ريتشي سوناك أول رئيس وزراء بريطاني من أصل هندوسي وهذا ما تعهد به

وطن- بحصولِه على 194 صوتاً من نواب حزب المحافظين، أصبح “ريتشي سوناك” -نائب وزير المالية البريطاني السابق ذو الأصول الهندية- رئيساً للوزراء في بريطانيا، وزعيماً جديداً لحزب المحافظين، وذلك بعد انسحاب منافِستِه “بيني موردونت”، وزيرة العلاقات مع البرلمان، وبعد أيام من استقالة “ليز تراس” رئيسة الوزراء السابقة.

انتخاب ريتشي سوناك زعيماً لحزب المحافظين

وجاء فوز “سوناك” بعد إعلان رئيس لجنة حزب المحافظين رسمياً انتخابَه زعيماً للحزب، وبالتالي رئيساً للوزراء، ليصبحَ بذلك خلَفاً لرئيسة الوزراء المستقيلة “ليز تراس”.

وفاز رئيس المحافظين الجديد على منافسته “بيني موردونت” في زعامة حزب المحافظين البريطاني -التي أقرت بخسارتها في وقت سابق- بعد فشلها في جمع ما يكفي من أصوات نواب الحزب، بحصولها فقط على 25 صوتاً.

جونسون مجددا أم سوناك؟.. من يخلف ليز تراس في رئاسة وزراء بريطانيا؟

“أتعهد بأنني سأخدمكم بنزاهة وتواضع”

وتعهّد سوناك في أول خطاب بعد فوزه بزعامة حزب المحافظين، بخدمة الحزب وكافة البريطانيين على أكمل وجه، وقال: “أتعهد بأنني سأخدمك بنزاهة وتواضع”.

ووعد “ريتشي” أيضاً، “بالعمل يومًا بعد يوم لتقديم المساعدة للشعب البريطاني”.

وفي أول تعليق على خسارتها، أفادت “بيني موردونت”، في بيان لها: “قررنا الآن من سيكون رئيس وزرائنا المقبل، هذا القرار قرار تاريخي ويظهر مرة أخرى تنوع حزبنا وموهبته”.

وأضافت: “يحظى ريتشي بدعمي الكامل، نحن جميعاً مدينون للبلد ولـ سوناك بأن نتّحدَ ونعمل معاً من أجل خير الأمة، هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به”.

مَن هو ريتشي سوناك.. أول رئيس وزراء بريطاني هندوسي؟

يشار إلى أنه لن يصبح “سوناك” رئيساً رسمياً للحكومة بشكل تلقائي، الاثنين، إذ تقتضي القوانين أن تسلّمَ رئيسة الوزراء الحالية “تراس”، رسالةَ استقالتها أولاً للملك تشارلز الثالث، وفقاً ما ذكرته شبكة “سي إن بي سي“.

يذكر أن ريتشي سوناك، قد شغل سابقاً منصب وزير الخزانة من عام 2020 حتى هذا الصيف -حيث استقال في يوليو احتجاجاً على قيادة جونسون- وسط أزمة خانقة يعيشها الاقتصاد البريطاني منذ جائحة كورونا.

ولأول مرة في تاريخ بريطانيا، يكون رئيس الوزراء الجديد أحد أفراد الأقلية العرقية في البلاد، (هندوسي).

ويعتبر ريتشي سوناك كذلك أصغرَ رئيس وزراء (42 عامًا)، في تاريخ البلاد.

وأحدثَ فوز سوناك تفاعلاً كبيراً بين مختلِف الوجوه السياسية في بريطانيا، وسط احتفاء كبير بفوزه، خاصة بعدما خلّفته رئاسة تراس للوزراء، من جدل على مستوى القرارات الاقتصادية المُخيبة للآمال التي اتخذتها.

جدل في أروقة السياسة البريطانية بعد فوز سوناك

وفي هذا السياق، أكدت عضو حزب المحافظين البريطاني “شارلوت ليزلي” في تصريح لـ منصة “الشرق” قبل قليل، أن “ريتشي سوناك هو رئيس الوزراء الذي تحتاجه بريطانيا فعلًا”.

وقال وزير الخزانة البريطانية السابق “جورج أسبورن” عبر حسابه الرسمي على منصة تويتر: “سيتولى ريشي سوناك رئاسة الوزراء بنهاية اليوم. يعتقد البعض، مثلي، أنه حل لمشاكلنا؛ يعتقد البعض الآخر أنه جزء من المشكلة”.

ما لا تعرفه عن “ليز تراس” ثالث امرأة بتاريخ بريطانيا تتولى منصب رئيس الحكومة

وتابع: “ولكن مهما كانت سياستك، فلنحتفل جميعًا بأول رئيس بريطاني يتولى منصب رئيس الوزراء ونفخر ببلدنا حيث يمكن أن يحدث هذا”.

ووسط ترحيب المحافظين، أبدى حزب العمال عدمَ ارتياحه من فكرة أن انتخاب “سوناك” سوف يساهم في النهوض بالاقتصاد البريطاني إلى سابق عهده قبل أزمة كورونا، داعياً إلى التوجّه إلى انتخابات مبكرة.

تقول نائبة زعيم حزب العمال “أنجيلا راينر”، إن الجمهور “لم يسمع شيئًا من ريشي سوناك … عن كيفية تعامله مع التحديات التي يواجهها الناس”.

وأضافت، أن “حزب العمل يعتقد أنه يجب إجراء انتخابات عامة … لا يوجد أي وقت لعهدة جديدة الآن”.

يشار هنا، إلى أن انتخاب سوناك على رأس حزب المحافظين، يأتي في سياق من التوتر السياسي الذي تعيشه بريطانيا بعد خيبة أمل كبيرة أحدثتها رئيسة الوزراء السابقة “ليز تراس”، بسبب عدد من القرارات الاقتصادية “الكارثية” -يقول عدد من المحللين- التي تراجعت عنها في نهاية المطاف، ومن ثم تقديم استقالتها.