تحركات أمنية غير مسبوقة لإحباط دعوات 11/11 والسيسي يستشعر الخطر

By Published On: 30 أكتوبر، 2022

شارك الموضوع:

وطن- يبدو أن دعوات التظاهر يوم 11/11، باتت مصدر قلق حقيقي للنظام المصري بقيادة عبدالفتاح السيسي، الذي بدأ حملة أمنية مكثفة وغير مسبوقة منذ أيام، في محاولة لإحباطها.

وفي هذا السياق، أكد موقع “مدى مصر” المحلي، أن سلطات الأمن المصرية متمثلة في جهاز “الأمن الوطني” تقوم بحملة أمنية في الشوارع بشكل عشوائي، حيث تم إلقاء القبض على عدد من المواطنين، كما يتم تفتيش هواتف المارة في الشارع للاطلاع على منشوراتهم بمواقع التواصل.

حملة أمنية مسعورة قبل 11/11

وذكر الموقع فيب تقريره الذي طالعته (وطن)، أن عدداً من المحامين الحقوقيين رصدوا حالة من التشديد الأمني؛ على خلفية الاستعداد لمواجهة دعوات التظاهر في 11 نوفمبر المقبل.

لافتاً إلى أن هذا التشديد تضمّن القبض العشوائي على عدد كبير الأشخاص من الشوارع، منهم من تم القبض عليهم على خلفية تفتيش هواتفهم المحمولة، كما جرت استدعاءات أمنية لمواطنين عقب نشرهم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

السيسي قلق من دعوات 11/11 ويلمح لها محذرا من التظاهرات (فيديو)

وكانت السفارة الأمريكية حذّرت رعاياها بمصر في بيان رسمي، الجمعة، على خلفية الأجواء الأمنية المصاحِبة لقرب موعد التظاهرات المحتملة، وطالبتهم بتجنّب مناطق الاحتجاج المحتملة.

فيما ألقت السلطات التركية القبضَ على المذيع السابق في قناة “الشرق” المعارضة والمقيم في أسطنبول، حسام الغمري، على خلفية دعواته للتظاهر في 11 نوفمبر.

“مدى مصر” نقل عن المحامي الحقوقي محمد رمضان، قولَه إن الإسكندرية شهدت مئات الحالات من القبض العشوائي على مواطنين من الشوارع، واحتجازهم في مقرات تابعة لجهاز الأمن الوطني لساعات قبل الإفراج عنهم.

ورجّح “رمضان” ارتباطَ حالات القبض عليهم بالتشديد الأمني الخاص بمباراة كأس السوبر، التي لعبت بين فريقي الأهلي والزمالك، الجمعة، وما صاحبها من خشية وزارة الداخلية وجودَ تجمعات يمكن أن تُسهم في تنظيم احتجاجات مبكرة في ظل دعوات التظاهر في نوفمبر المقبل.

وأصبح من المؤكد أنّ الأيام القليلة الماضية، قد شهدت اتساع ظاهرة القبض على أفراد من منازلهم وأماكن عملهم، على خلفية منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار المحامي الحقوقي “محمد رمضان” إلى أنه يوم، الأربعاء الماضي، دافعَ عن اثنين من المتهمين ضمن موجة الاعتقالات تلك، وشهد باليوم نفسه توجيه نفس الاتهامات لإجماليٍّ يتراوح بين 25 إلى 30 متهمًا ضمن نفس الموجة.

كما نقل الموقع عن المحامية الحقوقية “ماهينور المصري”، قولَها إن 4 من أهالي من ألقي القبض عليهم، تواصلوا معها في محاولة لمعرفة مصير المعتقلين الذين اختفوا منذ أيام بعد القبض عليهم.

وأضافت “المصري”، أنها علمت من زملاء لها أن نيابة أمن الدولة العليا شهدت عددًا كبيرًا من التحقيقات مع معتقلين، على خلفية الدعوة للتظاهرات خلال الأيام القليلة الماضية.

وشدّد التقرير أيضاً، على أن عدداً من الأحياء في القاهرة هي: (مدينة نصر ووسط القاهرة وشبرا الخيمة والدقي)، شهدت حالات استيقاف عشوائي لتفتيش الهواتف النقالة، ومراجعة المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، والقبض بناءً عليها على أعداد من المواطنين ممن لا يعرف عنهم أي نشاط سياسي.

الفصل الأخير من حكم السيسي

من جانبه، صرّح الحقوقي المصري “بهي الدين حسن”، بأنّ السيسي أفلسَ سياسياً.

وتابع: “نحن نشهد الآن الفصل الأخير من فترة حكمه، خاصة أنه لم يعد لديه ما يقدمه، لا للدولة ولا للشعب”.

وقال “حسن” في تصريحاته الصحفية، إنّ السيسي يتعامل مع نفسه كمتهم تجري محاسبته على حصاد سياساته في 8 سنوات.

وأضاف: “خاصة عن الكارثة الاقتصادية التي نجمت عن هذه السياسات”.

لافتاً في الوقت ذاته، إلى أن “نهاية حكمه لن تكون بالضرورة محطة النهاية لكوارثه، بل قد تكون نقطة البداية لاكتشاف كوارث جديدة ربما أكثر خطورة”، حسب وصفه.

أمريكا تدخل على خط تظاهرات 11 نوفمبر في مصر

ويرى محلّلون أنّ إصدار السفارة الأمريكية بياناً تحذيرياً كهذا، لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، مؤكدينَ أنّ له دلالاتٍ كبيرة.

ولفتوا إلى أنّ أمريكا لا يمكن أن تصدّر مثل هذا البيان، الذي من المؤكد أنه سيغضب النظام الحاكم في مصر، إلا إذا كانت تشعر بخطر حقيقي، ووصلها معلومات عن تحركات جادة في هذا السياق، قد تضر بأمن مواطنيها في مصر.

ويدل على قلق النظام المصري من دعوات التظاهر يوم 11/11، تصريحات عبدالفتاح السيسي في خطاباته الأخيرة، وكذلك مداخلته المثيرة للجدل مع يوسف الحسيني.

ولا يُعرف إلى الآن مَن يقف وراء هذه الدعوات تحديداً، خاصة بعد انسحاب جماعة الإخوان المسلمين من المشهد السياسي في مصر.

ماذا يعني تحذير أمريكا شديد اللهجة لمواطنيها من يوم 11/11 في مصر؟

ثورة الغلابة

وأوضحت منشورات متداوَلة بين المصريين على السوشيال ميديا، أنّ هذه الدعوات هي دعوات شعبية غير منظمة. وتحمل اسم “ثورة الغلابة”، في إشارة إلى وصول الطبقة الفقيرة -الأغلبية في مصر- لمرحلة عدم القدرة على تحمل المزيد من الضغط، وأنها قررت الانفجار أملاً في تغيير للمشهد السياسي، قد ينعكس إيجابياً على أوضاعهم المعيشية الصعبة جداً.

وتشهد مصر حالة من الترقب الحذر؛ بعد دعوات أطلقها نشطاء ومعارضونَ مصريون في الخارج لتنظيم احتجاجات واسعة، حيث تعيش حالياً مرحلةَ تعويم جديدة لعملتها المحلية “الجنيه”، الذي تراجع أمام الدولار في تعاملات الخميس، إلى 24 جنيهاً لكل دولار واحد، وهو أدنى مستوًى تاريخي للعملة الوطنية.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment