“نيوم”.. تسريبات عن خطة محمد بن سلمان لتمويل حلمه الأسطوري
وطن– تعمل السعودية بالتعاون مع شركة “لازارد” العالمية، على دراسة سبل تمويل مشروع مدينة “نيوم” عالية التقنية، والتي سيتم بناؤها في صحراء السعودية بتكلفة تبلغ 500 مليار دولار، وفق خطة أعلن عنها ولي العهد محمد بن سلمان، منذ 2017.
لازارد الأمريكية تساعد السعودية في تقييم خيارات تمويل “نيوم”
وقالت مصادر مطلعة لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية، إن لازارد سوف تساعد السعودية في تقييم خيارات التمويل، بما في ذلك مبيعات الديون، والطرح العام الأولي المحتمل في البورصة السعودية، بحسب المصادر.
وتعتبر “لازارد” أحد رواد مجال الاستشارات المالية وإدارة الأصول، وتدير عملياتها من 41 مدينة بـ26 دولة، في مناطق أمريكا الشمالية، والوسطى، والجنوبية، وأوروبا، وآسيا، وأستراليا.
وفي سياق متصل، عيّنت “لازارد”، “سارة السحيمي”، وهي مواطنة سعودية، في منصب رئيس مجلس إدارة الأعمال المصرفية الاستثمارية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت في بيان حينها، أن مكتب الرياض سيكون بمثابة المحور الإقليمي لعمليات الشركة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
جدير بالذكر، أنه وفقاً لـ بلومبيرغ، فقد رفضت “لازارد” الحديث عن تفاصيل التعاون بينها وبين السعودية، خاصةً وأن المداولات لا تزال في مراحلها الأولى، ولم يتم اتخاذ قرارات نهائية بشأن حجم أو كيفية التمويل الذي ستحظى به “مدينة نيوم”.
حتى أن المتحدث باسم “لازارد”، رفض التعليق على تساؤلات “بلومبيرغ”، في الوقت الذي لم يردَّ فيه ممثل مشروع “نيوم” أصلاً على طلب التعليق.
يشار إلى أن التفويض الاستشاري الذي حصلت عليه “لازارد”، يضعها اليوم في موقع رئيسي للفوز بأعمال مستقبلية في مدينة “نيوم”، التي يعتبرها الكثيرون واحدة من أكثر مشروعات البناء تعقيداً في العالم.
هل ينجح مشروع مدينة نيوم؟
ومعلوم، أن السعودية كانت قد أعلنت عن مشروع “نيوم” في 2017، وهو عبارة عن مدينة عالية التقنية في الصحراء بمساحة هائلة.
وفي واحد من كلماته الإعلامية، أكد محمد بن سلمان في يوليو الماضي، أن المرحلة الأولى من مشروع “نيوم”، التي تمتد حتى عام 2030، ستتكلف 1.2 تريليون ريال (319 مليار دولار)، على أن يغطي صندوق الاستثمارات العامة السعودي نصف هذا المبلغ.
كما خصصت المملكة 300 مليار ريال لصندوق استثماري مرتبط بـ”نيوم”، وتخطط لإجراء طرح عام أولي للمشروع بحلول عام 2024.
لكن في المقابل، يواجه مشروع “نيوم” العديد من الانتقادات والاحترازات من الداخل السعودي، وأيضاً في الأوساط الإعلامية الدولية.
حيث نشرت “بلومبيرغ” في يوليو الماضي، تقريراً شاملاً، كشفت فيه عن “ملامح فشل مشروع نيوم”.
وقالت الوكالة: إن “المشروع يمر بتحديات كبيرة ويبدو أن تحويله من خيال علمي إلى واقع لا يزال أمراً صعباً”.
وخلصت “بلومبيرغ” في تقريرها، إلى أنه وطبقاً لما يقوله أكثر من 25 من العاملين الحاليين والسابقين في المشروع، تم إجراء مقابلات معهم، وبناءً كذلك على 2700 صفحة من الوثائق الداخلية، “لم يزل هذا المشروع يُمنى بالعديد من الانتكاسات”.
وتابعت، أن “كثير منها ناجم عن صعوبة تنفيذ أفكار محمد بن سلمان الفخمة والمتغيرة باستمرار، وكذلك من صعوبة مواجهة الأمير، الذي لا يتردد عن سجن العديد من أفراد عائلته عندما يخبرونه بأنه لا يمكن تحقيق رغباته”.