وطن– نحن نستعمل البهارات بشكل يومي تقريبًا، وما من مطبخ في العالم إلا يحتوي على أنواع عديدة من البهارات، لكن لا أحد يعرف بوضوح فوائدها. كما لا يقتصر وجود التوابل على إضفاء النكهات اللذيذة على أطباقنا، وإنما أيضًا لإفادة أجسامنا. لكن أيًا منها تختار؟
في هذا السياق، نشرت مجلة “ماري كلار” الفرنسية، تقريرًا تحدثت فيه عن أهمية البهارات وفوائدها على صحة الإنسان الجسدية والعقلية.
ومن بين جميع البهارات الموجودة، فهناك بعض التوابل المليئة بالمنافع الصحية. إذن ما هي وكيف يمكنك التمتع بفوائدها؟ فيما يلي استعرضت ليزا مارلي وأرينا كوزمينا، المتخصصتان في مجال التغذية أسرارَ بعض البهارات.
5 فوائد صحية لا تصدق للفلفل الأسود
الكركم لمحاربة الالتهاب والألم
يصبغ الكركم أطباقنا بلونه الذهبي. لكن هذه ليست قوته الوحيدة، فهو أيضًا مسكّن قوي ومضاد للالتهابات. وجدت دراسة نُشرت في عام 2020 في مجلة BMJ Open Sport & Exercise Medicine، أن أحد الأشحاص المُصابين، الذي استعمل الكركم شهِدَ تحسّنًا في الألم والوظيفة الجسدية مقارنةً بالعلاج الوهمي لمرض هشاشة العظام.
وفقًا لنتائج البحث، فإن الكركمين هو المكون الرئيسي للتوابل الطبية، كما له خصائص مضادة للالتهابات مماثلة لتلك الموجودة في العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات. وخلص الباحثون إلى أن “استهلاك الكركم الخاضع للرقابة قد يكون إضافة مفيدة لنظام العلاج للمرضى الذين يعانون من التهاب مفاصل الركبة”.
تعرف على أغلى أنواع البهارات في العالم
كن حذرًا -مع ذلك- كي لا تسيء استخدامه. لأنه عند تناول جرعات عالية، يمكن أن يكون الكركم -من خلال جزئه النشط الرئيسي الكركمين- سامًا، خاصة بالنسبة للكبد.
ولكن، كيف ندمج هذه التوابل في وصفاتنا؟ توضح أخصائية التغذية Arina Kuzmina: “لأن طعمها قوي نوعًا ما، أحب مزجها مع التوابل الأخرى ورشها على الدجاج أو الخضار قبل وضعها في الفرن”.
الزنجبيل بهارات كثيرة الفضائل
نحن نعرف خصائص الزنجبيل كمنشط جنسي، لكن هل تعلم أنّ له أيضًا العديد من الفوائد الصحية؟
تقول ليزا مارلي: “الزنجبيل غني بالمركبات المفيدة لجميع أنحاء الجسم”. من بين أمور أخرى، كشفت دراسة نُشرت في عام 2020 في المجلة المتخصصة Nutriments عن تأثيرات مشابهة لتأثيرات “الأدوية ضد الغثيان”.
لكن هذا ليس كل شيء. في حين أن مكملات الزنجبيل تقلل بشكل كبير من مستويات السكر في الدم في أثناء الصيام، وجدت دراسة نشرت عام 2015 في المجلة الإيرانية للأبحاث الصيدلانية، أن التوابل ساعدت في محاربة مستويات السكر في الدم وآلام الدورة الشهرية والتشنجات.
لتحقيق أقصى استفادة من فوائده، يمكنك مزج القليل من مسحوق الزنجبيل بالليمون والعسل والماء الساخن لإعداد المشروب المثالي لتدفئتك في الشتاء.
القرفة أم حليف ضد ارتفاع السكر في الدم
تعتبر القرفة أفضل صديق لصنع الكعك والحلويات المنزلية ومشروبات الشتاء الأخرى، وهي أيضًا مصدر لا ينضب من الفوائد الصحية.
وبالتالي، فهي تساعد على سبيل المثال في “الحفاظ على مستوى السكر في الدم، حيث يكون مستقرًا أكثر، وتزودنا بمستويات طاقة مستقرة وتمنع تقلب المزاج والتهيج”، بحسب ما شرحته Arina Kuzima. وبالتالي فإن استهلاكه ينظم ذروة السكر في الدم.
وفقًا لدراسة نشرت عام 2015 في مجلة Pharmacognosy Research، فإن للقرفة خصائص مضادة للميكروبات ومضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات. لكن الدراسة أكدت أيضًا على “أهمية هذه التوابل المستهلكة بانتظام فيما يتعلق بجهاز القلب والأوعية الدموية ونظام الدم والجهاز العصبي المركزي”.
كما يمكن دمجها في جميع أطباقنا تقريبًا؛ في البسكويت والخل والمنقوع والشاي والحليب المخفوق.
ملعقة صغيرة من الفلفل تكفي للتمتع بفوائده
في حين أن رشة واحدة من الفلفل الحار تكفي لإثراء طبقك بنكهة حارة ومنعشة، فإن تركيز الفلفل الحار له أيضًا العديد من الفوائد الصحية.
تقول Arina Kuzmina: “لحسن الحظ، لا تحتاج إلى إضافة الكثير من الفلفل الحار للحصول على جميع فوائده، فحتى ملعقة صغيرة تكفي للاستمتاع بمنافعه”.
إن محتواه من الكابسيسين هو الذي يعطي الفلفل الحار خصائصه الصحية. وفي الواقع، وفقًا للدراسات، فإن المغذيات النباتية الموجودة في الفلفل تقلل الالتهاب في الجسم وبالتالي لها تأثير وقائي ضد الأمراض المزمنة”. وفق خبيرة التغذية.
في المقابل، تجدر الإشارة إلى أنّ الاستهلاك المفرط للتوابل يسبّب الحموضة المعوية، ولذلك يجب استخدامها باعتدال.
وأخيرًا، تشير أرينا كوزمينا إلى أن “التوابل ممتازة عندما تكون طازجة، لكن البهارات المجففة تميل إلى أن تحتوي على تركيز أعلى من جميع العناصر الغذائية”.
وختمت المجلة بالقول، ينبغي ألا تحلّ هذه التوابل محلّ العلاج الدوائي. وبالمثل، تحقق دائمًا مع أخصائي الصحة من أن استهلاكها لن يعرّض صحتك للخطر (التداخل مع بعض الأدوية ومشاكل الجهاز الهضمي).
ما الفرق بين البهارات والأعشاب العطرية؟