جدل اغتيال ياسر عرفات يعود للواجهة.. وثائق خطيرة مسربة تثير جدلا
شارك الموضوع:
وطن- بعد أكثر من 18 عاماً على رحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، في ظروف غامضة، وعدم الوصول إلى حقائق أو أدلة بخصوص أسباب وفاته، نشرت مجموعة على تطبيق “تيلجرام” تحمل اسم “أيقونة الثورة”، وثائقَ تُعرض لأول مرة في هذا الشأن.
وتشمل هذه الوثائق إفاداتِ مسؤولين حاليين وسابقين في السلطة الفلسطينية، بخصوص اغتيال الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات.
وثائق خاصة بلجنة التحقيق الفلسطينية
وبحسب تقرير لصحيفة “قدس الإخبارية“، فإن المجموعة المذكورة على تليجرام أنشئت في 3 أكتوبر الماضي، ومنذ ذلك الحين عرضت وثائق خاصة بلجنة التحقيق الفلسطينية في ظروف اغتيال الرئيس الراحل عرفات.
وتضمّنت قوائم أسماءَ مقربين من المكتب المباشر والحرس والضيافة والخدمات.
ويتضح من الوثائق التي نشرتها المجموعة، أنّ القاسم المشترك بين جميع الإفادات، هو الإشارة إلى وجود خلافات بين الرئيس الراحل عرفات والرئيس الحالي محمود عباس.
حمد بن جاسم: ياسر عرفات قُتل على أيدي مقربين منه ويكشف عما جرى في مكتبه أبان حصاره
إفادات وتسجيلات صوتية
ووفق الوثائق التي نشرتها المجموعة، فقد تمّ استدعاء 302 شخص، لسماع إفادتهم في قضية اغتيال الرئيس عرفات، ونشرت المجموعة كذلك تسجيلات صوتية من داخل لجنة التحقيق.
وبحسب الوثائق، قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في إفادته: “أستطيع التأكيد أنه حتى اللحظة الأخيرة شكلت عمارة العار كابوس لأبو عمار وأحدثت فجوة كبيرة بينه وبين أبو مازن، هناك كثير من الأمور لا أستطيع البوح بها، في خط أحمر عند القيادة الفلسطينية”.
وتشير الوثائق التي نشرتها المجموعة، إلى أنّ حنان عشراوي أكدت على وجود “أشخاص فلسطينيين معهم يريدون تغيير النظام أو يشعروا أن أبو عمار لم يكن الشخص المناسب”، وأنها كانت مقتنعة أنهم سيقتلوه في النهاية، لأنهم أخذوا القرار، وبقي التنفيذ.
أما عضو اللجنة المركزية السابق جمال محيسن، في سياق ردّه على سؤالِ ما إذا كان يعتقد بأنّ العلاقة كانت صحية بين الأخ أبو عمار وأبو مازن، بأنّه كان هناك خلاف عميق جداً بين أبو عمار وبين أبو مازن، وأنّ “الحقيقة الكاملة بخصوص الخلاف مع أبو عمار محرجة ومخزية، وأنا أرجوكم أن نتجاوز هذه المرحلة”.
وبدوره قال رئيس لجنة التحقيق الخاصة باغتيال “أبو عمار” توفيق الطيراوي، إن “الهجمة المشبوهة والتي يقف وراءها أعوان الاحتلال بالتأكيد التي يتعرض لها اللواء الطيراوي منذ ما يزيد على الشهرين بخصوص التسريبات المفبركة، ليست صدفة ولا عبثاً، وإنما هي هجمة منظمة ومبرمجة تهدف إلى اغتيال سمعته السياسية ومصداقيته”.
وكان تقرير لمحطة “بي بي سي” البريطانية، كتبه “يولاند نيل”، ونشر بتاريخ 6 نوفمبر 2013، قد رجح أن يكون الزعيم الفلسطيني الراحل “ياسر عرفات”، توفي متسمّماً بـ “البولونيوم” المشعة.
وهو ما أكده تقرير الطب الشرعي السويسري، وتقول السجلات الطبية الرسمية لعرفات، إنه توفي عام 2004 من سكتة دماغية ناتجة عن اضطراب في الدم.
والبولونيوم 210 مادة مشعة للغاية. يوجد بشكل طبيعي في جرعات منخفضة في الطعام وفي الجسم، ولكن يمكن أن يكون قاتلاً إذا تمّ تناوله بجرعات عالية.
وقال التقرير السويسري، إن الاختبارات التي أجريت على الجسم، أظهرت “نشاطا عالياً غير متوقع” للبولونيوم، وهو ما يدعم نظرية التسمم “بشكل معتدل”.
ولطالما اعتقد الكثير من الفلسطينيين أنّ إسرائيل سمّمت عرفات. كما كانت هناك مزاعم عن إصابته بالإيدز أو السرطان.
ونفت إسرائيل باستمرار أيّ تورط لها. وزعم متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن التحقيق السويسري “مسلسل تلفزيوني أكثر منه علم”.
وبحسب تقرير بي بي سي، أجرى العلماء من مركز مستشفى جامعة فودوا (CHUV) في لوزان-سويسرا، فحصًا تفصيليًا لسجلات عرفات الطبية والعينات المأخوذة من رفاته، والأشياء التي نقلها إلى المستشفى في باريس حيث توفي عام 2004. واشتملت المواد البيولوجية على قطع من عظام السيد عرفات، وعينات من التربة حول جثته.
