مرح إسماعيل.. قصة كفاح مهاجرة سورية أوصلتها للقمة في السويد
وطن– تتواصل نجاحات اللاجئين السوريين في أوروبا على كافة الصعد يوماً بعد يوم رغم الظروف الصعبة التي عايشوها، وتداولت وسائل إعلام ومواقع سويدية مؤخراً قصةَ نجاح لشابة سورية تُدعى “مرح إسماعيل”، التي تم اختيارها لجائزة أفضل رائدة أعمال شابة في السويد لعام 2022.
تركت دراستها الجامعية في دمشق وبدأت حياة مهنية جديدة بالسويد
وروى موقع “المهاجرون الآن” المتخصص بأخبار الهجرة واللجوء، قصةَ الشابة التي لجأت إلى السويد قبل 7 سنوات وكانت بعمر التاسعة عشر وقتها.
وبحسب الموقع، عاشت “مرح” التحديات والأزمات التي واجهت بلدها في سوريا خلال العقد الماضي، فهي مثل العديد من الشباب السوري أثّرت به الأزمة السورية على الصعيد المادي، والمعنوي، والاجتماعي.
وكانت نقطة البداية لمرح إسماعيل في رحلة لجوئها، عندما قررت أسرتها اللجوء إلى دولة السويد، فتركت دراستها الجامعية في قسم الجيولوجيا جامعة دمشق، على أمل أن تُكمل دراستها في بلدها الثاني السويد، الذي وصلته وأمضت التسعة الشهور الأولى في انتظار الإقامة.
حاجز اللغة والحاجة للإقامة
وأردف التقرير أنّ مرح واجهت في البداية كثيراً من التحديات، وكان من أبرزها حاجز اللغة، وحاجتها إلى الإقامة الدائمة لكي تستأنف دراستها الجامعية.
ولكن هذه المرة وبعيداً عن علم الجيولوجيا، اختارت مرح دراسة اقتصاد الشركات والمحاسبة، فهي تملك طموحاً جامحاً في دخول عالم الاقتصاد والشركات.
فأنجزت ما تطمح له بعد حصولها على الشهادة الجامعية، لتدخل سوق العمل، من خلال انخراطها في العمل لدى إحدى الشركات المتخصصة في مجال إعادة تدوير السيارات.
ولفت التقرير إلى أنّ مساندة أسرة الشابة الناجحة ودعمهم لها، مكّنها من خوض هذه التجرِبة، وباشرت العمل في شهر شباط 2021 مع شركة “دين بلسكروت”، التي يتركز عملها في إعادة تدوير السيارات من خلال استقبال السيارات المتهالكة وغير القابلة للاستخدام في السير، حيث تمرّ السيارات التالفة بعد مرحلة الاستلام بالعديد من المراحل والخطوات، من تفريغها من المواد الخطرة على البيئة وثم إعادة فحص القطع القابلة للاستخدام، إلى أن تصبح قابلة لإعادة التدوير والتعدين.
بعد تجربة قاسية.. اللاجئة السورية ديما الأكتع تتصدر قائمة المؤثرات عالميا
وتسعى الشركة جاهدة لضمان مستقبل مشرق لأطفال السويد، من خلال إعادة تدوير السيارات القديمة وتفكيك قطع غيار السيارات القابلة لإعادة الاستخدام وإزالة الزيوت والمواد الخطرة الأخرى في البيئة.
وروت الشابة السورية لمنصة المهاجرون الآن: “أن الشركة تحاول في عملها اتخاذ خطوات تساهم في الحفاظ على البيئة، بعيداً عن التلوث، وذلك عن طريق إعادة تدوير السيارات، واعادة استخدام قطع الغيار التي تعمل جيداً، وبالتالي نحن نساهم بدورنا في تخفيض التلوث البيئي من خلال تقليل استخدام الطاقة والحفاظ عليها”.
وحول الجائزة التي حصلت عليها مرح كأفضل رائدة أعمال شابة في السويد لعام 2022، قالت، إنّ الجائزة قُدّمت من قبل عدة منظمات سويدية وأوروبية، وأبرزها “نيفوريتاجاكيتروم”و “فورتنكس” و”كيتي بنك” المنتشرة ضمن 230 بلدية سويدية.
وأضافت الشابة أنّ المنظمات الداعمة للجائزة عملت قبل الدخول في المنافسة، على توفير المعلومات للشباب الذين يريدون بدء شركاتهم،
وكشفت أنّها لم تكن على علم بترشيحها لهذه الجائزة، وكان الشعور صادماً وجميلاً عندما تمّ التواصل معها واختيارها كأفضل رائدة أعمال شابة في السويد لعام 2022.
وحول سر نجاحها وإن كان يعود في جزء منها لكونها امرأة مهاجرة في السويد، قالت مرح إسماعيل، في لقاء مع موقع “اكتار” المتخصص بأخبار السويد، إنها لم تحصل على أفضلية أو تمييز كبيرين بسبب كونها امرأة مهاجرة، فقد كان جميع من معها في برنامج رواد الأعمال يحصلون على المزايا نفسها.
شام.. طفلة سورية “معجزة” تبهر العالم في “تحدي القراءة العربي”
لكن إن أرادت -حسب قولها- أن تكون منصفة، “فقد حصلت على تشجيع وحماسة إضافيين لأنني امرأة، بغض النظر عن كوني مهاجرة. فالواقع في السويد أنّ أصحاب الأعمال عموماً من الذكور، والسياسة السويدية تدفع نحو المساواة وتسهيلها وتمكين المرأة. من هنا قد أكون حصلت على تشجيع إضافي لكوني امرأة”، بغض النظر عن كونها مهاجرة أم لا.
وبدأت جائزة رواد الأعمال الشباب في عام 2021، بهدف تشجيع الابتكار والإبداع بين الشباب.
ويبلغ إجمالي قيمتها 50000 كرونة سويدية، حيث يحصل المركز الأول على 25000، والمركز الثاني 15000، والمركز الثالث على 10000 كرونة، حسب موقع “dinbilskrot“.