وطن – تداول ناشطون على مواقع التواصل في مصر مقطعا مصورا، وثق أسطول لمدرعات وسيارات شرطة تابعة للداخلية المصرية، وهي تجوب ميادين مدينة السويس العامة وشوارعها وتغلقها، بالتزامن مع الاحتجاجات الشعبية المحتملة غدا، الجمعة 11 نوفمبر.
السويس واستنفار أمني واسع
الفيديو الذي بثه الإعلامي معتز مطر عبر قناة “الشعوب” وتم تداوله على نطاق واسع، لم يتسنى لنا التأكد من صحته أو زمان تصويره، لكنه انتشر بشكل مكثف على حسابات مصرية بتويتر وفيسبوك.
الداخلية المصرية تنتشر في شوارع مدينة #السويس بعد دعوات #انزل١١_١١_حرر_بلدك #انزل_لإسقاط_السيسي #موعد_مع_الحرية
— The Lens – العدسة (@TheLensPost) November 10, 2022
وكانت تقارير صحفية كشفت عن استعدادات أمنية مكثفة للأمن المصري، في الميادين العامة وخاصة “ميدان التحرير” ومحيطه، تخوفا من التجمعات وانطلاق شرارة “ثورة جديدة” بات يترقبها النظام.
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية حالة الاستنفار أيضا تزامنا مع قمة المناخ ومواجهة دعوات 11/11، بالإضافة إلى زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مصر.
وشهد “ميدان التحرير” بمنطقة وسط القاهرة – والذي يعد من أهم ميادين مصر – والذي شهد أحداث ثورة 25 يناير عام 2011 وأحداث 30 يونيو عام 2013، حالة استنفار أمني شديدة.
حيث شوهدت سيارات الشرطة وقوات الأمن المركزي ومدرعات بالشوارع الجانبية المؤدية إلى الميدان استعدادا لتلك التظاهرات، وفقا لشهود عيان.
وتم أيضا رصد حالة استنفار أمني كبيرة في محيط ميدان “مصطفى محمود” بمنطقة المهندسين بمحافظة الجيزة، وهو أيضا أحد الميادين المصرية الشهيرة الذي شهد العديد من التظاهرات عقب اندلاع ثورة 25 يناير.
غلق ميدان التحرير والميادين العامة
وتكثف مدرعات الشرطة من وجودها بالقرب من ميادين عبد المنعم رياض والتحرير وطلعت حرب وباب اللوق، وسط العاصمة المصرية.
وكذلك أمام نقابتي الصحافيين والمحامين بشارعي عبد الخالق ثروت ورمسيس، وأيضا في بعض مناطق شرق القاهرة، مثل ميادين المطرية، وحلمية الزيتون، والألف مسكن، والنعام، في حي عين شمس، لما لهذه المناطق من سوابق في الخروج بتظاهرات.
وعلق معتز مطر على المقطع الذي بثه على حسابه الرسمي بتويتر أيضا بقوله: “رعب غير مسبوق من الشعب ومحاولة تخويف المصريين في السويس.”
#السويس .. رعب غير مسبوق من الشعب و محاولة تخويف المصريين #اجمع_هنا_يا_مصري#موعد_مع_الحرية pic.twitter.com/1FUudEOZ3g
— معتز مطر (@moatazmatar) November 10, 2022
وغداً الجمعة 11 نوفمبر، سيكون موعد هذه الاحتجاجات الشعبية، التي تمّ الترويج لها على مواقع التواصل، وسط استعدادات أمنية مكثّفة من قبل النظام بجميع أماكن الدولة الحيوية.
وتتزامن هذه الاحتجاجات المرتقبة، والتي حذّرت السفارة الأمريكية في القاهرة مواطنيها في مصر منها، مع انعقاد قمة المناخ التي تحوّلت إلى مصدر قلق هي الأخرى للسيسي، عقب التضامن الواسع من قبل عدد كبر من المشاركين فيها مع الناشط المعتقل علاء عبدالفتاح، ومطالبتهم النظام بالإفراج عنه.
دار الإفتاء تحذر المصريين من الخروج على السيسي
هذا وحذّرت “دار الإفتاء” المصرية في بيان رسمي لها، المصريينَ من المشاركة في التظاهرات التي تتم الدعوة لها على نطاق واسع غداً، (دعوات 11\11)، واصفة هذه الدعوات بأنها “فتنة”.
وتشهد مواقع التواصل في مصر منذ أيام، ترويجاً واسعاً لهذه الاحتجاجات ،التي تأتي تحت عنوان “ثورة الغلابة”، وسط تأكيد عدد كبير من المصريين على مشاركتهم بهذه الاحتجاجات، رفضاً لسياسات النظام، التي أفقرت المصريين، ودمرت الاقتصاد.
“الإفتاء”، وعبر حسابها الرسمي بفيسبوك، حذّرت المصريين من هذه الدعوات، ودعتهم لعدم المشاركة فيها بزعم الحفاظ على الوطن.
وذكرت ما نصه: “في هذه اللحظات الفارقة ووسط هذه التحديات؛ كل حديث يدعو إلى تفريق الصف الوطني، أو ينطوي على شماتة فيما تمر به البلاد، هو حديث فتنة لا يخرج إلا من نفوس أعماها العداء للوطن”.
البيان الذي تسبّبَ بجدل واسع على السوشيال ميديا، بين النشطاء الذين انتقدوا سياسات النظام المتناقضة، حيث أكد السيسي أكثر من مرة في خطاباته على ضرورة فصل الدين عن السياسة، وها هي أكبر هيئة دينية بالدولة تدخل في صلب السياسة بما يخدم النظام ويدعم أهدافه، حسب وصفهم.