ملك الأردن يحذر من أمر قد يؤدي لانهيار: لن تستفيد منه إسرائيل ولا فلسطين
وطن– حذر ملك الأردن عبدالله الثاني من “خطوط حمراء” في القدس مع تولي الحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة السلطة، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو.
وفي حديث له مع “CNN“، نبّه الملك عبدالله الثاني بن الحسين، من أنّه إذا حدثت “انتفاضة ثالثة” فستؤدي إلى انهيار كامل للقانون والنظام لن يستفيد منه الإسرائيليون والفلسطينيون على حد سواء.
ضغوط من أجل تغييرات في وصاية الأردن على الأماكن المقدسة
وقال الملك عبدالله الثاني لمراسلة “سي إن إن” بيكي أندرسون، في مقابلة حصرية بُثّت، الأربعاء، إن هناك “قلقاً” في بلاده بشأن أولئك الموجودين في إسرائيل الذين يحاولون الضغط من أجل تغييرات في وصايته على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية المحتلة من قبل إسرائيل، محذّراً من أنّ لديه “خطوطاً حمراء”.
وأردف العاهل الأردني: “إذا أراد الناس الدخول في صراع معنا، فنحن مستعدون تمامًا وإذا أراد الناس دفع هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك”.
السياسة الإسرائيلية المتطرفة
ومن المتوقّع أن تكون الحكومة المقبلة للزعيم الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، وتضمّ شخصيات مثيرة للجدل كانت تعتبر ذات يوم على هامش السياسة الإسرائيلية المتطرفة.
وقد تسبّب هذا في مخاوف بشأن احتمال تصعيد العنف الإسرائيلي الفلسطيني ومستقبل علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب وحلفائها الغربيين.
وقال الملك عبد الله: “يجب أن نقلق من اندلاع انتفاضة قادمة، وإذا حدث ذلك ، فهذا يعني انهياراً كاملاً للقانون والنظام ولن يستفيد منه الإسرائيليون ولا الفلسطينيون”.
وأضاف: “أعتقد أن الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون معنا على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك. هذا موضوع حساس وقابل للاشتعال، وإذا ما حصل ذلك، فلن نستطيع تخطيه في المستقبل القريب”.
استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية
وبحسب “سي إن إن”، فقد “استولت إسرائيل على القدس الشرقية من الأردن في حرب عام 1967 لكنها وقعت معها معاهدة سلام عام 1994 اعترفت بموجبها رسميًا بدور الأردن الخاص في الأماكن المقدسة بالمدينة”.
لكن العلاقة بين الاثنين كانت مضطربة منذ ذلك الحين، حيث اتهم الأردن إسرائيل بانتظام بانتهاك الاتفاق الذي منحها السيطرة على المواقع، ومنع غير المسلمين من الصلاة هناك.
وظلّ النظام الملكي الأردني الهاشمي هو الوصي على الأماكن المقدسة في القدس منذ عام 1924، ويعتبر نفسه ضامنًا للحقوق الدينية للمسلمين والمسيحيين في المدينة.
ويعدّ “إيتمار بن غفير” أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وتولّى وزارة الأمن القومي والسيطرة على الشرطة، بما في ذلك إنفاذ القانون في الأماكن المقدسة في القدس.
ووفق التقرير، فإن “بن غفير” له تاريخ طويل في التحريض على العنف ضد الفلسطينيين والعرب. وقد أدين بالتحريض على العنصرية ضد العرب ودعم الإرهاب، ودعا صراحة إلى تغيير الوضع الراهن في الأماكن المقدسة.
ملك الأردن: نحن نعيش في منطقة صعبة
وقال الملك عبد الله حول آرائه بن غفير وغيره من المتشددين: “ستجدين دوما أشخاصا يحاولون الدفع باتجاه ذلك، وهذا مصدر للقلق. ولكن لا أعتقد أن هؤلاء الأفراد تحت أنظار الأردن فقط، بل هم تحت أنظار المجتمع الدولي. كما تعرفين، وكما نعرف ونقول دوما، نحن نعيش في منطقة صعبة وهذا أمر اعتدنا عليه”.
وأضاف: “إذا أراد جانب ما أن يفتعل مواجهة معنا، فنحن مستعدون جيدا. ولكن أود دوما أن ننظر إلى النصف الممتلئ من الكأس، وفي المقابل، لدينا خطوط حمراء، وإذا ما أراد أحد تجاوز هذه الخطوط الحمراء، فسنتعامل مع ذلك، ولكن ندرك أن الكثير من الجهات في إسرائيل تشاركنا القلق”.
ورفض الملك الأردني توضيح كيف سيكون رد الأردن على التغييرات في وضع الأماكن المقدسة، وقال: “في نهاية المطاف، للشعب الإسرائيلي الحق في اختيار من يريد أن يقودهم سنعمل مع أي شخص وكل شخص طالما أننا نستطيع أن نجمع الناس”.
وكان الأردن ثاني دولة عربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد مصر، وتلا ذلك مؤخراً تطبيع الإمارات والبحرين والسودان مع الاحتلال، بإيعاز إماراتي ورعاية أمريكية قادها الرئيس السابق دونالد ترامب.
تطلعات ملك الأردن لعام 2023
وردّاً على سؤال حول تطلعاته لعام 2023 بالنسبة للمنطقة، قال الملك عبد الله، إن الشعوب تودّ المُضيّ قُدماً في حياتها، وأن تشعر بوجود الفرص.
مشيراً إلى أهمية التركيز على الاعتماد الاقتصادي المتبادل، عِوضاً عن النظر إلى السياسة كحل لجميع المشاكل.
وتابع العاهل الأردني في حديثه لـ”سي إن إن”، أن هذه “قضايا علينا التعامل معها جميعا، أردنيين وفلسطينيين وإسرائيليين، وأعتقد أن التكامل الإقليمي سيمكننا من كسر الحواجز”.