تطبيع وملابس فاضحة.. يارا الحقباني تفوز بدولية تنس البحرين وجدل حولها

وطن- أصبحت لاعبة التنس السعودية “يارا الحقباني” محلّ جدل واسع وحديث النشطاء على مواقع التواصل، عقب فوزها ببطولة البحرين الدولية للتنس “ITF”.

هذا الجدل المثار حول “الحقباني”، جاء بسبب قبولها مواجهة منافستها الإسرائيلية في الدور نصف النهائي للبطولة، ما أثار غضب العديد من نشطاء العرب الرافضين للتطبيع بكافة صوره وأشكاله.

يارا الحقباني والبطولة الدولية للتنس في البحرين

ذلك فضلاً عن الملابس المثيرة والفاضحة -كما وصفها ناشطون- والتي ظهرت بها يارا في البطولة، بشكل يتنافى مع العادات والسلوكيات المحافظة في المملكة، وخاصة فيما يتعلق بالنساء وملابسهم في السعودية.

وكانت لاعبة التنس السعودية ترتدي ملابس رياضية ضيقة جداً، كشفت تفاصيل جسدها وأبرزت مفاتنها، ما عرّضها لانتقادات حادة، والتي شملت قبولها مواجهة لاعبة إسرائيلية.

صهيوني وضيف دائم على قناة “العربية” يطالب السعودية بدفع أموال لإسرائيل مقابل التطبيع

حتى أن صفحة “إسرائيل بالعربية” التابعة لخارجية الاحتلال على تويتر، نشرت صورة يارا محتفية بها، وعلقت: “بعيدا عن السياسة ومتحلية بالروح الرياضية، تقرر لاعبة التنس السعودية يارا الحقباني، مواجهة منافستها الاسرائيلية ايزابيل بيلاوس وتتغلب عليها. ثم تحقق بطولة البحرين الدولية ITF ! فلتحيا الروح الرياضية ومبروك ليارا على الانجاز وحظا اوفر للاعبة الاسرائيلية ايزابيل”.

وكانت “الحقباني” تغلبت على منافستها الإسرائيلية “إيزابيل بيلاوس” في الدور قبل النهائي من بطولة البحرين الدولية للتنس “ITF”، وتفوقت عليها بمجموعتين من دون رد، بواقع (6-1) و(6-0)، بعد فوز مثيل على الروسية “إيرموكوفا” المصنفة الأولى بالبطولة، بنتيجة (6-2) و(6-4).

وعبّرت الحقباني عن فرحتها بحمل لقب البطولة ITF، من خلال حسابها الرسمي على موقع تويتر.

وقالت في تغريدتها: “بكل اختصار ما اعتبر هذا اللقب إلا محاولة بسيطة مني لرد العرفان لوطننا وكل من آمن بالرياضة السعودية”.

كما وجهت شكرها لكل مَن ساندها ودعمها في مسيرتها الرياضية.

انسحاب لاعبين عرب في مواقف مماثلة

وجاء فوز يارا الحقباني، بعد سلسلة انسحابات للاعبين عرب من مقابلة لاعبين إسرائيليين في بطولات مختلفة، وأسهم ذلك على ما يبدو في تسليط الضوء أكثر على فوز اللاعبة السعودية، بخاصة من وسائل الإعلام التي بدأت تعيد فتح ملفات جدوى الانسحاب من أمام اللاعبين الإسرائيليين، وعلاقة الرياضة بالسياسة.

وكانت الحقباني خاضت مواجهة مع اللاعبة الإسرائيلية “رين نيكيشوف”، في فبراير الماضي ضمن الدور الثالث لبطولة نيروبي الدولية، في تطبيع رياضي جديد بين المملكة والكيان الإسرائيلي.

ولم يذكر خبر المواجهة بين اللاعبتين في الإعلام السعودي، باستثناء صحيفة “الشرق الأوسط” التي نشرت خبر فوز “يارا” دون متابعة خسارتها لاحقاً.

ولكن خبر المواجهة وقتها قوبل بانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، من رافضين للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي.

تبرير عدم الانسحاب

وكانت الحقباني قد بررت لوسائل إعلام سعودية عدم انسحابها من المواجهة أمام اللاعبة الإسرائيلية، قائلة :”لن أخسر نقاط اللعبة بسبب الانسحاب وأفضل المواجهة، وعندما أواجه الإسرائيلين والإيرانيين أبذل جهد مضاعف لأجل الوطن”.

أول سعودية تدخل التصنيف الدولي

تجدر الإشارة إلى أنه تمّ تصنيف “يارا الحقباني” كأول سعودية في صفوف اللاعبات المحترفات، رغم تسجيلها في كشوفات نادي الاتحاد منذ عام 2018، وتحتل يارا الحقباني المرتبة الـ 767 عالمياً، وفق ترتيب لاعبات التنس المحترفات.

وكانت الحقباني حققت فوزاً دولياً كأول سعودية تمثل وطنها في بطولة عالمية للتنس في أميركا عام 2019، ومنحت رعاية واهتمام أسرتها لمزاولة رياضة التنس.

وتعد أول سعودية تدخل التصنيف الدولي للتنس، وأول لاعبة في تاريخ الرياضة السعودية تُسجّل رسمياً في نادٍ رياضي.

“الستر مطلب”

وتفاعل مرتادو ممواقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، مع فوز اللاعبة السعودية بين مؤيد ومعارض لمشاركتها أمام لاعبة إسرائيلية، وكذلك انتقاد لملابسها والهيئة التي ظهرت بها.

حيث علقت “فطوم”: “الستر مطلب عايشه الدور انك من فلوريدا”.

وفي السياق ذاته، عقب صاحب حساب “وحيد من بعدك: “هالوطن اصبح شماعه كلا يعلق عليه بطولاته واذا اهتز الوطن من الاعداء لانسمع الا النياح والهروب”.

وردّ “سعدي حسام الدين” على مزاعم فصل الرياضة عن السياسة بقوله: “لو كان هذا الأمر حقيقة بعيد عن السياسة لا أتصور أي عربي غيور على أرضه يواجه مغتصب أرضه”.

السعودية تتجه نحو التطبيع

وبالرغم أن إسرائيل والسعودية لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، إلا أنّ العلاقات بين البلدين تعززت في الأعوام الأخيرة.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أقرّت إسرائيل بأن تطبيع علاقتها مع السعودية “معلّق حالياً”، قبل أن تُعرب عن أملها في التوصل لاتفاق معها قريباً.

مؤسسة إسرائيلية تنسق عمليات التطبيع: “السعودية الشريك غير الرسمي والحتمي في اتفاقيات أبراهام”

ووفق الرؤية الإسرائيلية، ستكون السعودية جوهرة تاج التطبيع الإسرائيلي مع العالم العربي، إن تمت هذه الخطوة.

ومنذ صعود محمد بن سلمان، لسدة الحكم في السعودية بات مشروع التطبيع السعودي مع الاحتلال أمراً وارداً ومحتملاً جداً، خاصة بعد العديد من الرسائل التي أوصلها ولي العهد مؤخراً للقيادة الإسرائيلية في خطاباته، ووصفها قادة الاحتلال بأنها إيجابية.

وكانت تقارير تحدثت عن لقاءات سرية تمت بين ابن سلمان، ورئيس وزراء إسرائيل السابق بنيامين نتنياهو في تل أبيب.