اليوم العالمي للغة العربية بين الإهمال والاحتفاء..عجائب وغرائب لغة الضاد

By Published On: 18 ديسمبر، 2022

شارك الموضوع:

وطن- يحتفل العرب والمسلمون في الثامن عشر من ديسمبر/كانون الأول من كل عام، باليوم العالمي للغة العربية، وتصدّر وسم باسم هذا اليوم قائمة الوسوم الأكثر تداولاً في تويتر، بالتزامن مع حلوله.

وهو اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارَها رقم (3190) في ديسمبر عام 1973، الذي أدخلت بموجبه هذه اللغة ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة. وذلك بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو.

لغة الضاد من أقدم اللغات السامية

وتعدّ العربية التي يطلق عليها محبوها “لغة الضاد” من أقدم اللغات السامية، وأكثر لغات المجموعة السامية تحدّثًا، وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر من 467 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي.

بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة، وهي من بين اللغات الأربع الأكثر استخدامًا في الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشارًا ونموًا، متفوقةً على الفرنسية والروسية. اللغة العربية ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين، فهي لغة القرآن.

تربعت على عرش اللغات

وعلى الرغم من تجاوز عدد لغات العالم 7,000 لغة، فإن العربية كانت وما زالت تتربّع على عرش اللغات الأكثر رصانةً وانتشارًا، وقد تغنّى بجمالها الكثير من الشعراء العرب وأشادوا بأهميتها.

وعلى رأسهم أمير الشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، فهي تحتل مكانةً خاصةً في قلوب جميع العرب، ما جعل اسمها يلمع في كل بقعةٍ على هذه الأرض، على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها.

ويتم الاحتفال بهذه اللغة في المدارس والجامعات في البلدان العربية، حيث يتّخذ الاحتفال بها منحًى مختلفًا، نظرًا لاعتبار اللغة العربية مادةً أساسيةً في جميع المراحل الدراسية واعتمادها لغةً رسميةً للتدريس.

كما تتعدد الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لتذكير الطلبة بهذه المناسبة الرائعة وضرورة مشاركتهم فيها، فالقطاع التعليمي هو خير داعمٍ لها. فيما يلي قائمة بأفكارٍ مميزة للاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في المدارس:

اللغة العربية والجامعات

ولكن الاهتمام بهذه اللغة تراجع في العقود السابقة في رحاب الجامعات العربية، ويفسر الباحث “ياسر التدمري” سبب هذا التراجع والضعف العام بين طلاب الجامعات بخصوص اللغة العربية وعلومها، بأنّ هناك فجوة عميقة بين المرحلة الجامعية وما قبلها.

وأضاف في حديث لـ”وطن”: “حين يأتي الطالب إلينا يكون قد حمل أولاً ضعفه المتراكم في المراحل السابقة ويُفاجأ في المرحلة الجامعية بمادة نحوية غزيرة ومعمقة فيبدأ الشكوى”.

وتابع: “ويُضاف إلى ذلك طريقة الأساتذة في تعليم النحو حيث درجوا على أن هذه المادة جافة وبدلاً من أن يستنبطوا من النصوص أمثلة على القواعد التي يدرّسونها تراهم يركزون على القواعد دون شواهد في أحيان كثيرة”.

وأوضح “التدمري”، أنه من المشكلات التي نعانيها أيضاً الضعف في الإملاء، حيث تجد طالباً في السنة الرابعة لا يميّز بين واو الجماعة والواو التي هي من أصل الفعل، ولا يميز همزة الوصل عن همزة القطع، ولا يميز بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة.. إلخ

مطالباً أساتذة النحو خاصة، بأن يبذلوا جهوداً مضاعفة في ترميم كل ما ذُكر.

وعاء لخاتم الرسالات

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أخذ الاحتفاء بلغة الضاد شكلاً مميزاً، حيث يلجأ مرتادو هذه المواقع للإشادة باللغة العربية وإعجازها، لكونها أحد أعظم إنتاجات العقل البشري، كما يقول المفكر الراحل إدوارد سعيد.

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع اليوم العالمي للغتهم الأم بأشكال وأوصاف مختلفة، مسبغين عليها أجمل الصفات، حيث علق “يزيك وهب”: “ما أجمل لغتنا ولكنْ ما أصعبها…مفرداتُها ،مصطلحاتها ، كلماتها التي تتخطّى الإثني عشر مليونا ً نبع ٌ لا ينضب”.

وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب في تغريدة له عبر حسابه الرسمي بتويتر: “تمسكوا بلغتكم العربية، وعلموها أبناءكم، وازرعوا فيهم أن اللغة هُوية، وأن الحفاظ على الهُوية لا يتعارض مع الحداثة ورَكْب التقدم”.

وأضاف، أن “العربية اختصت دون بقية اللغات بفضائل عدة؛ فكانت وعاء لخاتم الرسالات، وشاهد عيان على تقدم المسلمين والعرب وتفوقهم في مختلف العلوم على مرِّ العصور”.

ورأى “زين عطية”، أن هناك منهجية منظمة لاستهداف الإسلام، أحد أهم أدواتها هو خلق أجيال تصعب عليهم لغة القرآن.

وتابع: “كلنا للاسف يشارك في ذلك بمحاولة الاهتمام بتعليم اطفالنا لغة اجنبية حتى الدول رسميًا تساهم في تحقيق هذا الهدف بطرح مشاريع تكون لغة عقودها ومراجعها المعتمدة بلغة اجنبية.. ولهذا فالعلم هو الحل”.

وقالت مغردة أخرى: “من واجبنا نحو الأجيال التركيز عليها وتعليمهم اياها بدل الجري وراء تحصيل اللغة الانجليزية لغتنا هي الأساس”.

وأضافت: “يؤلمنا سماع الأطفال او الكبار التخاطب فيما بينهم باللغة الاجنبية لدرجة أن البعض لا يعرفون موقع استخدام بعض الكلمات العربية ولو خاطبتهم بالعربية لا يتجاوبون معك”.

وعقب “د. سامي عامري” متسائلاً: “لماذا تعتبر فرنسا إزاحة اللغة الفرنسية أو تقليصها في المنظومة التعليمية والإعلامية والإدارية في الغرب الإسلامي، معركة كبرى، وفاصلة”.

معجم الدوحة التاريخي للغة العربية: ذاكرة الكلمات وقصة حياتها

واستدرك: “الجواب: لأنّ فرنسا تعلم أنّ “اللغة الهوية”، وليست مجرّد ناقل محايد للمعرفة”.

وبأسلوبها الأدبي الماتع، علقت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي: “لو تدري اللّغة العربيّة ماذا فعلت بنا أربعة أحرف من أبجديّتها ، لقدّمت للعشاق العرب في يومها العالمي ، اعتذارًا عمّا ألحقت بهم كلمة ” أحبك ” من أذى”.

وبدورها، رأت “سماح“، أن جمال لغتنا العربية لا يدرك جمالها إلا من أبحر فيها.

وتابعت: “قف على أرضٍ كُلام.. و انتقِ من طيب الكَلام.. ما تداوي به الكِلام”.

https://twitter.com/samahmima1/status/1604415579103891459?s=20&t=4bSERPC3VXKHOMWzhc0Dig

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment