مشهد غريب لحوت يجوب المحيط بظهر مكسور.. ما كشفه العلماء صادم!

وطن– سلّطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضَّوءَ على حوت أحدب قطع آلاف الكيلومترات “بظهر مكسور”، ويرجح أن تكون إصابته جراء ضربة من قارب.
وسُمي الحوت الأحدب بهذا الاسم، نظرًا للحدبة الكبيرة التي تتشكل على جسده عندما يقوّس ظهره للغوص في المحيط.
الحوت “مون” وقصة مأساوية
ووصل الحوت “مون” في ديسمبر إلى هاواي الأمريكية، بعد أن قطع مسافة نحو 5 آلاف كيلومتر انطلاقاً من مقاطعة كولومبيا البريطانية في كندا، في سبتمبر الماضي.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمت “وطن” مقتطفات منه، إنّ الحوت المصاب تنقّل على مدار ما يقرب من 3 أشهر في المحيطات والتيارات والمساحات الشاسعة من المياه السطحية مغالباً الألم الشديد، ليكمل رحلة 5000 كيلومتر، من مياه كولومبيا البريطانية إلى هاواي بظهر محدوب مكسور ودون استخدام ذيله؛ بل صدره فقط، في قطع هذه المسافة الكبيرة.
وتُعد إصابة “مون” الشديدة، التي يُرجّح أن تكون نتيجة لضربة على متن قارب، تذكيرًا صارخًا بالمخاطر المتزايدة على الحيتان على طول الساحل الغربي لكندا.
طائرة مسيرة صوّرته
وقالت جاني راي، المديرة التنفيذية والباحثة الرئيسية في منظمة “بي سي ويلز“، وهي منظّمة غير ربحية تدرس حياة الحيتان قبالة الساحل، إنه أمر مدهش للغاية؛ ولكن أيضاً يكسر القلب، في إشارة إلى الحوت مكسور الظهر.
وفي شهر سبتمبر من كل عام وعلى مدار العقد الماضي، اكتشف باحثون في محطة أبحاث جزيرة فين في منطقة جيتغات، الحوت مون عندما ظهر في المياه الساحلية، وشعر الباحثون حينها بسعادة غامرة.
وقالت المنظمة في منشور على فيسبوك، إن طائرة مسيّرة التقطت في سبتمبر الماضي صورةً للحوت تظهره مصاباً بجروح شديدة أسفل العمود الفقري، ويظهر في الصورة هذا الجزء بشكل ملتوٍ، في إشارة إلى اصطدامه بالسفينة.
وعلى الرغم من الإصابة الشديدة، شوهد الحوت مون في 1 ديسمبر قبالة ساحل ماوي على بُعد أكثر من 4800 كيلومتر من المكان الذي لاحظ فيه الباحثون إصابته لأول مرة.
ووفق المصدر ذاته، يصل طول الحيتان الحدباء إلى ما يقرب من 50 قدمًا، وتزن ما يقرب من 90 ألف رطل، وهي معروفة بالرحلات الهائلة التي تقوم بها كل عام.
حيث تنتقل من المياه المتجمدة بالقرب من ألاسكا وصولًا إلى المياه الفاترة في المكسيك وهاواي، حيث تتكاثر وتلد.
قضيب حوت أحدب ضخم مقطوع على الشاطئ يثير حيرة العلماء (شاهد)
وتبرز صور الحوت مون في مياه هاواي، وهو هزيل ومغطًّى بقمل الحوت، وضعيف إذ استهلك مخزونه من الدهون للقيام بالرحلة، ولا يترك مصدرًا للغذاء في المياه الاستوائية إلا وتناوله.
وقالت خبيرة الحيتان “راي”، “لو كان على الأرض، يمكننا التدخل. لكن لأنه في المحيط، وبسبب حجمه، لا يوجد شيء يمكن القيام به. ونحن نعلم أنه لن يعود لرؤيتنا مرة أخرى.. سيموت قريبا وهذا فقط يكسر القلب”.
واستبعدت فكرة القتل الرحيم، لأنه سيحتاج إلى الكثير من المواد السامة، مما يهدّد بتسميم الحياة البحرية.
وتأمل “راي” أن تكون قصة مون بمثابة تحذير للآثار المدمرة، التي يمكن أن تحدثها اصطدامات القوارب بالحيتان.
وفي الأشهر الأخيرة، جرفت المياه الحيتان الحدباء الميتة من ضربات القوارب إلى الشاطئ على طول ساحل كولومبيا البريطانية. وتعكس الوفيات حقيقة أن حركة المرور البحرية لم تتكيف مع زيادة أعداد الحيتان.
وأضافت: “حتى لو كنت سائق قارب ماهر وتركز بدقة، فقد تصطدم بطريق الخطأ بحوت أحدب أمامك”.
وناشدت بضرورة الإبطاء من سرعة القوارب، “خاصة في المناطق التي نعلم بوجود حيتان فيها”.