تحرش من الخلف وصراخ.. موقع بريطاني نقل شهادات صادمة لأجنبيات حضرن ميدل بيست
شارك الموضوع:
وطن- بعد أن أثارت حوادث التحرش التي تعرضت لها النساء خلال المهرجانات والحفلات الصاخبة التي نظمتها الهيئة العامة للترفية، برئاسة تركي آل الشيخ، جدلاً إعلامياً واسعاً، قررت بعض الضحايا من النساء الأجنبيات الإدلاء بشهادات مروعة حول التحرش والمضايقات الجنسية التي تعرضن لها خلال حضورهن بعض تلك الحفلات المثيرة للجدل.
التحرش الجنسي في ميدل بيست
وكشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، في تقرير حديث بعنوان: “مهرجانات الموسيقى السعودية: مواسم للتحرش بالنساء”، شهادات مروعة لـ نساء تعرّضن للتحرش خلال حضورهن الحفلات في الرياض.
ينقل الموقع ما قالته المواطنة الهولندية “إليز شوتين” (25 عاماً)، التي قالت إنها سافرت للمرة الأولى إلى الرياض في بداية كانون الأول/ديسمبر، لحضور مهرجان “بيست ساوند ستورم”، الاحتفال الأكبر للمملكة الخليجية الذي أقيم في صحراء نائية خارج العاصمة.
ذلك المهرجان الذي تعرّض لانتقادات كثيرة، بسبب حوادث التحرش والمضايقات الجنسية بالنساء، على الرغم من الصورة الجميلة التي يريد تركي آل الشيخ -قسراً- نشرَها حول تلك الحفلات.
أقيم المهرجان في الفترة من 1 إلى 3 كانون الأول/ديسمبر الجاري، وجذب أكثر من 730.000 شخص، حيث عُرضت أعمال موسيقية متنوعة، تمتد من الموسيقى الإلكترونية إلى الهيب هوب.
وحضرت شوتين، وهي من محبي الموسيقى الإلكترونية التي تعمل في السفارة الهولندية بالقاهرة، مع زميلتها في السكن إلى الرياض، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، وحضور احتفالية سوند ستورم.
تقول “شوتين” في رواية شهادتها الصادمة، أنها “وجدت، من وقت وصولهم إلى الحفل، عددًا من الرجال كانوا يصرخون ويحاولون لمسهما”.
وأضافت: “كنت أمسك بصديقتي، حيث أصبح الحشد أكثر كثافة عندما اتجهنا إلى المسرح، ثم شعرت بذلك ثلاث مرات، شخص ما أمسك بي من الخلف، استدرت وصرخت كثيرًا عليهم، لكنهم لم يتوقفوا، بل واصلت اليد لمسي مرة أخرى”.
شهادات صادمة وصمت سعودي رسمي
وتابعت: “لاحظت أننا محاطات بالرجال فقط، ولم تكن هناك فتيات في الأفق، وعندها بدأتُ أشعر بالذعر”.
مشيرة إلى أنها عثرت على ضابط أمن وأخبرته بما حدث، حيث طلب منها تحديد مكان الرجل لكي يطرده، إلا أنه اختفى بحلول ذلك الوقت وسط جموع الناس، ولا تعلم “شوتين” إلى أين ذهب.
وتابعت قائلة: “لم يكن هناك سؤال: هل أنت بخير؟”، مضيفة: “وقفنا هناك لفترة من الوقت قبل أن نشق طريقنا إلى المسرح، كنا نعلم أن الأمر سيزداد سوءًا، وإن كان على مستوى غير معلن”.
قدمت شوتين في وقت لاحق شكوًى إلى إدارة الفعالية، التي ردّت بأنه تم طرد عدد من المتحرشين المشتبه بهم من الفعالية.
وعلى غرار شوتين، حادثة أخرى روتها الممرضة الفنلندية “إريكا ميليا”، والتي كتبت قائلة على موقع إنستغرام: “الليلة الماضية كانت واحدة من أكثر التجارب المؤلمة التي مررت بها، لقد شعرت دائمًا بالأمان والتقدير كامرأة في السعودية”.
وتابعت مستنكرة: “ولكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح الليلة الماضية، حيث تعرضت أنا وصديقاتي للتحرش الجنسي من قبل عدد كبير من الرجال خلال أحد أكبر المهرجانات الموسيقية في الشرق الأوسط”.
يقول التقرير: إن “التحرش لا يزال يمثل مشكلة في جميع أنحاء العالم، ونحن ملتزمون بالاستمرار في معالجة جميع أشكال المضايقات، سواء في فعالياتنا أو في كل يوم. التحرش غير مقبول بأي شكل من الأشكال تحت أي ظرف من الظروف”.
وذكر التقرير بعض الطرق للحصول على المساعدة إذا تعرض شخص ما للهجوم، أو شهد هجوماً، وذلك من خلال الاتصال بمدير أو مشرف.
ثمار رؤية محمد بن سلمان
إلى ذلك، أشار ميدل إيست آي، إلى أنه لم يكن من الممكن تخيل إقامة الحفلات الموسيقية الكبيرة والترفيه الجماعي في المملكة العربية السعودية المحافظة حتى قبل نحو ست سنوات.
لكن، كل ذلك الانحلال الأخلاقي بدأ عندما أطلق ولي العهد ورئيس الوزراء الحالي، محمد بن سلمان، رؤية 2030، ما أدى إلى تغييرات اجتماعية واسعة النطاق في البلاد.
وقبل ذلك، لم تكن لتصدر أي موسيقى في الحفلات العامة، فضلاً عن أنه كان يتم حظر دور السينما، وفصل الرجال والنساء، ومنع الرقص المختلط بين الجنسين؛ كل ذلك كان غير قانوني، على عكس ما ظهرت عليه فعاليات ميدل بيست.
وتثير تلك المهرجانات والحفلات الصاخبة الكثير من الجدل في السعودية، التي يقول الكثيرون إنها تخلت عن عقود من “الحفاظ المجتمعي” الذي جعل منها، من بين أمور أخرى، صاحبة أقوى “قوة ناعمة” في العالم الإسلامي إلى وقت قريب.
لكن اليوم، يظهر لكل متابع، أنّ تلك القوة الناعمة، تراجعت لصالح “تغطرس سياسي” يحكم المملكة منذ سنوات.