القهوة والنوم: هل هما عدوان لدودان؟
"تستغرق عملية إزالة تأثير الكافيين على الدماغ وقتًا.."
وطن-إذا كانت القهوة تعمل بالفعل على تحسين الأداء المعرفي على المدى القصير، فإن شربها في وقت قريب جدًا من وقت النوم يمكن أن يكون له آثار ضارة على النوم.
وبحسب تقرير لموقع “لو إكسبرس” الفرنسي، فإنّ القهوة تُستهلك أحيانًا بشكل مفرط للتخلّص من التثاؤب والشعور بالنعاس، لكن هل القهوة تشكّل خطورة على النوم؟
في الحقيقة، إن الآلية الكيميائية معروفة جيدًا: عندما نكون مستيقظين، ينتج دماغنا مادة كيميائية تسمى مستقبلات الأدينوزين، والتي تتراكم في دماغنا، ما يؤدي إلى إبطاء نشاط الدماغ وهذا يسبب النعاس.
ووفقًا لترجمة “وطن“، فإن جزيئات الكافيين لها تأثير تثبيط مستقبلات الأدينوزين، ويكون ذلك، من خلال الارتباط بنفس مستقبلات الدماغ مثل تلك الموجودة في هذا الجزيء، وبهذه الطريقة، يتم خداع “الشعور بالإرهاق” الذي يمكن أن يشعر به المرء.
من جهة أخرى، تستغرق عملية إزالة تأثير الكافيين على الدماغ وقتًا، حيث أظهر العلماء أنّ أجسامنا تستغرق ما بين 4 و6 ساعات للاستقلاب أو هضم نصف كمية الكافيين التي يتم تناولها، وبحسب ما أفاد به بريس رافاوت، الباحث في علم الأعصاب في مركز النوم واليقظة في جامعة Hôtel-Dieu (جامعة Paris Descartes-AP HP)، في كتابه “أنقذ نفسك بواسطة القيلولة”، فإن آثار الكافيين تراكمية.
هذه الفاكهة تُعطينا طاقة أكثر من القهوة بحسب دراسات أميركية
كما أوضح: “إذا تناولت القهوة في التاسعة صباحًا، فإن النصف الثاني من مفعول الكافيين سيبدأ بالظهور بين الساعة الواحدة ظهرًا والثالثة مساءً، الوقت الذي ربما ستتناول فيه كوبًا آخر من القهوة. وهذا يجعلك مستيقظًا قليلاً قبل النوم، بحيث تفوتك بضع ساعات للنوم”.
وأكد: “حتى بعد النوم، يستمر الكافيين في عمله حتو ولو كان معدله قليلاً في الجسم. وقد أظهرت بعض الدراسات أن هذه الجزيئات يمكن أن تؤثر على مرحلة حاسمة من نومنا، وهي مرحلة النوم العميقة”.
لذلك، للتمتع بنوم جيد، يجب أن يكون مفعول الكافيين قد اختفى بحلول الوقت الذي تغفو فيه. في ذات الصدد، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Clinical Sleep Medicine في عام 2013، أن الكافيين، حتى إذا تم تناوله قبل 6 ساعات من النوم، يمكن أن يقلل من وقت النوم بساعة واحدة.
من ناحية أخرى، من خلال تحفيز الجهاز العصبي المركزي، يمكن للكافيين أن يزيد من معدل الطاقة، كما أنّه من المحتمل أن يعزز الوظائف المعرفية،مثل: اليقظة والانتباه ووقت رد الفعل. لكن الكافيين، بتأثيره “المنشط” على الجسم، لا يمكن أن يحل محل النوم الجيد ليلاً. وإذا كان الكافيين يخفف من الشعور بالنعاس، “فهو عمليًا غير فعال في التخفيف من تأثير قلة النوم الشديدة على الوظائف الإدراكية العليا”، كما أكدت دراسة نُشرت في عام 2014، من قبل عالمين سويسريين، من معهد علم الأدوية والسموم، من جامعة زيورخ.