الانجليز غيروا اعلام ساحل الخليج المتصالح وحذفوا آية (ونصر من الله وفتح قريب) من علم الشارقة ورأس الخيمة!
وطن- في ١٩ فبراير من عام ١٩٥٨ وجه حاكم إمارة ابو ظبي، شخبوط بن سلطان آل نهيان رسالة للمقيم السياسي البريطاني في البحرين رونالد بورس، يستأذنه فيه بتعديل علم إمارة ابو ظبي وذلك بإضافة مستطيل ابيض اللون لزاويته العليا الجانبية ضمن خلفيته الحمراء حيث كان احمر اللون بالكامل سابقا، وأرسل له بصورة عن العلم القديم وصورة عن التعديل الجديد عليه.
وكانت بريطانيا قد اعترضت في السابق على تغيير سابق لعلم امارة ابو ظبي حين اراد حكامه تغييره من اللون الاحمر الى اللون الأخضر.
وقد وافق المقيم السياسي البريطاني على هذا التعديل الجديد.
العجيب ان هذا التعديل كان مقاربا للعلم الذي فرضه الانجليز عبر شركة الهند الشرقية على امارات الساحل ومنها ابو ظبي عام ١٨٢٠ بعد ان قام الانجليز بضرب رأس الخيمة، فاستسلمت امارات الساحل خوفا من هذا المصير، فوقعت على اتفاقية الحماية والمعاهدة البحرية عام ١٨٢٠، ومن خلالها فرض الانجليز على حكامها تغيير اعلامهم في البر والبحر، حيث اجبرتهم كنوع من الاستسلام وفرض الطاعة على وضع اللون الأبيض في أعلى اعلامهم الحمراء والتي كانت امارات الساحل تشترك فيه.
كان يوم ١٨٢٠/١/٨ يوما حزينا على ساحل الخليج والجنرال البريطاني وليام كير قرانت يقوم بانزال اعلام امارات الساحل لوضع الاعلام الجديدة المفروضة، لكن في الشارقة وراس الخيمة كان الأمر يختلف فقد كان يوم مناحة شهده اهالي الامارتين، فعلمهم لم يكن عاديا ولطالما اعتزوا به، فهو المزين بالآية الكريمة (ونصر من الله وفتح قريب) واللون الاخضر، والذي طوي الى الأبد ليستبدل بالعلم البريطاني المفروض.
اما إمارة الفجيرة والتي لم تعترف بها بريطانيا آنذاك فقد احتفظت بلون علمها الأحمر كاملا.
وكان الانجليز يطلقون عليها قبل التعديل باعلام العرب الدموية الحمراء إشارة للقرصنة في البحار وقطع الطريق والنهب في البر.
الدبلوماسي البريطاني مارك سايكس الذي قسّم بلاد العرب وصمّم أعلامهم هكذا نعتهم بأبشع العبارات العنصرية “أقزام بقلوب ثعالب”!
وفي عام ١٩١٤ قام المقيم السياسي البريطاني في بوشهر ستيوارت جورج نوكس بتعديل على العلم الكويتي.
وفي ثلاثينات القرن الماضي امروا حكام البحرين بتعديل علمهم، وقد صدم المسؤول البريطاني الذي جاء للبحرين لمعاينة العلم فوجده يختلف تماما عن الشكل الذي أرسله المكتب الهندي التابع للتاج البريطاني لحكام الإمارة حيث وجده قد صبغ بصبغة محلية رديئة وعلى قماش رخيص بحيث ظهر لونا آخر غير اللون المرسل.
وفي عام ١٩٧٥ امر حاكم الشارقة سلطان القاسمي بإنزال ما يقارب تصميم هذا العلم من جميع مباني الإمارة معتبرا فرضه في ما مضى من قبل بريطانيا كان اهانة بحق كل سكان الشارقة، وقد سبق في عام ١٩٠٧ ان اعترض قواسم الشارقة على رفع نفس العلم، حين طلب منهم بيرسي كوكس رفعه على سفنهم.
