ما الفوائد التي ستجنيها قطر من وراء تنظيم كأس العالم؟.. خبراء ومختصون يجيبون
شارك الموضوع:
وطن- نشر موقع “الجزيرة نت” تقريراً، كشف فيه عن الفوائد التي ستجنيها قطر من وراء تنظيم كأس العالم، على الرغم من المبالغ الضخمة التي أنفقتها، في سبيل تأهيل البنية التحتية للمونديال.
ونقل الموقع عن الاستشاري في الإدارة الاستراتيجية “مراد علي” قولَه، إن الأحداث الرياضية الكبرى باتت تكلّف مبالغ ضخمة، ففي دورة كأس العالم لكرة القدم التي أُقيمت في نهاية التسعينيات، بلغت التكاليف حوالي 500 مليون دولار، وفي الدورة التي احتضنتها البرازيل تعدّى المبلغ 15 مليار دولار، وفي تلك التي أُقيمت في روسيا تجاوز المبلغ 11 ونصف مليار دولار. وفي كأس العالم المنتظر خلال أيام في قطر، هناك حديث عن أرقام قد تصل إلى 220 مليار دولار.
ولفت إلى أنّ الخبراء والمختصون في مجال الرياضة، يُجمعون على أنّ احتضان الدول للفعاليات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم، يعود بفوائد جمّة على الدولة المستضيفة على جميع الأصعدة: الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، خاصة وأن الرياضة قد تحوّلت من مجرد هواية إلى صناعة يُستثمر فيها، وتحقّق أرباحًا طائلة.
قطر لن تحصد ثمار استضافة المونديال وحدها.. مكاسب بالجملة تنتظر دول الخليج
وقال “علي”، إن حجم الاستثمار الكبير في المجال الرياضي ينعكس على الدولة المستضيفة للحدث الرياضي، من حيث تطوير البنية التحتية، فهي لا تبني الملاعب فقط، وإنما تبني شبكات طرق وشبكات مواصلات، وتطوّر في شبكة الاتصالات والإنترنت وغيرها.
فوائد اقتصادية للدول المستضيفة
كما أشار الاستشاري في الإدارة الإستراتيجية، إلى أن الدول التي تحتضن الفعاليات الرياضية الكبرى، تتباين من حيث التطوّر، فألمانيا -مثلًا- لمّا استضافت دورة كأس العالم عام 2006، لم تكن بحاجة لاستثمارات ضخمة لبناء البنية التحتية، في حين أنّ جنوب أفريقيا والمكسيك كانتا بحاجة إلى استثمارات كبيرة لتطوير بنيتهما التحتية.
وشدّد على أن تنظيم كأس العالم أو غيره من البطولات الرياضية، يعود بفوائد اقتصادية على الدولة المستضيفة، مثل: توفير فرص عمل، وجذب السياحة، والترويج للعلامات التجارية المحلية، بالإضافة إلى فوائد أخرى، كما يقول الاستشاري.
ماذا سيضيف كأس العالم لرصيد قطر؟
وفقاً للتقرير، فقدر برزت قطر دولة تستثمر في المجال الرياضي، لإدراكها بأهمية الرياضة ودورها، على حسب قول “علي”.
وأشار “علي” إلى استضافة قطر فعالياتٍ رياضيةً كبرى، ونجحت خطّتها في نشر الرياضة، وفي أنْ تكون وطنًا رائدًا يجمع الرياضة والرياضيين والمناسبات الرياضية.
من جانبه، قال الكاتب والمفكر القطري “جاسم السلطان”، إنّ الرياضة هي جزء من حُزمة من الأشياء الأخرى التي تؤثّر في صناعة إستراتيجيات الدول، ولها دور في تعزيز مكانة الدول في العالم، وتلك التي تحتضن الأحداث الكبرى مثل كأس العالم.
وعدّد “السلطان” جملةً من الفوائد الكبيرة جدًا، التي ستحصل عليها قطر، من أبرزها: أن العالم كله يهتمّ بها وبمجتمعاتها، من خلال الحضور الإعلامي والسياسي، وتكون هناك فرصة بالنسبة لها للتعريف بنفسها وبقدراتها وإمكاناتها وبكوادرها وطاقاتها.
وأوضح أنه على الرغم أنّ التعرف على قطر أصبح له مداخل كبيرة جدًا -لأنها استضافت بنجاح فاعليات وبطولات رياضية سابقة أسيوية وخليجية- فإن استضافتها لكأس العالم سيبقى رصيدًا كبيرًا جدًا لها، وسيربط اسم دولة قطر بأذهان الناس في العالم.
فرصة لقطر لتكتسب ثقة أكبر في إدارة المناسبات الرياضية
كما شدّد على أن هذه المناسبة، ستكون فرصة لقطر لتكتسب ثقةً أكبر في إدارة المناسبات الرياضية العملاقة، وتكون -بعد نجاح الدورة- نموذجًا للدول الأخرى في مثل الحجم والظروف، لكي تدير مثل هذه الأحداث الرياضية الكبرى، كما سيمنح الحدث إضافة كبيرة لرصيد قطر، كونَها لها سياسات مهمة قبل الحدث الرياضي في مجال الوساطات الدولية، وقضية الطاقة والغاز، ومساعدة المجتمعات الأخرى، وذلك كما يقول السلطان الذي يستبعد أن تتأثّر الهوية الوطنية القطرية خلال كأس العالم، بسبب توافد ثقافات مختلفة من العالم.
استثمار الحدث في نقل صورة الهوية العربية والإسلامية
واختتم “السلطان” حديثَه، بأنه يمكن لقطر استثمار وجود أكثر من مليون سائح في قطر خلال كأس العالم، لنقل صورة عن قطر ومجتمعها وهويتها، ونقل صورة -كذلك- عن البيئة العربية والإسلامية للعالم.