“صنم” داخل أكبر مول في قطر يثير جدلا واسعا.. ما القصة؟
وطن- استنكر مغردون قطريون وجودَ منحوتة للفنّان الياباني “تاكاشي موراكامي“، في “بلاس ڤاندوم” بمدينة لوسيل، واصفينَ الأمر بأنه منافٍ للدين الإسلامي وللقيم الحضارية التي انبنت عليها دولتهم، قطر.
صنم خشبي في “بلاس ڤاندوم” بمدينة لوسيل
وشارك النشطاء الصور التي ظهر فيها ما يُزعم أنه “صنم منحوت” من الخشب، للفنّان الياباني “تاكاشي موراكامي”، في ساحة “بلاس ڤاندوم” بمدينة لوسيل.
عبّر حساب باسم “الجزلة” عن الغضب الذي اعترى القطريين، بسبب هذا الصنم، وغرّد عبر تويتر: “يقولون الكشف عن منحوتة جديدة، وأنا أقول الكشف عن صنم منحوته هذي عشان تقصون علينا فيها !! ” الأصنام يصنعها عبادها.. هل احنا عبادها ؟ خافوا ربكم”.
يقولون الكشف عن منحوتة جديدة للفنّان الياباني تاكاشي موراكامي
في "بلاس ڤاندوم" بمدينة #لوسيل
وانا اقول الكشف عن صنم منحوته هذي عشان تقصون علينا فيها !!
" الأصنام يصنعها عبادها."
هل احنا عبادها ؟
خافوا ربكم .. pic.twitter.com/as19fySmk1— Á. اٌلِـجِزٍلِـهٌ. 🇶🇦 (@aljazlla_qtr) November 8, 2022
أما الناشطة “بشاير بنت محمد”، فعبّرت هي الأخرى عن امتعاضها من هذه المنحوتة.
طقوس “عبدة الشيطان” في متحف الفن الإسلامي بقطر تثير الغضب
وكتبت بحسب ما رصدت (وطن): “الفنان تاكاشي موراكامي عنده أعمال فنية كثيرة فيها أشكال رسوم كرتونية ممكن تناسب الأطفال أكثر، كان ممكن استعنتوا فيها وحطيتوها في متحف الأطفال”.
وتابعت: “منحوتة على قولتكم للفنان نفسه في نص مجمع مالها اي معنى فني ولا جمالي ولا له داعي!”
https://twitter.com/alkhalifabmk/status/1589945840550187008?s=20&t=hZGAQYhQ-P9N16pN-6Sy8Q
حقيقة الصنم الخشبي في مدينة لوسيل
لكن وفي المقابل، أشار عدد من رواد مواقع التواصل، إلى أنّ هذا “الصنم” ليس في الواقع إلا “بالوناً”، وهو في النهاية واحد من كثير من الأعمال التي برع الفنان الياباني المذكور في صنعها.
وهكذا تفاعل “أحمد”، عبر حسابه على تويتر، قائلاً: “يا جماعة الخير.. هذا بالون وليس منحوتة ….بالوووون.. بغض النظر عن رأي أصحاب الرأي الشرعي أو الفني أو غيره… هذا بالون، وكان معروض سابقا في معرض للفنان الياباني تاكاشي موراكامي”.
يا جماعة الخير
هذا بالون
وليس منحوتة
بالوووونبغض النظر عن رأي أصحاب الرأي، الشرعي أو الفني أو غيره
هذا بالون، وكان معروض سابقا في معرض للفنان الياباني تاكاشي موراكامي pic.twitter.com/XoLzFxxK3k— Ahmed (@alharban) November 8, 2022
وأوضح أن ذات “البالون” كان ضمن الأعمال المعروضة في المعرض الفردي للفنان، عام 2012 في صالة الرواق.
كان ضمن الأعمال المعروضة في المعرض الفردي للفنان عام ٢٠١٢ في صالة الرواقhttps://t.co/HMpdg6jQhE
— Ahmed (@alharban) November 8, 2022
وتأتي ردود الفعل القطرية هذه على ما يرون أنه “تهديد” لـ “هويتهم”، وسط حملة متواصلة يشنها عديد الأطراف الذين يتهمون قطر بـ “عدم الانفتاح” و”الانغلاق على أنفسهم”، في الوقت الذي يستضيفون فيه بطولة عالمية سوف تجمع ملايين البشر من ثقافات وأمم وشعوب مختلفين، على أرض واحدة، أرض عربية قطرية.
لكن وعلى الجهة الأخرى من هذه الحملة، يرى المواطن القطري/العربي، أنّ من حقه أن ينال كامل الاحترام والتقدير لقوانينه وعاداته الخاصة.
وكانت جامعة الدول العربية، قد انتقدت الانتقادات الموجّهة لقطر، ووصفتها بأنها “حملة تشهير” قبل انطلاق البطولة.
جاءت هذه المواقف ردّاً على إبداء عدة دول اعتراضها، بسبب ما تسميها “حقوق المثليين”، وأصدرت بعض المنتخبات -بينها إنجلترا- بياناً حول نيتهم ارتداء شارة “ضد التمييز”.
وتنطلق بطولة كأس العالم في قطر في الفترة بين 20 نوفمبر الحالي و18 ديسمبر المقبل، في استضافة هي الأولى عربيًا وفي الشرق الأوسط.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قد دعا المنتخبات المشاركة في مونديال قطر إلى “التركيز على كرة القدم”، والتوقف عن “توزيع الدروس الأخلاقية”.
وطالب الفيفا، في خطاب نشرته صحيفة “ذا أثليتك”، بضرورة التركيز على البطولة، وعدم الانجراف للحديث الأخلاقي والسياسي.
وقال الخطاب: “نحن في الفيفا نحاول احترام جميع الآراء والمعتقدات، من دون إعطاء دروس أخلاقية لبقية العالم؛ فواحدة من نقاط قوة هذا العالم هي تنوعه، وإذا كان الاندماج يعني شيئا، فهو يعني احترام هذا التنوع، إذ لا يوجد شعب أو ثقافة أو أمة أفضل من الأخرى”.