في علم النفس بجامعة هارفارد في ذلك الوقت، بتطوير تطبيق “تتبع سعادتك” على الـiPhone. والهدف من ذلك، هو استجواب المستخدمين حول عواطفهم وأنشطتهم. وهكذا، تم استجواب الناس على مدار اليوم وبشكل عشوائي حول مزاجهم وما يفعلونه وفقًا للعديد من المعايير.
بيل غيتس ينفصل عن زوجته ميليندا .. ما المبلغ الذي ستحصل عليه من ثروة الملياردير الأمريكي!
وبناءً على جميع البيانات التي تم جمعها، تمكن الباحث من مقارنة سعادة ودخل المستخدمين الذين تم سؤالهم. وكانت استنتاجاته واضحة، حيث أن السعادة والرفاهية العاطفية للناس تتضاعف عشرة مرّات، إذا تجاوز الدخل السنوي 75000 دولارًا، وهذا ما يوافق ما قاله عالم الاقتصاد أنجوس ديتون وعالم النفس دانيال كانيمان.
في النهاية ووفقًا لماثيو أ. كيلنجسورث، يبدو أن تدفق الأموال والدخل يساهم بشكل كبير في زيادة الشعور بالسعادة والرفاهية بين الناس.
وختمت المجلة بالقول، إن السعادة والمال لهما علاقة خاصة إلى حد ما.