ليلة الدخلة.. أمور يجب تجنبها كي لا تقع بالمحظور ومعلومات لا يعرفها الكثيرون
وطن- اهتم الإسلام كشرع كامل لا نقص فيه ولا غموض، بكل ما يصلح حياة الإنسان حتى أدق تفاصيل يومه، ومن ذلك “ليلة الدخلة” التي نسي الكثير من المسلمين آدابَها وضوابطها وفق الشريعة الإسلامية للأسف.
وغاب عن أذهانهم أن الزواج عبادة يتعبدون بها إلى الله، كما أمر سبحانه في القرآن الكريم عباده أن يقصدوا وجهه الكريم في كل ما يقوموا به من أعمال، إذ يقول الله سبحانه: “قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ”.
الاستجابة لأمر الله
ومن هنا يتوجب على الإنسان المسلم الذكر والأنثى، أن يفكر في الزواج كما يفكر في سائر العبادات، فتكون نيته الأولى والأساسية الاستجابة لأمر الله فيه.
الباحث الإسلامي “أحمد القزعل“، قال في حديث خاص لـ “وطن”، إن الله جعل الزواج طريقاً لقضاء الوطر وحفظ العرض والنسل، والزواج هو النظام الطبيعي الذي تبنى على أساسه الأسرة، وهو قرار شخصي يتطلب عملية اختيار من كلا الطرفين.
وقد جاءت صفة التدين والصلاح -كما يقول- على رأس الخصائص التي يريدها الإسلام، مستشهِداً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
“ليلة الدخلة” في الإسلام والسلوكيات الصحيحة
وأضاف محدثنا أن نجاح الزواج أو فشله، يتوقف على اتباع القواعد السلوكية الصحيحة ليلة الدخلة.
وقد بيّن الإسلام تلك قواعد ليلة الدخلة ومنها -كما يقول- وضع الزوج يده على رأس زوجته والدعاء بأن يعطيَه الله خيرها، مضيفاً أن وضع الزوج يده على رأس زوجته في ليلة الدخلة أمر نبوي كريم يشعر الزوجة بالاطمئنان، ويزيل عنها الخوف، ويقرب القلوب أكثر بينهما.
مستشهِداً بقوله عليه الصلاة والسلام: “إذا تزوج أحدكم المرأة فليأخذ بناصيتها، وليقل: “اللهم إني أسألك خيرها وخير ما جبلتها عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلتها عليه”.
ومن آداب ليلة الدخلة الصلاة: فهي الباب الأوّل الذي يجمع الزوجين في الإسلام، بحيث يتقدم الزوج ويكون إماماً لزوجته وهي تقف خلفه، وبالتالي تكون الصلاة تهيئة لحياة تسودها الطمأنينة والمحبة وطاعة الله عز وجل.
وفي رواية أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفراً من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلّم- فيهم ابن مسعود وأبو ذر وحذيفة، وعلموني، فقالوا: “إذا دخل عليك أهلك فصلِّ ركعتين ثم سل الله من خير ما دخل عليك”.
المداعبة وإشباع الرغبات
وحثّ الإسلام -كما يقول المصدر- على العطف والمداعبة: فيجب على الزوج في ليلة زفافه الأولى وفي باقي حياته الزوجية اتباع منهج العطف والحنو في التعامل الأسري وإظهار حبه لزوجته، وهي كذلك قولاً وفعلاً وهذا الحب هو بالأساس رزق مبارك بين الزوجين ثمرته الأولاد الصالحين بإذن الله.
وقد دلَّ على ذلك قولَه -عليه الصلاة والسلام- عن حبّه لزوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها- فقال: “رزقت حبها”.
كما لا بد من المداعبة وإشباع الرغبات الجنسية الفطرية عند كلا الزوجين، فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال لي النبي -صلى الله عليه وسلّم-: “تزوجت فقلت: نعم فقال: بكرا أم ثيبا، فقلت: ثيب فقال: “أفلا بكرا تلاعبها وتلاعبك”.
وبعد انتهاء الجماع بين الزوجين أرشدنا الإسلام إلى استحباب اغتسال الزوجين مع بعضهما، لأن ذلك يقوي أواصر المحبة والمودة ويشعر المرأة بالدفء الأسري.
فعن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كنت أغتسل أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلّم- في إناء واحد بيني وبينه تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول له: “دع لي”.
قلق وخوف الزوجة
وتابع “القزعل” أن خروج الفتاة من بيت أبيها إلى بيت زوجها يترتب عليه قلق داخلي وخوف وتوتر، يحتاج من الزوج إلى أن يزيله بكلمة رقيقة، أو مزحة مضحكة أو فعل لطيف.
وقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك بنفسه حين تزوج السيدة عائشة -رضي الله عنها-. وجاء في حديث أسماء بنت يزيد: “قَيَّنت” –زيّنت- عائشة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم جئته فدعوته لجلوتها –لرؤيتها-، فجاء إلى جنبها فأتي بعس –قدح- لبن فشرب ثم ناولها النبي– صلى الله عليه وسلم- فخفضت رأسها واستحيت.
وقالت أسماء: فانتهرتها، وقلت لها: “خذي من يد النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: فأخذت فشربت شيئاً، ثم قال لها: أعطي تربك، (صديقتك).
وهكذا أزال النبي -صلى الله عليه وسلم- ارتباك وتوتر السيدة عائشة بمناولتها شيئًا من الشراب والطعام، مُظهراً مودته ومحبته.
ودعا محدثنا شباب وفتيات الأمة الإسلامية إلى اتباع المنهج الإسلامي في كل شأن من شؤون حياتهم، فذلك كفيل بتحقيق السعادة لهم في الدنيا والفوز بالآخرة إن شاء الله.
وأن ينظرا إلى الزواج على أنه عبادة يتعبدون بها إلى الله، كما أمر سبحانه في القرآن الكريم عباده أن يقصدوا وجهه الكريم في كل ما يقوموا به أعمال.
أشياء محرمة في ليلة الدخلة
راعى الإسلام العديد من الآداب التي يجب أن تحدث في ليلة الدخلة، وفي المقابل وضع بعض المحرمات التي نهى تمامًا عن القيام بها في الجماع وهي:
العنف: حرم الإسلام أن يعامل الرجل امرأته بالعنف في العلاقة الحميمة أو في الحياة عمومًا، وأكد أن العنف في الجماع الذي يلحق الضرر بالزوجة محرم، وأنه يجب أن يتم تعامل الزوج مع الزوجة برفق ولين، وألا يقوم بأذيتها جسديًا.
الإهانة: حرم الإسلام الإهانة في الجماع، كأن يقوم الرجل بسب زوجته أو قول الكلام البذيء لها، لما في ذلك إهانة لها ولكرامتها.
وأكد على ضرورة التعامل بأدب ورقي، كما حرم أن يعامل الرجل زوجته في الجماع، مثل: البهيمة، وألا يهتم لمشاعرها ورغباتها.
تخويف المرأة: تخويف المرأة وإرهابها أيضًا من المحرمات التي نهى عنها الإسلام في الجماع، بل حرص الإسلام أن يكون الجماع برضا الطرفين واستعدادهم النفسي والجسدي لذلك.
ونهى عن أن يتم إرهاب المرأة للقيام بالجماع، لما فيه من أثر نفسي سلبي سيحدث لها دائمًا فيما بعد، في كل مرة تحدث فيها العلاقة الجنسية بينها وبين زوجها.
العريس المربوط
من الخرافات التي ارتبطت بليلة الدخلة وحاربها الإسلام ما يعرف بالربط، وهو الفشل في الليلة الأولى، بسبب السحر والشعوذة، المنتشرين في الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية.
وباتت أعمال الدجل تدر على البعض الكثير من الأموال، بسبب جهل البعض بما يتعلق بتقاليد ومتطلبات الحياة الزوجية. وعادة لا ينجح الدجالون إلا حينما تتوافر في الضحية عوامل تساعدهم على نجاح مهمتهم الشريرة.
ويطلق على مَن يصاب بحالة الفشل ليلةَ الدخلة شعبياً اسم «العريس المربوط»، ونلاحظ أن أغلب أفرادها يعانون القلق والتشويش كما أن ثقافتهم الجنسية تكون محدودة وتشوبها الأوهام.
وهذا العريس سيطرت العملية الجنسية على تفكيره في الأيام التي تسبق ليلة الدخلة أكثر مما يجب، فتولد لديه خوف من الفشل يمسّ رجولته.
ومن الأسباب أيضاً التأثر ببعض الأعمال السينمائية والتلفزيونية، التي توحي بأن الفشل في ليلة الدخلة وراءه أعمال السحر والدجل، يساهم في التشويش لدى بعض الشباب المقبلين على الزواج أو المتزوجين حديثاً.
لذلك ينصح باتباع والاسترشاد بكتب متخصصة وأخصائيين يقدّمون النصائح الجادة، حول كيفية التعامل الصحيح مع البدايات الأولى للزواج، ومنها ليلة الدخلة.