بعد تجربة قاسية.. اللاجئة السورية ديما الأكتع تتصدر قائمة المؤثرات عالميا
ديما الأكتع حولت إعاقتها إلى دافع للنجاح وباتت من الملهمين حول العالم
وطن– أدرجت شبكة “بي بي سي” البريطانية، الشابة السورية “ديما الأكتع” ضمن قائمتها للنساء الـ100 الأكثر تأثيرًا وإلهامًا في عام 2022، وجاء تصنيف ديما إلى جانب 8 نساء عربيات أيضاً، ليكونَ العرب حاضرين في كل الميادين على المستوى العالمي.
وكانت ديما الأكتع قد خسرت ساقها اليسرى بقصف على “سلقين” عام 2012، وقالت الشبكة في تقرير لها، إن منزل ديما تم قصفه في عام 2012، وفقدت جراء ذلك ساقَها والقدرة على القيام بأحد الأشياء المفضلة لديها وهو الجري.
وأضافت أن ما يقرب من 28٪ من السوريين يعانون من إعاقة، أي ما يقرب من ضعف المتوسط العالمي، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.
ومنذ عشر سنوات تتواجد ديما الأكتع في المملكة المتحدة، وتتدرب على المنافسة في الألعاب البارالمبية 2024 بساق صناعية.
وأضاف المصدر أنّه تم الاعتراف بها كعضو في فريق كرة القدم البديل في إنكلترا، كما ظهرت قصتها في فيديو موسيقي لنجمة البوب آن ماري، وهي تواصل عملها في رفع مستوى الوعي بقدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على النجاح.
عندما صرخت أمها
وكانت ديما 28 سنة تشاهد التلفاز في منزلها مع عائلتها قبل 10 سنوات، عندما انفجرت قنبلة في غرفة جلوسهم، وبعد ثوان غُطّيت الغرفة بالغبار الأسود.
وتروي الشابة المصابة لموقع “ويمن شيلتماغ“، أن أمها صرخت حينذاك وحملتها وهي تنزف دماً، وأدركت أنها فقدت ساقها اليسرى.
وتم إسعافها إلى أحد المشافي وخضعت لعملية جراحية في اليوم التالي، حيث حاول الأطباء إعادة ساقها المبتورة، ولكنهم قالوا لها إنّها لن تمشي مرة أخرى، ولم تتمكن من تأمين ساق اصطناعية لعدم توفر الإمكانيات المادية آنذاك وظروف الحرب.
بطل سوري استثنائي يحطم 10 أرقام قياسية لموسوعة “غينيس”
وبعد فترة وجيزة، انتقلت مع عائلتها إلى لبنان، التي كانت أكثر أمانًا من سوريا، وأضافت ديما أنها شعرت هناك بأنها محاصرة، ولم يتمّ قبولها في المدارس مع إخوتها.
كما أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب وضعهم كلاجئين، ولم يكن أمامها ما تفعله إلا الذهاب إلى صالة للألعاب الرياضية، وبدأت العمل على تقوية ساقها المتبقية، والوقوف أولاً بدون عكازات، ثم الانتقال إلى التدريبات الأساسية والكتفية مرتين في الأسبوع.
من لبنان إلى بريطانيا
وتضيف أنها بقيت في لبنان لمدة 6 سنوات، قبل أن تنتقل إلى المملكة المتحدة في عام 2018، وهناك حصلت على ساق اصطناعية من هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فشعرت بسعادة غامرة لدرجة أنها كانت تحتضن الساق بين ذراعيها عندما تنام.
وكشفت أنها أمضت وقتاً لتعتاد على ساقها الاصطناعية في البداية، حتى المشي عليها كان مؤلماً، ولكنها تجاوزت هذه الصعوبة بمساعدة الأطباء وجلسات التأهيل الفيزيائي، التي كانت تتبعها لثلاث مرات في الأسبوع.
وتمّ التركيز على إعادة وضع الوركين والركبتين للتخفيف من آلام الظهر، بينما ساعدت الحركات -مثل القرفصاء ورفع ربلة الساق- على القوة في ساقها اليمنى، وعمل جهاز الجري على اتزانها.
وعبّرت ديما عن أملها بالمشاركة في الألعاب البارالمبية عام 2024 في سباق 100 متر، وهي بحاجة لخوض تصفيات محلية ووطنية حتى يتم اختيارها.
وختمت موجّهة رسالة لجميع الأشخاص الآخرين الذين فقدوا أطرافهم، أن “البتر لا يجب أن يكون “النهاية”؛ بل بالنسبة لها كان البداية فقط”.