بيان ناري من مفتي سلطنة عمان بعد مقتل أمل العبرية وابتسام المقرشية

وطن– أصدر أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان، بياناً ناريّاً بعد توالي جرائم القتل في السلطنة، وتحديداً مقتل المحامية العمانية أمل العبرية على يد طليقها، ومقتل الطالبة ابتسام المقرشية.

وقال في بيان له، اليوم الثلاثاء: “أزعجنا أيما إزعاج نبأ عدوان رجل على مطلقته بعد تحاكمهما لدى القضاء بطعنها بسكين إلى أن قضت نحبها”.

وأضاف: “هذه جريمة كل عاقل يدينها، والواجب على الرجل أن يمسك المرأة بمعروف أو يسرحها بإحسان ويرعى سوابق الخير منها ولو فارقها، ويتأكد ذلك عندما يكونان مشتركين في ذرية هي قرة أعينهما جميعا”.

وتابع: “لم تكد أعصابنا تهدأ من هياجها بهذه القضية حتى بلغتنا نظيرة لها حصلت أيضا بين رجل وامرأة يسعى إلى الارتباط بها برباط الزوجية”.

وتساءل الخليلي: “ما الذي أصاب هذه النفوس وما الذي طرأ على عقولها حتى استمرت الجرائم واتخذتها لها ديدنا؟.. جريمة القتل من أعظم الجرائم التي لا تصدر ممكن كان سوي الطبع يفكر في مسيره ومصيره”.

وأشار إلى أن هذه الجرائم تدل على فقدان وازع الإيمان وانقلاب المفاهيم عند الناس، حتى سوّلت لهم أنفسهم أن يُقدموا على هذا الجرم الجلل كأنهم لم يعوا قط نذير قوله تعالى: “مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”.

وطالب الحكومة والمجتمع، بالتعاون على ترسيخ قيم الإيمان في حياة جميع أفراد المجتمع، وتبصير الناس جميعاً بقيمة الحياة الإنسانية في موازين الحق التي أنزلها الله، وخطورة العدوان على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم، فكل ذلك من حدود الله.

كما طالب بإنزال أشد العقوبات بمن تُسوّل له نفسه أن يعبث بشيء من ذلك.

مقتل أمل العبرية

وكانت المحامية العمانية أمل العبرية، قد قُتلت في إحدى المحاكم في محافظة مسقط، على يد طليقها في أثناء تأدية عملها، بسبب خلافات أسرية بينهما، علماً بأنها هذه هي الجريمة الأولى التي أشار إليها مفتي عمان في بيانه.

وكانت المجني عليها قد توجّهت صباحَ الأربعاء، إلى مقرّ محكمة السيب الابتدائية للترافع في إحدى القضايا الموكلة إليها، والتي تعمل ضمن إحدى مكاتب المحاماة والاستشارات القانونية.

وعقب انتهاء جلسة المرافعة من المحكمة، توجّهت مباشرة إلى مركبتها التي كانت تركنها في المواقف المخصصة للمراجعين، لكنّ تلك المرافعة لم تمرّ بسلام عليها، فسرعان ما انتهت بمأساة وجريمة قتل مروعة راحت ضحيتها المحامية، حيث فوجئت من خلفها مباشرة -حسب شهود عيان- بعشرات الطعنات من الجاني، في حادثة مروعة.

حاول المتواجدون في ساحة المواقف في أثناء عملية الغدر، فصل القاتل عن المجني عليها، إلا أنّ وحشيته حالت دون الوصول إليه، خاصةً وأنه كان يلوّح بالسكين، وهو في حالة هستيرية متعصبة، وفق صحيفة عمان.

وبعدما تأكّد من قتلها، توجّه الجاني مباشرة إلى سيارته، ونجح بالهروب والفرار من مسرح الجريمة تاركاً ضحيته تغرق في دمائها قبل أن تصل الشرطة إلى مسرح الجريمة، بعد أن تلقّت بلاغاً يفيد بوقوع جريمة القتل.

وفور الحادثة، توجّه أحد شهود العيان إلى أمن المحكمة لإبلاغهم بما جرى، وكان الوقت يشير إلى الساعة الحادية عشرة و45 دقيقة صباحاً، فتوجّهوا إلى مسرح الجريمة، وتم تتبع الجاني بواسطة سيارة مدنية بها أحد أفراد الشرطة.

وكان الجاني متّجهاً مباشرة إلى المعبيلة الجنوبية، ليتمّ القبض عليه عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، وأُحيل إلى الحبس الاحتياطي لاتخاذ الإجراءات القانوني.

في المقابل، نقلت الضحية على إثر إصابتها إلى أقرب مستشفى، ودخلت إلى غرفة العمليات نظرًا لخطورة الحالة، قبل أن يتمّ تأكيد وفاتها، تاركةً خلفَها أطفالاً.

وكشفت التقارير الأولية لملابسات القضية، عن وجود خلافات سابقة بين الزوج وطليقته منذ فترة، وهو ما أشارت إليه شرطة عمان السلطانية في حسابها، حيث قام الزوج “الطليق” فجأة بإشهار سلاح أبيض، مسدّداً طعنات إليها في الصدر والبطن والرقبة.

مقتل ابتسام المقرشية

جريمة القتل الثانية التي تحدث عنها مفتي عمان في بيانه، تخصّ ابتسام المقرشية، الطالبة بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، بولاية عبري، التي قُتلت طعناً بالسكين على يد أحد الأشخاص.

وبحسب ما ورد من شهادات حول مقتل ابتسام المقرشية، فإنّ الجاني انتظرها حتى انتهت من امتحانها، وخرجت من الجامعة، ليقوم بعدها بملاحقتها بسيارته، ثم قام بالاصطدام بسيارتها من الخلف حتى توقفت.

ووفقاً لشهادات الشهود وما أظهرته الصور، فقد قام الجاني بتحطيم الزجاج الخلفي للسيارة التي كانت تُقلّ المجني عليها ابتسام المقرشية، قبل أن ينهال عليها بالطعنات التي أدت لوفاتها.

وتداولت أنباء أنّ سبب ارتكاب الجاني لجريمته، هو رفض أهلها زواجه منها، لأنه يكبرها بعشر سنوات.

قد يهمك أيضاً

تعليقات

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

تابعنا

الأحدث