وطن- كشف موقع “المجهر الأوروبي” لقضايا الشرق الأوسط، عن تمويل دولة “الإمارات العربية المتحدة” مركزاً يتخذ من العاصمة النمساوية فيينا مقرّاً له، بهدف التحريض على الجالية المسلمة في النمسا وأوروبا، والعمل على ربطها بالإرهاب.
الإمارات تحارب مسلمي أوروبا
وأكد المجهر الأوروبي، أنّ دولة الإمارات قدّمت مِنحاً مالية كبيرة إلى “مركز توثيق الإسلام السياسي”، الذي أنشأته الحكومة النمساوية بهدف توجيه أنشطته بما يتماشي مع المخططات الإماراتية.
هذا وكشفت مصادر مطّلعة لموقع المجهر الأوروبي، أنّ الإمارات موّلت “بشكل سري” عقد منتدى فيينا الثاني لمكافحة الإسلام السياسي.
كما رعت الإمارات، إصدارَ “مركز توثيق الإسلام السياسي” دراسةً تستهدف التحريض على أنشطة “الجمعية الإسلامية في النمسا”، والتي تُدير “مسجد الهداية” في العاصمة النمساوية، فيينا.
وأشارت ذات المصادر، إلى أن مركز توثيق الإسلام السياسي أخضع على مدار عام الجمعيةَ الإسلامية في النمسا، للتدقيق والدراسة، إذ تم تحليل وتقييم 28 خطبة لرئيس وإمام مسجد الهداية (التابع للجمعية) في فيينا “إبراهيم الدمرداش”، بالإضافة إلى أنشطته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
المثير للاهتمام في تقرير المجهر الأوروبي، تأكيده أن الدراسة المذكورة أعلاه، هاجمت بشكل صريح، خطب “الدمرداش“، بزعم حديثه عن القيم الإسلامية ومناهضة التطبيع العربي مع إسرائيل، إلى جانب إشادته بفصائل المقاومة الفلسطينية.
علاقات سياسية مشبوهة وتهم إرهاب باطلة
يأتي ذلك، بالتزامن مع التحريض الذي ترعاه الإمارات وأذرعها منذ سنوات، ضد الشخصيات المسلمة في النمسا من أمثال “الدمرداش”، وإلصاق تهم بتمويل الإرهاب بهم.
يقول المجهر الأوروبي، إن مركز توثيق الإسلام السياسي في فيينا، بات ذراع الإمارات في تحريض المجتمع النمساوي على الجالية المسلمة وأنشطتها في البلاد وعموم أوروبا.
جدير بالذكر، أن الإمارات تقدّم تمويلها إلى مركز توثيق الإسلام السياسي بشكل مباشر، عن طريق مديرة المركز “ليزا فيلهوفر”، التي تُعرَف باتخاذها مواقف متطرفة مناهضة للجالية المسلمة في النمسا.
وتعمل الإمارات منذ سنوات على تعزيز علاقاتها مع الحكومة النمساوية، بما في ذلك إقامة علاقات مشبوهة مع مسئولين فيها، لدفع تحويل فيينا إلى “مركز لمكافحة الإسلام السياسي”، بما يخدم مخططات حكامها وعلى رأسهم “محمد بن زايد آل نهيان”.
سياسات محمد بن زايد تهدد حياة مئات الآلاف من المسلمين في أوروبا
جدير بالذكر، أنه بعدما قمعت الإسلام السياسي في بلاد المشرق العربي، وأخمدت ثورات ربيعه وأفشلتها، داعمةً ومرسّخةً لحكومات مستبدة، تهرع الإمارات بقيادة رئيسها محمد بن زايد، لخوض حرب لا هوادة فيها ضد الجاليات الإسلامية في أوروبا والغرب.
ويأتي ذلك عن طريق دعم اليمين المتطرف، وتمويل حملاته الانتخابية، ثم إحياء الجذور القومية، والكشف عن تهديدات الوجود الإسلامي في القارة العجوز.
ودفعت أبوظبي بإستراتيجيتها، العاملة على حصار عمل الجاليات المسلمة هناك، وجعلها تخوض معركة بقاء، بدلاً من السعي إلى التطور والنهوض.
وسبق أن فضحت تقارير إعلامية ودراسات بحثية، تحركات نظام أبوظبي ضد المسلمين في الغرب، ومساهمتها في ارتفاع معدلات “الإسلاموفوبيا“، التي تهدد حياة مئات الآلاف من المسلمين في أوروبا.
تحريض ممنهج بحجة التطرف
ويشار إلى أنه في العام 2019، سبق أن رصد “المجهر الأوروبي لقضايا الشرق الأوسط” أيضاً إطلاق الإمارات، موقعاً إلكترونياً جديداً يستهدف تشويه الدين الإسلامي وعمل الجاليات المسلمة في أوروبا.
وقال المجهر الأوروبي وقتها، إن “الموقع يحمل اسم (عين أوروبية على التطرف)، ويديره بشكل مباشر “علي راشد النعيمي”، أحد أقطاب رجال الأمن والمخابرات الإماراتية، وأحد المقربين من ولي عهد أبو ظبي”.
وذكر المجهر في تقريره الذي رصدته (وطن) آنذاك، أنّ “عمل الموقع يعتمد على السعودي المثير للجدل كامل الخطي، المعروف بمواقفه المعادية للتجمعات الإسلامية غير السلفية، وبهجومه المعلن على عمل الجاليات المسلمة في أوروبا”.
ويتولى إدارة تحرير الموقع المشار إليه الكاتبة الإيطالية اليمينية “سارة برزوسكيويتش”، التي تعرّف عن نفسها بأنها طالبة دكتوراه في جامعة القلب المقدس الكاثوليكية في ميلان، وعملت باحثة زائرة في برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن. ويقدم الموقع محتواه باللغات الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية والعربية.
وحسب المجهر الأوروبي، فإن “الموازنة المخصصة لموقع (عين أوروبية على التطرف)، تتجاوز مليون و300 ألف يورو سنوياً، وتعول عليه الإمارات لتعزيز وجودها في أوروبا ومحاربة أي أنشطة لخصومها، فضلا عن تشويه منظمات الإسلام السياسي”.
لماذا تشوهون بالإمارات ياوطن؟ بلد راقي من أحسن البلدان وحكامها طورو بلدهم وخدمو شعبهم