وطن- في واقعة هي الثانية من نوعها خلال شهر، دنّس مستوطنون، الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، عبر إقامة حفل غنائي بداخله، بحماية مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
جاء ذلك بالتزامن مع فرض قوات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة في محيط الحرم، والمنطقة الجنوبية من المدينة، لتأمين الاحتفالات الاستيطانية.
وأظهر لقطات بثّتها وسائل إعلام فلسطينية، العشراتِ من المستوطنين وهم يرقصون داخل الحرم الإبراهيمي، وقد اصطحبوا أطفالهم في تلك الممارسات الاستفزازية.
https://twitter.com/AlQastalps/status/1582265940325986304?s=20&t=-BNtr3ZCMBsBzNB90-cRtg
رقصات تلمودية في المسجد
وقال مدير الحرم الإبراهيمي ورئيس سدنته “غسان الرجبي”، في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن مستوطنين نظّموا حفلاً غنائياً تخلّلته رقصات “تلمودية” داخل الحرم وفي باحاته.
وأضاف أن المستوطنين اقتحموا الحرم الإبراهيمي برفقة قوات الاحتلال، وأدخلوا آلات موسيقية ومكبرات صوت، ونظّموا حفلاً غنائياً استمر حتى ساعات فجر اليوم.
انتهاك فاضح لدور العبادة
وأشار إلى أن هذا الانتهاك الفاضح لدور العبادة جاء في وقت لا يُسمح فيه للفلسطينيين بإدخال مستلزمات الحرم الضرورية للصيانة والترميم، ولا يسمح حتى للإعلاميين بإدخال كاميراتهم إلا بتنسيق سابق مع الاحتلال.
هذه الممارسات الاحتلالية تندرج ضمن سياسة الاحتلال الاستيطانية وسعيه لفرض الهيمنة الكاملة على الحرم، والبلدة القديمة بمدينة الخليل، وفق الرجبي.
وكان مئات المستوطنين، قد نظّموا احتفالاً غنائياً مماثلاً في الثالث من أكتوبر الجاري، داخل الحرم الإبراهيمي، في انتهاك فاضح لدور العبادة، وخصوصية المسلمين.
https://twitter.com/alaraby_ar/status/1576909481635725313?s=20&t=PueuKaHsqNZ5x1gptWC5Gg
ويطالب المقدسيون، بضرورة لجم هذه الانتهاكات بكل قوة من خلال التوافد على الحرم، ووضع السفراء والقناصل وكافة الجمعيات الحقوقية والإنسانية في العالم بصورة ما يجري داخله، وبمحيطه من انتهاكات واعتداءات صارخه بقوة السلاح.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعت منذ بداية سبتمبر الماضي، رفعَ الأذان في المسجد الإبراهيمي أكثر من 60 مرة، وفق دائرة أوقاف الخليل.
مفتي القدس يدين
وسبق أن أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية “محمد حسين”، إغلاق المسجد الابراهيمي أمام المصلين المسلمين بحجة الأعياد اليهودية.
وقال إن الشرائع السماوية تُحرّم المسّ بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة، وتؤكد حرمتها، غير أن سلطات الاحتلال تتنكر لذلك.
وشدّد حسين على “ضرورة التوقف عن منع مساجد الله من أن يذكر اسم الله فيها، والسعي في خرابها وتدنيسها”.
ويقع الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل، التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويستوطن فيها نحو 400 مستوطن، يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ عام 1994، قسمت إسرائيل المسجد بواقع 63% لليهود، و37% للمسلمين، عقب مذبحة الحرم، وفي الجزء الذي خصصته لليهود تقع غرفة الأذان.
وسبق أن أنهت سلطات الاحتلال أخيراً تركيب “مصعد كهربائي”، بعدما عمدت في نهاية مايو الماضي، على هدم وتجريف عدد من الدرجات الأثرية، وتركيب هيكل المصعد، الذي يتشكل من مقطعين: الأول طولي بارتفاع 10 أمتار تقريباً، وآخر عرضي، متصل بالباب الغربي للحرم الإبراهيمي، باستخدام معدات ثقيلة وشاحنات، جرى إدخالها خلسة تحت جنح الظلام، وهو ما رأى فيه الفلسطينيون خطوة جديدة، تهدف إلى “تهويد الحرم الإبراهيمي وتغيير هويته الحضارية الإسلامية”.