وطن– انتشر مقطع فيديو، يوثّق قمعاً فتّاكاً، مارسته قوات الشرطة تجاه سيدتين كانتا ضمن المتظاهرين في العاصمة باريس.
وبيّن الفيديو، تجمّعَ عدد كبير من عناصر الشرطة الفرنسية وهم يطاردون السيدتين ويحاصرونهما، ويعتدون عليهما بالهروات بشكل عنيف جداً.
ولم تستطع السيدتان النجاةَ بنفسيهما وسقطتا أرضاً، فزادت قوات الشرطة من الاعتداء على نحو مروّع.
الشرطة الفرنسية تستخدم العنف الشديد غير المبرر ضد سيدتين كانتا تتظاهران ضد سياسات الحكومة الفرنسية.
#فرنسا pic.twitter.com/XlrddO2BuX— خالد اسكيف (@khalediskef) October 22, 2022
احتجاجات تجتاح فرنسا
وتظاهر عشرات الآلاف في فرنسا خلال الأيام الماضية، للمطالبة بزيادة الأجور في مواجهة التضخم، واحتجاجاً على إجبار العاملين المضربين في المصافي ومستودعات الوقود على العمل.
وتفاقمت أزمة الوقود في فرنسا، وصادرت الحكومة المزيد من مستودعات المحروقات.
في حين دعت النقابات العمالية الكبرى لإضراب، بدأ يوم الثلاثاء، يشمل قطاعات النفط والطاقة والنقل والتعليم وإدارات الدولة.
وكانت الحكومة الفرنسية قد صادرت مستودعين للمحروقات، مع تواصل الإضراب في مصاف تابعة لمجموعة “توتال إينيرجيز” الفرنسية.
وصرحت وزيرة انتقال الطاقة أنييس بانييه-روناشيه، بأن مصادرة المحروقات “ضروريةٌ للغاية، حتى يتمكن الناس من مواصلة الذهاب إلى العمل”.
إضراب عمال المصافي
ويتواصل في فرنسا إضراب عمال المصافي النفطية، للمطالبة برفع الرواتب.
وهذا الإضراب أثّر بشكل كبير على مستوى التزوّد في محطات الوقود، وأدى ذلك إلى اضطرابات متفاوتة مسّت نهاية الأسبوع نحو 30% من محطات الوقود.
وقبل نحو أسبوع، شهدت فرنسا 150 احتجاجًا كبيرًا في المدن الرئيسية، أبرزها العاصمة باريس، للمطالبة بزيادة الأجور.
في نحو آخر، تظاهر آلاف الفرنسيين يوم السبت، في ساحة دانفير روشرو، للمطالبة بخروج بلادهم من حلف شمال الأطلسي “الناتو” ومن الاتحاد الأوروبي، حيث يطالب المحتجون بوقف مدّ كييف بالسلاح، والاستثمار في السبل الدبلوماسية.
"Let's get out of NATO!"
Another massive protest against NATO and the EU on the streets of Paris, France today. pic.twitter.com/na1ccLxjhG
— sarah (@sahouraxo) October 22, 2022
وسبق أن دعا حزب الباتريوت إلى وقفة احتجاجية بهدف هذه المطالب، إضافة إلى السعي لإيقاف الحرب، ورفع العقوبات المضرة بدول الاتحاد الأوروبي.
أكبر اختبار لولاية ماكرون
والاضطرابات في فرنسا تمثّل أكبر اختبار حتى الآن في الولاية الثانية للرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك بعدما انضم عمال السكك الحديدية والبريد والممرضات وبعض المعلمين وحتى طلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء فرنسا، إلى الإضرابات.
وتأتي موجة الإضرابات المتّسعة في أعقاب مسيرة كبيرة ضد ارتفاع تكاليف المعيشة في باريس، مما يزيد الضغط على حكومة ماكرون، المحاصرة بالفعل في البرلمان، حيث ترفض أحزاب المعارضة إقرار الميزانية.
وتقول تقارير، إن ماكرون يكافح الآن لتهدئة الغضب على ثلاث جبهات مختلفة، وهي المصانع والشوارع والبرلمان، قبل أن يتحوّل إلى اضطرابات اجتماعية كبيرة، حيث يمكن أن يهدّد ذلك أجندته، بما في ذلك خطط إصلاح نظام المعاشات التقاعدية المثير للجدل.