كيسنجر لانقلابيي الارجنتين خلال المذابح قبل إقامة كأس العالم عام ١٩٧٨: انجزوا ما بايديكم بسرعة وعودوا لاماكنكم!

وطن- لا زال الغرب يشن حربه الاعلامية على قطر وحتى بعد نجاحها الاستثنائي في اقامة كاس العالم بطريقة غير مسبوقة، هم انفسهم لم يصلوا الى مستواها حين نظموا هذه الفعالية، وكلما ثبت زيف ادعاءاتهم في قضية فتشوا عن اخرى وحين لم يجدوا شيئا أرادوا فرض شذوذهم على ثقافتنا كمسلمين وعرب.

العجيب ان هذا الغرب نفسه نسي حين دعم حكام الارجنتين العسكريين الذين اطاحوا بالاشتراكيين في الارجنتين بدعم من المخابرات الأمريكية. ففي منتصف السبعينات من القرن الماضي قام خوسيه لوبيز ريجا المدعوم أمريكيا بشن حرب على الاشتراكيين وقام عبر الجيش بانقلاب عسكري في مارس ١٩٧٦ على نظام الحكم وأغلق مجلس الشيوخ وعزل قضاة المحكمة العليا وحظر الاحزاب السياسية واتحادات العمال والطلاب ولاحق الاشتراكيين قتلا وخطفا حيث كانوا يرتكبون جرائم القتل بمجرد الاشتباه وحتى اثناء اقامة كأس العالم على أرضها كانت هذه الأعمال تنفذ ولكن بأقل ضجيجا، ما لا يقل عن ٣٠ الف قتيلا كانوا الضحايا حسب وثائق الخارجية الأمريكية و ٨٩٦١ حالة اختفاء قسري حسب لجنة حقوقية حققت في هذه الحرب القذرة.

كيسنجر مع قناة الان بي سي عام ١٩٧٦ متحدثا بصورة مغايرة عما كان يفعله بالسر
كيسنجر مع قناة الان بي سي عام ١٩٧٦ متحدثا بصورة مغايرة عما كان يفعله بالسر

فتكشف وثائق الخارجية الأمريكية التي رفع عن بعضها السرية عام ٢٠٠٤ نتيجة حرب شعواء طويلة من قبل حقوقيين واعضاء كونجرس من أجل إزاحة السرية عن ملف تورط هنري كيسنجر الرئيسي في الحرب القذرة في الأرجنتين والذي يكشف أنه أعطى الموافقة عليها في حث العسكريين على التحرك: ” تحركوا بسرعة قبل ان يستانف الكونغرس (الأمريكي) انعقاده” و “واشنطن لن تعيقكم ولن تسبب لكم اية صعوبات غير ضرورية”.

انجزوا ما في ايديكم بسرعة" من لقاء هنري كيسنجر مع وزير الخارجية الأرجنتيني- وثائق الخارجية الأمريكية
انجزوا ما في ايديكم بسرعة” من لقاء هنري كيسنجر مع وزير الخارجية الأرجنتيني- وثائق الخارجية الأمريكية

“كيسنجر” يحذر من صدام بين الولايات المتحدة والصين قد يدمر العالم!

وفي ظل اعتراض الكونجرس الأمريكي على جرائم الحرب التي تجري في الأرجنتين ومطالبته بفرض عقوبات على طغمتها العسكرية، طمأن وزير الخارجية الأمريكي انذاك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأرجنتيني الادميرال اوغستو غوزيتي بأنه يحظى بدعم أمريكا في كل ما يفعله.. ” انظروا موقفنا الأساسي اننا نرغب ان تنجحوا”.. “يجب دعم الأصدقاء” … “ان كان لدى هؤلاء (الاشتراكيين) المزيد من الارهابيين فليعطوهم للفلسطينيين لانهم يحتاجونهم”..

ويضيف كيسنجر: “كلما نجحتم بشكل أسرع كان ذلك أفضل … مشكلة حقوق الإنسان مشكلة متنامية!…” ويقول كيسنجر: “بغض النظر عما يحدث سأكون في الارجنتين.. أنه عام كأس العالم.. ستفوز الارجنتين”!!.

“وان لم تفز حينها ستكونون امام امتحان عصيب هل بوسعكم السيطرة على جماهير الشعب الغاضبة ان خسرت الأرجنتين؟ عالم كرة القدم مجنون.. ثمة أناس تنتحر في الطرقات اذا خسر فريقها المفضل”.

