وطن- صادقت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في حكومة النظام السوري، على تأسيس شركة “بيتر إيرلاين” محدودة المسؤولية للطيران، لمالكها رجل الأعمال العماني “محمد صالح الخالدي”.
ويأتي ذلك في محاولة جديدة لإعادة إحياء القطاع الذي تكبد خسائر فادحة خلال السنوات العشر الماضية، وتشجيع المستثمرين العرب لترميم اقتصاد النظام السوري المتهالك.
شركة “بيتر إيرلاين”
ووفقاً لقرار التجارة الداخلية، فإن لشركة “بيتر إيرلاين” الحقَّ بالعمل في كافة الأعمال والخدمات المتعلقة بالنقل الجوي للركاب والبضائع، إضافة لامتلاك واستئجار واستثمار الطائرات.
وكانت وسائل إعلام محلية نقلت عن رجل الأعمال “الخالدي”، قولَه إنه سيؤسس شرطة طيران تحمل اسم “east west”، وستبدأ أعمالها عام 2023، كما ستكون وجهات الرحلات في البداية إلى عشر وجهات متنوعة، ما بين عدد من الدول العربية والإتحاد الأوروبي.
قائد سلاح الجو العماني السابق يقترب من شراء “إيه سي ميلان” الإيطالي بمبلغ ضخم
وأوضح أن عدد الطائرات التي ستخدم الشركة حالياً اثنتان، سيتم تسليمهما لسوريا قريباً للحصول على الترخيص المطلوب، إذ سيجتمع “وزير النقل السوري”، لبحث العقبات التي تواجه هذا المشروع.
ملتقى الاستثمار السياحي
ونقل موقع “إثر برس” المحلي الموالي، تصريحاً خاصاً عن “الخالدي”، أدلى به على هامش ملتقى الاستثمار السياحي لعام 2022، بأن لديه الرغبة في الاستثمار بالمنشآت السياحية في دمشق والشمال السوري، وفي مجال الطيران، كونه شريكاً في شركة “إيست ويست أون لاين”، وهناك استثمارات في اللاذقية تبحثها “وزارة السياحة” بحكومة النظام.
وخاطب الخالدي رجال الأعمال العرب بالقول: “على قدر الغرم يكون الغنم، وسوريا تضم فرصاً حالياً قد لا تتكرر في الوقت اللاحق، فالسابقون هم السبّاقون”.
مصادقة بلا ترخيص
وكانت “وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك” في حكومة النظام صادقت منتصف عام 2020، على تأسيس شركة “بيتر إيرلاين” محدودة المسؤولية للطيران، لتكون الشركة الخاصة الثامنة في سوريا، بعد المصادقة على افتتاح شركات “الأجنحة الذهبية للطيران، وأجنحة الشام، وإيست ويست إيرلاينز، والوطنية للطيران، وفلاي أمان، ونايا للطيران، وفلاي داماس”، لكنها لم تتمكن جميعها من الحصول على ترخيص العمل النهائي.
كما صادقت الوزارة أيضاً، مطلع نيسان 2018، على تأسيس شركة طيران خاصة تحمل اسم “فلاي أمان” مقرها العاصمة دمشق، وتعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري “سامر فوز”، عقب إعلان وزير النقل “علي حمود” البدء بإجراءات الموافقة على ترخيص شركات طيران خاصة في سوريا.
أجنحة الشام
وتعتبر شركة “أجنحة الشام” أول شركة طيران خاصة تأسست في سوريا عام 2007، ضمن سلسلة شركات “مجموعة شموط التجارية”، تلتها شركة “فلاي داماس” التي أعلنت بدأ تسيير رحلاتها إلى بيروت والنجف وبغداد والقامشلي عام 2015.
ولا تمارس جميع شركات الطيران المرخصة في سورية أنشطة في البلاد، باستثناء شركتين فقط هما: “أجنحة الشام للطيران”، التي تأسست عام 2007 لتكون أول شركة خاصة تعمل في مجال الطيران.
عقوبات الإتحاد الأوروبي
وفي كانون الأول ديسمبر الماضي، أدرج “الاتحاد الأوروبي” شركة “أجنحة الشام” في قائمة عقوباته، متهماً إياها بنقل ركاب إلى بيلاروسيا، ليتمكنوا بعد ذلك من عبور الحدود بشكل غير مشروع إلى الاتحاد الأوروبي، فيما تسبب في أزمة لاجئين وأزمة إنسانية.
وعاد الاتحاد إلى شطب الشركة من قائمة العقوبات، متذرعاً بأن “الإجراءات التقييدية أحدثت الأثر المنشود فيما يتعلق بهذا الكيان”. وبحسب المعلومات المقدمة إلى المجلس، فقد أوقفت “أجنحة الشام” مشاركتها في الأنشطة التي فُرضت عليها العقوبات بسببها.
وحتى العام 2007، ظلّ قطاع اطيران محصوراً بمؤسسات القطاع العام، وبقيت الخطوط الجوية السورية هي الوحيدة في البلاد من العام 1946.
خسائر متلاحقة
وأشارت صحيفة “العربي الجديد” إلى أنّ قطاع النقل الجوي في سورية يعاني من خسائر متلاحقة منذ عام 2012، إذ لم تتجاوز عائدات القطاع خلال النصف الأول من العام الجاري.
ووفق تصريح لمدير الطيران المدني في دمشق “باسم منصور”، فإن الخسائر الإجمالية للقطاع خلال سنوات الحرب بلغت 480 مليون دولار، فضلاً عن الخسائر جراء القصف الإسرائيلي لمطار دمشق الدولي في يونيو/حزيران الماضي، التي قدرها بنحو 300 مليون دولار، تمثل الأضرار التي لحقت بمنشآت وأجهزة الملاحة والرادارات.
ولذلك تسعى حكومة بشار الأسد مجدداً لإغراء المستثمرين العرب والأجانب بالعمل في قطاع الطيران المدني، وذلك بعد “فشل ثماني شركات مرخصة في الإقلاع”.