وطن– تطورات جديدة شهدتها قضية ضابط الجيش المصري، الذي اعتدى هو وأقاربه على ممرضات وعاملين في مستشفى “قويسنا” بمحافظة المنوفية، الواقعة التي فجّرت غضب الشارع المصري، واستدعت تدخل السلطات العليا بالدولة.
محامي الضابط ينكر الواقعة
وبحسب وسائل إعلام مصرية، فقد أنكر محامي الضابط المتهم، حدوثَ إجهاض لإحدى الممرضات اللواتي تعرضن للضرب.
ووفقاً لما ذكرته مواقع مصرية، كانت نقيبة التمريض كوثر محمود، ادّعت أنّ إحدى الممرضات قد تعرضت للإجهاض؛ جرّاء تعرّضها للضرب.
وقالت كوثر: “وفقا لشهادة التمريض في المستشفى، فإن السيدات المصاحبات للحالة بدأن في تهديد أطقم التمريض بالمستشفى وتوعدوهن بالضرب”.
وتابعت: “وبعدها دخل رجلين لقسم النساء وقاموا بضرب كافة التمريض المتواجد بالقسم، وفي نفس الوقت أخرجت إحدى أطقم التمريض هاتفها للاتصال بالطوارئ تم الاعتداء عليها وأسفر ذلك عن إجهاضها”.
من جانبه، قال عبد الحميد الشيخ، محامي الضابط المصري المتهم، في مداخلة مع الإعلامي “سيد علي“، إن ما جرى تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بشأن حادثة الاعتداء مغاير للواقع بشكل تام.
وتابع “الشيخ” في تصريحاته، أنّ المتهم لم يكن برفقة زوجته الحامل عندما ذهبت الأخيرة في حالة إسعافية، “حيث بقيت تنزف لمدة 3 ساعات دون أن يسعفها أحد أو تحصل على أي علاج”، على حد زعمه.
وتابع في حديثه إلى قناة “الحدث اليوم“: “أخت الزوج أرسلت 3 استغاثات عبر موقع فيسبوك تشكو خلالها عدم الاهتمام”.
ولفت المحامي إلى أنّ الزوج شاهد استغاثات شقيقته فتوجه إلى المستشفى فورًا، مضيفًا: “وجد أهله محتجزين داخل قسم النساء والتوليد بالمستشفى، والأمن يمنع خروجهم لإسعاف ابنتهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه”.
وأكد، أنّ “والدة المتهم تعرضت للضرب، حال حبسها واحتجازها بدون وجه حق”.
متابعًا: “الزوج كان يدافع عن أهله، ولم يكن موجودًا منذ البداية، لكن الرأي العام اتهمه بأنه تعدى بالضرب على الطاقم الطبي”.
وذكر أنّ إجهاض إحدى الممرضات لحملها “خبر عارٍ عن الصحة”، معقّبًا: “نريد وضع الأمور في نصابها ونعطي كل ذي حق حقه”.
ونبّه إلى أن زوجة موكله قد أجهضت الجنين بسبب “إهمال طبي جسيم”، مردفاً: “لقد فقد موكلي طفله الذي كان ينتظره منذ عامين.. من سوف يعوضه عن خسارته.. وزارة الصحة أو جهة أخرى؟”.
واقعة هزت مصر ودفعت الجيش للتدخل
ويشار إلى أنه بعد الضجة الكبيرة التي تسببت بها الواقعة، أصدرت القوات المسلحة المصرية بياناً رسمياً بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي.
ضابط طيار في الجيش يعتدي مع أسرته على طاقم #مستشفي_قويسنا_المركزي والسلطات عاجزة عن اتخاذ الإجراءات القانونية، في واحدة من حالات القهر لا تعرفها أكثر الدول استبدادا حيث وسعت #الملكية_العسكرية طبقة الأسرة الحاكمة لتشمل كل الضباط من كل الرتب بعد أن كانت قاصرة على أسرة الملك وحاشيته pic.twitter.com/IKJDVtjO3W
— د. محمد الصغير (@drassagheer) December 4, 2022
وقالت: “تتابع القوات المسلحة عن كثب ما أُثير بمواقع التواصل الاجتماعي بشأن واقعة مستشفى قويسنا المركزي”.
وبحسب البيان، تؤكّد القوات المسلحة كامل احترامها لمبدأ سيادة القانون، وتهيب بالجميع تحري الدقة والانتظار لحين انتهاء التحقيقات.
كما اضطرت الواقعة وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، إلى التوجه بنفسه إلى محافظة المنوفية لمتابعة تداعيات الموقف.
وخلال زيارته للمستشفى التقى الوزير بالأطباء، وأطقم التمريض، والعاملين بمستشفى قويسنا المركزي، مؤكّداً حرصه على كرامة وسلامة مقدّمي الخدمات الصحية، وعلى اتخاذ كافة الإجراءات القانونية للحفاظ على كرامة وسلامة مقدّمي الخدمات الصحية.
كما استنكرت النقابة العامة للتمريض بمصر الواقعة، وطالبت الجهات المعنية بسرعة التحقيق فيها، لاتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة ضد الشخص المتهم بالاعتداء.
تفاصيل واقعة مستشفى قويسنا
ووفقاً لما روته ممرضات مستشفى قويسنا لمواقع محلية، فقد جرت الحادثة مساء الخميس الماضي، حينما حضر أحد الأشخاص إلى مستشفى قويسنا المركزي، بصحبة زوجته التي تعاني نزيفاً، وطلب إسعافها.
" الضابط داس على وشي بالجزمة، وأمه قالت هنوديكم ورا الشمس"
شهادة الممرضة نورهان منصور على واقعة اعتداء ضابط بالجيش المصري وعائلته على الطواقم الطبية في #مستشفي_قويسنا_المركزي بمحافظة المنوفية. pic.twitter.com/4TCkWLLPda— تغطية (@coveragetheard) December 3, 2022
وحينما أبلغت الممرضات الزوج بأنّ أطباء النساء مشغولون في إجراء جراحة في الوقت الحالي، انهال الزوج وعدد من مرافقيه بالضرب على الممرضات والعاملات.
وبينما برّر المتهمون -وعلى رأسهم الضابط- الحادثةَ بأنّ طاقم التمريض لم يهتم بحال المريضة التي كانت تنزف، وتعمّدوا التلكؤ في إسعافها، أوضحت إحدى الممرضات المعتدى عليها، وتُدعى مها بشر، أنّ الواقعة بدأت بعد وصول عدد من السيدات بصحبة مريضة مصابة بنزيف بسيط إلى طوارئ المستشفى، خلال انشغال أطباء قسم النساء كافة بعمليات أخرى، ليوجههم التمريض لإجراء سونار وبعض التحاليل لحين استدعاء الطبيب، لكنّهم رفضوا الانتظار.
ونتج عن ذلك، وفق ما قالته الممرضات بالمحضر المحرر للواقعة، تعرّض إحداهن للإحهاض، فضلاً عن إصابة 5 أخريات و3 عاملات.