كيف استخدمت إسرائيل ابن سلمان لضرب الهوية الإسلامية عبر التعليم؟

وطن– تشهد مناهج التعليم في السعودية تغييرات واسعة وجوهرية، وخصوصًا فيما يتعلّق بالمفاهيم الإسلامية والتاريخية، مما يشير إلى أنّ ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يمسك بزمام الأمور في البلاد، بات أداة أمريكية وإسرائيلية في هذه التحولات.

أصابع خفية خلف التغيير الحاصل

ويرى مراقبون، أنّ التغيير الحاصل لا يمثّل حاجة طبيعية متجدّدة تنبع من طبيعة المجتمع، وتغيّرات حركة الحياة كحال باقي البلدان، بقدر ما يحمل من أصابع خفية وجّهتها جهات خارجية غذّته بشكل صادم.

وقال الباحث السعودي “فهد الغفيلي”، إن ما جرى لمناهج التعليم في المملكة هو “تبديل” للمفاهيم والتوجهات، وليست عملية “تعديل”.

مستشار سياسي لـ”ابن سلمان”: المملكة تدرس دعوة مسؤول إسرائيلي لزيارتها بشكل رسمي

ورأى في سلسلة تغريدات له على حسابه في “تويتر”، رصدتها (وطن)، أن هذه المفاهيم تم وضعها لأهداف سياسية، ونفّذها ابن سلمان بتعليمات من جهات خارجية لتحقيق أهداف رئيسية، وهي: تشويه الإسلام الصحيح، ونشر الأفكار الغربية، وتبديل نظرة العداء للصـهـاينة.

“وهو الأمر الذي بدا واضحاً من خلال السماح بدخول الحاخامات اليهود والصحفيين والاحتفاء بهم في أكثر الأماكن قدسية بالنسبة لمسلمين كمكة المكرمة والمدينة المنورة، وصولاً إلى حفلات الاختلاط والمجون والتنكر”.

https://twitter.com/fahadlghofaili/status/1586798188048322560?s=20&t=T9sIcE4WjDjwC7V0jqV8uw

هوى ابن سلمان

وأشار “الغفيلي”، إلى أن هذه التغييرات تتماشى مع هوى ابن سلمان وأفكاره، وكذلك مع مخططاته في تولي عرش المملكة.

وأضاف أن “تبديل مفاهيم الشعب وسلخه عن قيمه سيمهّد له التحكّم به، كما أن موجات التغريب والانفتاح واسترضاء الصـهاينة والغرب هو أحد أدوات تمكين بقائه في السلطة”.

https://twitter.com/fahadlghofaili/status/1586799655878561792?s=20&t=T9sIcE4WjDjwC7V0jqV8uw

أوامر مباشرة

ومضى الباحث السعودي مشيراً في تغريدة أخرى، إلى أن الماكينة الإعلامية لنظام ابن سلمان، والتي -ومن أجل تبرير هذه التغييرات الجوهرية- كثّفت حملاتها، وربطت التغييرات بـ “الإسلام المتطرّف” و”الإخوان” وغيرها.

ابن سلمان
ابن سلمان

ولكن الحقيقية أنّ عمليات تغيير المناهج في المملكة، كانت بأوامر مباشرة من المؤسسات الأمريكية والصهيونية، والتي رافقتها عمليات رصد وتقييم مستمر فكانت هذه التغييرات الخطيرة.

https://twitter.com/fahadlghofaili/status/1586801247004545024?s=20&t=T9sIcE4WjDjwC7V0jqV8uw

وتعود محاولات الضغط لأمريكي لتعديل المناهج إلى أكثر من عقدين من الزمن، فبعد أحداث سبتمبر 2001، زار المرشح لنيابة الرئيس سابقًا “ليبرمان” الوزارةَ وبعض المدارس، ليتمّ حذف بعض النصوص التي اعتبرتها أمريكا متشدّدة، وأبرزها نصوص “الولاء والبراء”!، يقول الغفيلي.

ولكن صعود ابن سلمان للعرش، منحَ أمريكا والصهـاينة فرصةً أكبر لتغيير المناهج.

الصّهاينة اليهودُ

وكان “مجلس الأمن القومي الأمريكي”، أوصى عام 1990 بضرورة فرض تغيير مناهج التعليم في الدول الإسلامية، ومنع وصول المتدينين إلى المناصب العليا في وزارات التربية والتعليم، وغيرها من الوزارات ذات التأثير في توجيه الأمة.

وأكبر المطالبين بذلك هناك هم الصّهاينة اليهود، مثل: المرشح لنيابة الرئيس سابقاً “ليبرمان”، الذي زار الوزارة وبعض المدارس عقب هجمات سبتمبر، في شعبان 1422هـ، والصحفي “فريدمان”، والمستشار “مورافيتش”، والباحثة “ميراف”.. إلخ.

الفقرات التحريضية

وأشار الغفيلي إلى أن ما يسمى بـ “اللجنة الأميركية للحريات الدينية الدولية”، قامت بدراسة مجموعة منتقاة من الكتب المدرسية في السعودية لمنهج 2017-2018، وقارنتها مع نسخ من الفترة 2012-2014.

وخلص التقييم إلى أنّ الكتب الحالية، لا تزال تحتوي على عدد من “الفقرات المتعصبة والتحريضية”، وأدت هذه الدراسات وغيرها لتكثيف الضغط.

وفي نهاية 2017، ناقش الكونغرس الأمريكي قانونًا يُلزم وزير الخارجية الأمريكي بتقديم تقرير سنوي للجنتَي الشؤون الخارجية في النواب، والشيوخ عن جهود السعودية في تعديل مناهجها التعليمية، وإزالة ما وُصف بـ “الفقرات التحريضية التي تشجّع على العنف”، كما تمّ مناقشة الأمر مرة أخرى عام 2019.

ابن سلمان
ابن سلمان

وألمح الناشط السعودي إلى البصمات “الإسرائيلية”، التي كانت واضحة في تغيير المناهج التعليمية في المملكة، وحمل لواءها مركز Impact-SE في القدس المحتلة المتخصّص بمراقبة محتوى الكتب المدرسية.

حيث كشف تقرير للمركز، نشرته “الواشنطن بوست” عن إشادته بخطوات المملكة في حذف كل الآيات والأحاديث، التي تتعلق بمعاداة اليـهود ومحاربتهم، ورصده لذلك.

أصابع اسرائيل

ونقل تقرير الصحيفة الأمريكية تصريحاتٍ “ماركوس شيف”، الرئيس التنفيذي لمركز Impact-SE في “إسرائيل” قولَه، إنهم فخورون للغاية بإزالة ما يعادي السامية من المناهج السعودية، وحذف حديث: “لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليـهود فيقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله ورائي فتعال اقتله”.

والمفارقة أن بن سلمان لم يكتفِ بالرضوخ للمطالب الأمريكية بتعديل المناهج التعليمية؛ بل عمد المسؤولون إلى التباهي بهذه التعديلات، وإظهارها على أنها مطلب وطني.

وكشف وزير التعليم السعودي الدكتور حمد آل الشيخ، خلال مؤتمر التواصل الحكومي الدوري، الذي شارك فيه وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي ووزير التعليم، وعقد في الرياض في أغسطس 2021، عن أنّ هناك 120 ألف تعديل طال نحو 89 كتاباً قائماً في المناهج التعليمية السعودية، التي تمّ تطويرها حديثاً. ويضاف ذلك إلى 34 كتاباً ومنهجاً تم استحداثها، ليصلَ مجموع المقررات المستحدثة إلى 52 كتاباً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى