وطن- كان ستيفن هوكينغ، عالم الفيزياء البريطاني، من أشهر كبار علماء الفيزياء الفلكية في العصر الحديث. وقد اشتهر بظهوره في وسائل الإعلام وبنظارياته العديدة.
في هذا السياق، تحدّث موقع “viva.co.id” عن نظريات هوكينغ، التي أثارت دهشة الجميع وقت طرحها، وما زالت تُربك العلماء حتى هذا الوقت.
“الانفجار العظيم“
في أثناء إعداده لأطروحة الدكتوراة في مجال الفيزياء الكونية، كان الجدل محتدمًا حول نظريتين متعارضتين لتفسير نشأة الكون، هما: الانفجار الكبير والحالة المستقرة.
كلتا النظريتين اتفقت على تمدّد الكون واتساعه، غير أنّ هوكينج أظهر في أطروحته أنّ نظرية الحالة المستقرة تناقض نفسها رياضيًا.
وأشار إلى أنّ الكون بدأ بنقطة متناهية الصغر، متناهية الكثافة أسماها “حالة التفرد”، واليوم تحظى نظرية هوكينغ بالقبول بين العلماء.
الثقوب السوداء حقيقية
يرتبط اسم هوكينج بالثقوب السوداء، وهي نوع آخر للمواد في حالة “التفرد” تنشأ عندما يشهد النجم انهيارًا كاملًا بفعل جاذبيته.
والثقوب السوداء دار حولها جدل كبير بين العلماء، حتى حوّل هوكينغ انتباهه إليها في أوائل السبعينيات.
وفقًا لمقال، كانت عبقريته هي مزج بين معادلات أينشتاين مع معادلات ميكانيكا الكم، ليحوّل ما كان في السابق افتراضًا نظريًا إلى ظاهرة كونية حقيقية وموجودة.
والإثبات الأخير على صحة هوكينغ في عام 2019، عندما التقط “تلسكوب أفق الحدث” (Event Horizon Telescope) صورةً مباشرة لثقب أسود عملاق، يكمن في قلب المجرة العملاقة “مسييه 87” (Messier 87).
إشعاع هوكينج
تُسمى الثقوب السوداء بهذا الاسم، لأن الجاذبية في مركزها قوية، حتى أنّ الفوتونات أو جزيئات الضوء لا تستطيع الفكاك والهروب منها.
وبتطبيق نظرية الكم، أدرك أنّ بعض هذه الفوتونات تبدو وكأنها تشعّ من الثقب الأسود. يُعرف هذا الآن باسم إشعاع ستيفن هوكينج. وتم اختبار صحة هذه النظرية التي أطلق عليها “إشعاع هوكينغ”، من خلال تجربة في أحد معاهد التكنولوجيا.
بدلاً من وجود ثقب أسود حقيقي، استخدم الباحثون ثقباً أسودَ صوتياً لا تستطيع الموجات الصوتية الفكاك منه. واكتشفوا ما يعادل إشعاع هوكينغ، مطابقًا لتوقعات الفيزيائي.
كان هوكينج أول من اكتشف وتعمّق في النظرية الكامنة وراء الثقوب السوداء القديمة. إذ يرى أنّ كتلتها قد تكون أي مادة خفيفة كانت أو ثقيلة. ومن الاحتمالات التي طرحها هوكينغ أنه ربما أبخرة الثقوب السوداء الأزلية هي التي تشكّل المادة المظلمة الغامضة، التي يعتقد علماء الفلك بأنها تتخلل الكون.
لكنّ أدلة الرصد الحالية تشير غير ذلك.
الكون المتعدد
كانت نظرية الأكوان المتعددة آخر ما تطرّق إليه هوكينج قبل وفاته، والتي تقول، إن كوننا الذي بدأ مع الانفجار العظيم، هو مجرد واحد من الأكوان الفقاعية المتجاورة والمتعايشة مع بعضها بعضاً.
في ورقته الأخيرة في عام 2018، كتب هوكينغ عن نظرية الأكوان المتعددة، قائلًا إنها أكواناً محدودة وليست لامحدودة. غير أنه لا توجد أي وسيلة ممكنة لاختبار صحة افتراضات هذه النظرية.