اختفاء مريب وغامض لوائل غنيم منذ عودته لمصر بعد اتفاق مع جهة أمنية

وطن- أثار الاختفاء الغامض والمريب للناشط المصري الشهير وائل غنيم، منذ عودته إلى مصر في سبتمبر الماضي، بعد اتفاق مع جهة أمنية رسمية، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل وتساؤلات عن مصيره.

اختفاء غامض لوائل غنيم بعد عودته لمصر

ويشار إلى أن آخر ظهور لوائل غنيم كان من خلال تغريدة له على حسابه الرسمي بتويتر، نشرها يوم 10 سبتمبر 2022 في أثناء وصول طائرته لمطار القاهرة ودخوله مصر.

https://twitter.com/Ghonim/status/1568581181100408833?s=20&t=tj4onNJBggIjk8OHu8xPng

اختفاء غامض لوائل غنيم بعد عودته لمصر

وقال “غنيم” في التغريدة التي رصدتها (وطن) وقتَها، وأرفق بها صورة لتذكرة عودته على متن الخطوط الجوية المصرية: “الحمد لله على لطفه وكرمه.. وصلت مصر في زيارة عائلية لأسرتي وسعيد بالتواجد وسط أهلي وأصدقائي وأحبابي”.

وتابع: “شكرا على كل رسائلكم الجميلة وربنا يباركلكم على حبكم واحترامكم وتفهمكم”.

ومنذ هذا التاريخ وهذه التغريدة، لم يظهر وائل غنيم مرة أخرى، كما لم ينشر أيّ تصريحات على أيٍّ من حساباته على مواقع التواصل.

الأمر الذي أثار ريبة وقلق العديد من متابعيه، وكثرت التساؤلات عبر مواقع التواصل عن مصيره.

وفي هذا السياق، تساءل الكاتب المصري البارز جمال سلطان: “هل لدى أحد أي معلومات عن الناشط وائل غنيم، كانت آخر تغريدة له على تويتر قبل حوالي أربعة أشهر في 10 سبتمبر 2022”.

وتابع: “وكان على الطائرة عائدا للقاهرة بعد اتفاق مع جهات أمنية رسمية، ونشر صورة بطاقة الوصول لمطار القاهرة واختفى بعدها تماما وانقطعت أخباره.. هل هناك أي معلومة عنه؟”.

https://twitter.com/GamalSultan1/status/1609123287266742273?s=20&t=XwP_QCesoE6cU04n5ktOnw

وما زاد القلق هو عدم وجود أيّ ردٍّ من وائل أو حتى أسرته، على هذه التساؤلات من قبل جمهوره ومتابعيه.

وقال الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل: “حد يطمنا على وائل غنيم”.

https://twitter.com/haythamabokhal1/status/1606404309415088130?s=20&t=fNYKnAce76iZPvQvA7fs8w

عودة وائل غنيم لمصر سبقتها عودة حمزة نمرة

وكانت مواقع التواصل قد ضجّت في سبتمبر الماضي، بخبر عودة الناشط المصري البارز وائل غنيم للبلاد، عقب غياب استمر 9 سنوات؛ حيث كان “غنيم” يهاجم نظام السيسي من الخارج لفترة قريبة.

ووقتها، قوبل إعلان “غنيم” عودتَه لمصر بردود فعل متباينة بين النشطاء المصريين، فمنهم من هنّأه بالعودة وتمنّى له حظاً طيباً، فيما انتقد آخرون هذه العودة، متسائلين عن تفاصيل ما وصوفها بالصفقة التي عقدها مع نظام السيسي مقابل هذه العودة.

وائل غنيم
وائل غنيم

جدير بالذكر أيضاً، أنّ عودة وائل غنيم لمصر، تأتي عقب عودة مماثلة للفنان المصري حمزة نمرة، والذي كان محسوباً في صفوف المعارضين أيضاً لسنوات، وكان يعيش خارج مصر.

ويوم 8 أغسطس الماضي تحديداً، نشر حمزة نمرة عبر حسابه الرسمي بتويتر، صورة له من الإسكندرية، كشف بها عن عودته لمصر.

https://twitter.com/HamzaNamira/status/1556675712072966144?s=20&t=crqrJ8b1ZEJ2DQHtLEclNA

وانتقد ناشطون وقتَها، تبدّل موقف حمزة نمرة من معارضة النظام لسنوات، إلى محاباته الآن، حتى أنّ معظم أغانيه في الفترة الماضية كانت تنتقد النظام والظلم في مصر، متسائلين عن سبب التحوّل المفاجئ في موقفه.

وكانت بدايات إشارة حمزة نمرة إلى تخليه عن مبادئه ومعارضته للنظام، هي موافقته على إحياء حفل في الرياض، في يونيو الماضي تحت رعاية تركي آل الشيخ.

ويبدو بحسب محللين، أنّ هناك كثيراً خلف الكواليس بشأن عودة المعارضين المصريين في الخارج.

من وائل غنيم؟

ويشار إلى أنّ “وائل سعيد عباس غنيم سالم دغيدي”، هو مهندس برمجة مصري، حاز شهرةً واسعة في العام 2011، أيام ثورة يناير والإطاحة بنظام حسني مبارك، وكان ينظر له على أنه أحد رموز ثورة يناير.

وأيّد “غنيم” في 2013 أيضاً انقلاب السيسي على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، الرئيس الراحل محمد مرسي.

وشأنه شأن كثيرين من مؤيدي انقلاب السيسي -مثل محمد البرادعي الذي عرف حقيقة السيسي بعد الانقلاب ولكن الوقت كان قد فات- سافر غنيم خارج البلاد إلى أمريكا بعد اكتشافه أنّ العسكر قد خدعهم مرة أخرى تحت قيادة السيسي.

وبدأ وائل غنيم في معارضة نظام السيسي من الخارج، ومهاجمته بطرق كثيرة، ووصل الأمر به أحياناً لسبّ النظام ورئيسه والتلفّظ بألفاظ بذيئة على الهواء، وانتهج أيضاً خطّاً معارضاً لجماعة الإخوان.

ومؤخراً، وبعد سنوات من هجومه على النظام المصري وسبّه السيسي ليلَ نهار، انقلب وائل غنيم فجأة، وعاد لتأييد النظام (والتطبيل) له، بحسب وصف نشطاء.

ليأتيَ بعد ذلك أمر عودته لمصر بعد 9 سنوات من الغياب، بموجب اتفاق مع جهات أمنية رسمية وسيادية في مصر.

وعاد وائل غنيم بالفعل لمصر في سبتمبر الماضي، إلا أنّه اختفى تماماً منذ هذا التاريخ ولا تُعرف معلومة عن مصيره أو مكان تواجده.

ويطالب العديد من النشطاء والحقوقيين الآن، السلطات المصرية، بالكشف عن مصيره في ظلّ اختفائه المريب هذا.

Exit mobile version