وخلص العلماء، إلى أن نتائجَهم “تدعم بشكل معتدل الافتراض القائل بأن الوفاة كانت نتيجة التسمم بالبولونيوم 210″.
وأكد العلماء أنهم لم يتمكنوا من التوصل إلى نتيجةٍ أكثر تحديدًا، بسبب الوقت الذي انقضى منذ وفاة عرفات، ومحدودية العينات المتاحة، و”سلسلة الحجز” المشوشة لبعض العينات.
أصدر العلماء “بيانًا قويًا جدًا”، وفقًا للبروفيسور “بادي ريجان”، خبير في الكشف عن الإشعاع وقياسه في جامعة ساري في المملكة المتحدة، والذي لم يشارك في التحقيق.
وأضاف، “أنهم يقولون إن فرضية تسميم عرفات بالبولونيوم 210 صحيحة، ولم تدحضها البيانات. لكنهم لا يستطيعون القول بشكل قاطع إنه قُتل”.
وقال البروفيسور “ريغان” للمحطة، إن سلسلة من الافتراضات كانت ستوضع من أجل التأكّد من مدى وجود أو عدم وجود Po-210 في جسد السيد عرفات، وقتَ وفاته.
وافتتح قبر عرفات في رام الله سراً، في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2012.
وقال، إن التحقيقات أجرتها “الأطراف المعنية” -أرملة السيد عرفات والسلطة الفلسطينية- و “لم تكلف نفسها عناء” البحث عن بعض البيانات الأساسية.
قيادي بـ”فتح” يتهم حمد بن جاسم بالتآمر على قتل “عرفات” ويشنّ هجوماً حاداً عليه!
سهى عرفات تبرئ إسرائيل
وبينما سعت جهات دولية لإثبات تسميم ياسر عرفات على يد الإسرائيليين، فاجأت أرملته “سهى عرفات” العالمَ بتصريحات تبرئ فيها إسرائيل من مسؤوليتها حول اغتيال زوجها.
وقالت سهى عرفات، بحسب ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرنوت”: إن “أبو عمار مات مسموماً بشكل مؤكد، ولكن ليس على يد إسرائيل”، مضيفة أن “الجميع ظنوا بأن إسرائيل هي المسؤولة عن اغتياله، ولكن لا أعتقد أن ذلك صحيح”.
واعتبرت أن “الفلسطينيين هم جيران للإسرائيليين وكذلك لا يوجد أي أدلة على ذلك”، موجّهةً اتهامها إلى أحد الفلسطينيين بتسميم عرفات، دون ذكر اسمه.
وكان عرفات، الذي قاد منظمة التحرير الفلسطينية لمدة 35 عاماً، وأصبح أول رئيس للسلطة الفلسطينية في عام 1996، قد أصيب بمرض شديد في أكتوبر 2004 في مقره.
وبعد أسبوعين، تمّ نقله جواً إلى مستشفًى عسكري فرنسي في باريس، حيث توفي في 11 نوفمبر 2004، عن عمر ناهز الـ 75 عامًا.
وفقا لبيانات مؤكدة صادرة عن سهى عرفات في تصريحات منشورة في الصحف أن أبوعمار كان يعتقد أن أبومازن كان على المستوى الفلسطيني شبيها لـ”حميد كرازاي” (رئيس أفغانستان السابق) والذي كان عميلا للولايات المتحدة. وأن الخطة كانت تقضي بإزاحة ياسر عرفات لصالح أبومازن. والهدف النهائي هو قتل شعب فلسطين وتفكيك حقوق الفلسطينين بالتدريج وخلال عقدين أو ثلاثة من الزمن.
أما “محمد دحلان” فإن كل الاتهامات من داخل فلسطين وحركة فتح والمصادر البريطانية تقول فيه ما قال الإمام مالك في الخمر. وعلاقته الحميمة مع إسرائيل أكيدة وفوق مستوى الشك.
والمؤكد أنه حين كان الزعيم الفلسطيني الراحل أبو عمار محاصرا في المقاطعة ولا يجد الماء البارد ليشرب، كان كل رجال دحلان في أحسن هيئة وقد بدا أنهم يأكلون ويشربون ويستحمون بالشامبو ومادة الجل على شعورهم. أما دحلان فكان يقضي وقته في القاهرة لشراء المجوهرات لزوجته السيدة جليلة.
وقد استنتجت لجنة التحقيق الداخلية في حركة فتح وذلك وفق مصادر تسجيلات صوتية من داخل لجنة التحقيق نشرتها قناة الجزيرة في برنامج وثائقي تم بثه تلفزيونيا قول أحد أعضاء اللجنة: “كل الاتهامات التي وجهها أبو مازن على دحلان تنطبق أيضا تماما على الرئيس شخصيا”. وهذه نتيجة كارثية للشعب الفلسطيني أن فرسي الرهان في السباق على زعامة السلطة الفلسطينية كانت بين عميل أمريكي وآخر إسرائيلي.
ويبقى السؤال من قتل أبوعمار؟ وأظن أن الجواب عملاء أمريكا وإسرائيل معا!
والضحية المستهدفة لم يكن أبوعمار بشخصه بل بما كان يرمز إليه وهما شعب فلسطين وأرض فلسطين.
يرحم الله ياسر عرفات، ولعن الله كل من اشترك في قتله في الدنيا والآخرة.