اجتماع جزائري-مغربي في سويسرا.. تفاصيل وساطة أردنية أطفأت فتيل الصراع بين البلدين

By Published On: 19 ديسمبر، 2022

شارك الموضوع:

وطن– في تطوّر هام يمكن أن يوقف حالة الصراع المعلنة بين البلدين، كشفت صحيفة “lavanguardia” الإسبانية، عن نجاح وساطة الملك الأردني عبدالله الثاني بإقناع الجزائر بإعادة العمل بخط الغاز المغاربي الأوروبي، الذي يمر عبر الأراضي المغربية.

وكانت الجزائر قرّرت عدم تجديد عقوده بسبب أزمتها مع المغرب منذ أكثر من سنة، ومعاقبة إسبانيا على تحول موقفها من ملف الصحراء ودعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.

الأزمة في طريقها إلى الحل

وقالت الصحيفة، إن الأزمة السياسية بين البلدين تقترب من الحل، بفضل وساطة الملك عبد الله الثاني خلال زيارته الأخيرة إلى الجزائر، بتاريخ 3 ديسمبر/كانون أول الجاري، والذي توصّل إلى اتفاق مبدئي مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لإعادة فتح خط الغاز المغاربي المُغلق منذ 31 أكتوبر/تشرين أول 2021، في أقرب وقت ممكن.

الملك الأردني عبدالله الثاني والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون

وأكد مصدر دبلوماسي جزائري للصحيفة، على دعم الجزائر للوساطة الأردنية من أجل إعادة العمل بخط الغاز، مشيراً إلى أنّ “هذا الأمر يمكن أن يحدث قريباً، وسيكون خطوة لتطبيع العلاقات التجارية مع إسبانيا”.

كما أوضحت الصحيفة أيضاً، أنّ الموقف الرسمي للحكومة الجزائرية سيظل هو الإبقاء على العلاقات التجارية مع إسبانيا مجمّدة، طالما أن رئيس حكومتها بيدرو سانشيز لم يتراجع عن إعلان دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، حتى وإن كان يدعم أيضاً “حلّاً سياسياً مقبولاً لجميع الأطراف”.

وبحسب الصحيفة، فإن الملك عبدالله الثاني الذي لاقى احتفاءً كبيراً في الجزائر، كان قد توقّف في القاهرة قبيل توجّهه للجزائر، والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي دعم رغبته في القيام بوساطة بين المغرب والجزائر.

اجتماع جزائري-مغربي في سويسرا

وكشفت الصحيفة، أن الملك عبدالله الثاني “أحرز تقدّماً كبيراً جداً” في الوساطة بين البلدين، موضحة أنّه مهّد لحدوث اجتماع جزائري مغربي في سويسرا، وهو الأمر الذي قال المصدر الدبلوماسي الجزائري، إنه “قد يكون قريباً جداً”.

توتر العلاقات بين الجزائر وإسبانيا

وأدّت خطوة سانشيز إلى إنهاء الأزمة الدبلوماسية الأسوأ من نوعها مع الرباط منذ عقدين من الزمن، حيث أعيدت خطوط النقل البحري بين البلدين، وافتُتحت مجدداً المعابر البرية لسبتة ومليلية، كما رجعت السفيرة المغربية كريمة بنيعيش إلى مقر السفارة في مدريد، ولكن ذلك أدى في المقابل إلى أزمة دبلوماسية مع الجزائر، والتي قال عنها وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، إن بلاده “تريد أفضل علاقة مع الجزائر لكن دون الإضرار بعلاقاتها مع المغرب”.

وكانت مصادر مطّلعة قد كشفت الأسبوعَ الماضي، عن قيام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بجهود وساطة بين الجزائر والمغرب، لحل الأزمة المندلعة بين البلدين، التي وصلت حدّ سحب السفير الجزائري من الرباط في يوليو/حزيران 2021.

وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها لموقع “المغرب إنتليجنس“، على أن العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغربي، من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تُقلق بشدة كل الفاعلين في العالم الإسلامي.

الأردن قدّم خارطة طريق واضحة

ولفتت المصادر، إلى أنّ وساطة الأردن على عكس الوساطات السابقة، حيث اقترح الملك عبد الله الثاني خارطة طريق تتكشف عبر عدة مراحل، تضمنت ضرورة إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي دفنه النظام الجزائري نهاية أكتوبر 2021.

ونوّهت المصادر إلى أن الأردن هدف إلى إقناع الجزائر برفع الحظر عن صادرات الغاز الطبيعي إلى إسبانيا عبر المغرب، في حين أنه على المغرب استئناف مسيرة التعاون الاقتصادي مع الجزائر مع الاستفادة من بعض الامتيازات، مثل: الأسعار التفضيلية المرتبطة بمرور الغاز الطبيعي عبر التراب المغربي.

خط الغاز المغاربي الاوروبي

كما طرحت وساطة الملك عبدالله الثاني إمكانيةَ أن تستعيد الجزائر ريادتها في سوق الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية وفي سوق جنوب أوروبا، حيث تعمل قطر والولايات المتحدة على استبدالها بصادراتها من الغاز الطبيعي المسال.

محادثات مباشرة بشأن الصحراء

وكشفت المصادر أيضاً، أن الملك عبد الله الثاني اقترح إجراء محادثات صريحة ومباشرة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا بشأن الخلافات المتعلقة بنزاع الصحراء الغربية.

شارك هذا الموضوع

One Comment

  1. غزاوي 20 ديسمبر، 2022 at 4:20 م - Reply

    مجرد تساؤل.
    هل الجزائر تمارس الجعجعة !!!؟؟؟
    إطلاقا ولم يعهد عليها أحد ذلك. وإن قالت فعلت، وعليه فكل من أراد التحرش بها فليستعد لردها، لأن مقابل السيئة لديها بعشرة أمثالها.
    كثير من المنابر الإعلامية تناقلت هذا الوهم منذ وقبل زيارة الملك عبد للجزائر.
    والغريب أن كل مسؤول يحل بالجزائر تحل معه هذه الدعاية المأجورة.
    وعدم صحتها وعدم مصداقية مصدرها تكمن في تصريح المسؤولين الجزائريين.
    فلا وساطة مع المغرب “لا أمس ولا اليوم ولا غدا” ولا وساطة مع اسبانيا إلا ” بعيد رحيل حكومة سانشيز”.
    فضلا أن كل ما كان يصدر للمغرب وإسبانيا تم تحيله لإيطاليا وألمانيا وفرنسا وسلوفينيا، ولم يبقى للطماعين سوى غاز الكيان والأمريكان.
    قال شاعر ثورتها مفدي زكريا:
    واذكر الجزائر وأصغى إن ذُكر اسمها**** تجد الجبابرة ساجدين ركّعا.
    وقال إمامها عبد الحميد بن باديس.:
    مَن كَـان يَبغـي وَدَّنَــا***فَعلى الكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
    أو كَــانَ يَبْغـي ذُلـنـا***فَلهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
    وقال عنتر بن شداد كأنه يتكلم بلسانها:
    أثني علي بما علمت فإنني****سمح مخالطتي إذا لم أظلم.
    فإذا ظلمت فإن ظلمي باسل****مر مذاقته كطعم العلقم.

Leave A Comment