وعندما اعدت السفارة الأمريكية قائمة باسم عشرة آلاف مختطف ومختفي قسريا، علق كيسنجر عليها بأنها “ضرورية من اجل أرجنتين مستقرة وغير اشتراكية” وحين واجه السفير الأمريكي في بيونس ايرس الحكومة الارجنتينية بخصوص الجرائم التي تجري، ردت بأن كسينجر متفهم لما يجري”!.

وحضر كيسنجر مع عائلته الى الارجنتين لمشاهدة كاس العالم ليشهد فوزها الذي” أكده” مسبقا.
وبالفعل حدثت مضايقات متعمدة للفريق الهولندي الذي لعب النهائي مع الأرجنتين من قبل الادارة والجماهير والتي تبدو انها كانت “عسكرية”، حتى كاد الفريق الهولندي ان يعتذر عن اللعب ويعود لبلاده، ولكن سارت الأمور كما هو معد لها لكن في نفس الوقت رفض الفريق الهولندي حضور احتفالات ما بعد المباراة.

هنري كيسنجر
هنري كيسنجر

يقول أشهر سجين سياسي ارجنتيني آنذاك وهو الصحفي جاكوبوا تيمرمان: ” “كنا في السجن كلنا هولنديون في تلك المباراة في ذلك اليوم”!.

ويقول الكاتب ويل هيرسي في مقالة: اتذكر كأس العالم في الأرجنتين ١٩٨٧: أقذر كأس عالم على مر العصور: “خطفوا الأطفال من أمهاتهم اللواتي قتلوهن لاحقا، وتم تبني العديد منهم بشكل غير قانوني من قبل عائلات العسكريين و أصدقاء” المجلس العسكري.. خلال كأس العالم 1978 كان الحراس يشغلون تعليقات المباريات على الراديو، وبعضهم يجبر السجناء على الهتاف والغناء، بالنسبة للضحايا كانت كرة القدم على الأقل قد إلهتهم مؤقتا عن محنتهم، كانت الهتافات من الملعب القريب مسموعة بوضوح من خلال الجدران، لقد احسوا بالدمار حين ادركوا ان العالم كان مستمرا بهم او بدونهم فمع كل هدف كان يتم تسجيله لصالح الأرجنتين كانت الديكتاتورية التي أتت بهم إلى هنا يدخل في رصيدها وتزداد قوة!!”

حتى رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم في الأرجنتين، الجنرال عمر أكتيس قتل بخمس رصاصات وهو يغادر منطقته قرطبة من اجل حضور مؤتمر صحفي له، كان من المتوقع أن ينتقد فيه علنا تصرفات الطغمة العسكرية الارجنتينية فيما يخص استضافة البطولة.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

  1. عاشت الولايات المتحدة في سياستها الدولية عهدين في القرن العشرين، و استمر ذلك لليوم.
    العهد الأول ما قبل مقتل جون كينيدي،
    كانت المرحلة الأولى هي صنع السلام الدولي (إنشاء عصبة الأمم، و تلاها منظمة الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية ، و أيضا مشروع مارشال لإعادة تعمير أوروبا). وكانت مرحلة بقايا أمريكا الإنسان
    ثم تلا ذلك العصر الثاني أو عهد أمريكا الشيطان وهو عهد ليندون جونسون ومن جاء بعده. وكلهم صناع حروب وقتل وتدمير وتآمر على العالم (حرب فيتنام، حرب ٦٧، إنقلابات أميركا اللاتينية في جنوب أميركا، التطهير العرقي ومذابح كوسوفو في يوغسلافيا، حروب العراق، حرب أفغانستان ، صناعة القاعدة، وصناعة داعش).
    محور نيكسون – كسينجر هو من زرع المشكلة الصينية في أوروبا وأمريكا، و دمر النهضة الاقتصادية في أمريكا اللاتينية، وقتل الملك فيصل آل سعود
    كما أن محور بوش – تشيني هو من استمر في تصعيد الحرب على العرب المسلمين.
    كيسينجر (داهية السياسة في الغرب) يغطي الدم يديه من أقصى الشرق وحتى أقصى الغرب، ربما لم يمسك سلاحا لأنه جبان في ذاته، ولكن القرارات التي أصدرها كانت سببا في موت الملايين حول العالم.
    إن الضمير السياسي الميت في القيادة الأمريكية لا يستند لأي دين أو أخلاق، بل يرتكز إلى مصالح الثروة والقوة و التأثير النافذ. وهو الضمير الحي قبل كينيدي ولكن المؤسسات الأمريكية قتلت هذا الضمير حين قتلوا كينيدي وهو من يقود أمريكا و العالم حتى اليوم.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث