محمد العيسى: لا يوجد نص يمنع التهنئة بالكريسماس.. وعثمان الخميس يرد (فيديو)

وطن- أثار الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، جدلاً بفتواه التي أجاز فيها تهنئة غير المسلمين بالكريسماس، رغم تحريم المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة لهذا الأمر لعقود، قبل صعود ولي العهد محمد بن سلمان لسدة الحكم.

محمد العيسى يجيز تهنئة المسيحيين بالكريسماس

وفي حديث له خلال برنامج “في الآفاق” على شاشة “إم بي سي”، قال محمد العيسى، إنه لا يوجد نص شرعي يمنع تهنئة غير المسلمين بالكريسماس وغيره من الأعياد، “لخدمة سمعة الإسلام والتعايش”، حسب وصفه.

وأوضح العيسى: “قلنا بأن هذه التهاني لا تعني القبول بالدين وصدر بجوازها فتاوى لعلماء كبار في العالم الإسلامي ولا يجوز الاعتراض على أي مسألة تتعلق باجتهاد شرعي”.

وتابع: “الاعتراض فقط على المسائل المجمع عليها إجماعا قطعيا وليس ظنيا.. وحتى لا أطيل ليس هناك نص شرعي يحرم هذه التهاني وكل ما يتعلق بها سواء المانع أو المجيز كلها اجتهادات”.

وأضاف محمد العيسى: “وقلنا بأن أهل الكتاب كانوا على عهد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولهم أعياد والموضوع متروك. وأوضحنا بأن ما تركه الرسول ومثله لا يكون إلا قربة لله تعالى بإجماع العلماء.. فالترك هنا يدل على التحريم أما إذا كان من المباحات فالترك يدل على الإباحة”.

وذهب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إلى أنّ الوضع المعاصر يتطلب ذلك بإلحاح، وهذا يخدم سمعة الإسلام وفيه مصلحة ظاهرة، حسب زعمه.

واستطرد عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، أن “القاعدة الشرعية تقول لا يلغي المصلحة المتيقنة ـ وهي هنا تهنئتهم إلا المفسدة المتيقنة وهي تأثير التهنئة على الدين ـ وهذا ليس متفق عليه وبالتالي ليس هناك مفسدة متيقنة”.

وأكمل محمد العيسى: “وخذ أيضا أهل الكتاب يعلمون أن الإسلام يبيح أكل طعامهم وذبائحهم ولا يبيح طعام غيرهم.. لماذا لأنهم أهل كتاب.. هل هذا يعني الإقرار بدينهم.. أكلنا ذبائحهم لأنهم أهل كتاب ولم نأكل ذبائح غيرهم لأنهم ليسوا أهل كتاب”.

وقال: “ثم على رأي من يفتي بأنه على أقل الأحوال هذه التهنئة محرمة فالقاعدة الشرعية تقول ما حرم سدا للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة.. وإذا قلت هذا محرم لذاته رأسا قلنا لك هذا في اجتهادك، وبهذه التهنئة نحن لا نزكي دينهم فالمنطق يفرض عليك أن تفهم العكس وهي أنهم إذا قاموا بتهنئتنا بعيدنا فإنهم يزكون الإسلام كمعتقد هل هذا صحيح؟!”.

محمد العيسى يكشف حقيقة ظهوره مع شعار المثليين جنسيا (فيديو)

وأوضح محمد العيسى من وجهة نظره، أن “الهدف من هذه التهاني كما قلنا هو تعزيز التعايش والوئام في عالم هو اليوم أحوج ما يكون لذلك .. وبحسب القاعدة الشرعية قادعة الترجيح بين المصالح والمفاسد.. ما هي النتائج المترتبة على امتناع المسلمين لوحدهم من تهنئة الغير بأعيادهم.. وما الأثر السلبي على مصلحة وسمعة الأقليات الإسلامية التي تمتنع وحدها عن تبادل هذه التهاني مع مجتمعاتها الوطنية وبالتالي تنعزل عن تلك المجتمعات”.

شيخ الأزهر أحمد الطيب يتبنى ذات الرأي

وفي السياق ذاته، أعادت تهنئة شيخ الأزهر الشريف بمصر أحمد الطيب، لقياداتٍ كنسية والمسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد، الحديث مجدداً عن “الحلال والحرام” في تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وسط تمسّك دعاة آخرين بتحريم ذلك، وتشديدهم على أنه أمر يخالف شريعة الإسلام.

وهنّأ الطيب القيادات الكنسية والمسيحين بأعياد الميلاد، وقال عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي: “أهنئ إخوتي وأصدقائي الأعزاء البابا فرنسيس ( بابا الكنيسة الكاثوليكية) والبابا تواضروس (بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية) ورئيس أساقفة كانتربري، الدكتور جاستن ويلبي، وبطريرك القسطنطينية ، برثلماوس الأول، وقادة الكنائس، والإخوة المسيحيين في الشرق والغرب بأعياد الميلاد”.

عثمان الخميس يُحرّم الاحتفال بالكريسماس والتهنئة به

بينما أصدر الداعية الكويتي الشهير عثمان الخميس، فتوًى يقول فيها: إنه “لا يجوز تهنئة غير المسلمين على عيد ديني”.

وشدّد عثمان الخميس، على أنّه لا يجوز تهنئة غير المسلمين بأي عيد ديني، لأنّ ذلك يخالف صلب العقيدة، ولا يعتبر هذا تشدّداً، لأن البر لأهل الكتاب موجود في كل الأمور الدنيوية، أما فيما يخص الأعياد الدينية فهذا غير جائز.

وضرب بالمثل، بأنّه لا يمكن مثلاً أن “نشرب الخمر أو نأكل الخنزير حتى لا يقال عنا متشددين.. هذا دين .. هذه عقيدة”.

جدل الاحتفال بالكريسماس

جدير بالذكر، أنه منذ أيام تضجّ مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تتحدث عن “الحلال والحرام” فيما يتعلق بتهنئة غير المسلمين بأعيادهم، وانقسمت الآراء بين مؤيد لذلك، ومعارِض “يحرّم” الأمر.

وجاء هذا الجدل تحديداً، مع نشر شخصيات عامة ونجوم ومشاهير، أمثال النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزي، صوراً توثّق احتفاله بالكريسماس رفقة أسرته.

السعودية بين تحليل وتحريم الكريسماس

ويشار إلى أن المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة العربية السعودية ظلت لعقود تحرّم تهنئة غير المسلمين بأي عيد ديني، ومن بينها “الكريسماس”.

وسبق أن أكّد المفتي العام السابق للسعودية الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ، في فتوًى رسمية، أنّ المشاركة فى احتفالات أعياد الميلاد تعدّ تأييداً لما يحدث فيها من تعظيم “الصليب” وارتكاب الأمور المحرمة.

وقال في فتواه المشار إليها، والتي صدرت قبل سنوات: “أعياد الميلاد،، أعياد تقوم على تعظيم الصلبان وعلى كلمات سيئة من جعل عيسى عليه السلام رباً أو ابناً لله ثالث ثلاثة.. وهي أعياد تقوم على أمور محرمة تنافى الإسلام والعقيدة الصحيحة”.

وشدّد أنّه “على المسلم الحذر من هذه الأمور والبعد كل البعد عنها ، لأن ذلك يتنافى مع تحريم موالاة المشركين والمسلم يراقب الله ويتقيه ويخافه فى كل أموره”.

كما سبق أن صرّح الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، المستشار السابق بالديوان الملكي، وعضو هيئة كبار العلماء السابق، بأنّ السفر من أجل حضور أعياد الميلاد “الكرسميس” خطأ، وهو بمثابة إظهار تأييد لغير المسلمين، ويعتبر تصديقاً بما هم عليه أو نحو ذلك.

وقال، إن ذلك “لا ينبغى ، ولكن يمكن أن نقابلهم مقابلة مجاملةً فى حال الاضطرار كأن يكون بيننا وبينهم مقابلات أوبيننا وبينهم ورش عمل أونحو ذلك فيمكن أننا نعطيهم من المجاملات مايمكن أن يكون سببا من أسباب وجود التعاون المخلص بيننا وبينهم”.

وقال في إجابة على حكم سؤال سابق وردّه عن حكم مشاركة المسلمين مع أهل الكتاب فى أعيادهم “كالكرسميس” وعيد رأس السنة وما يتعلق بهذا كله: “مجموعة من أهل العلم تحدثوا وقالو بأن هذا لا يجوز لأنه تأييد لهم لما هم عليه من باطل، ولكن إذا كان الأمر فيه شيء من المجاملات بحيث أن أحدهم جاء إلى مسلم وهو زميل له فى عمله ونحو ذلك، وعلى كل حال أعطاه تحية فيها شيء من الدبلوماسية”.