دانيا أول فتاة سورية تعمل كـ”دي جي”:”لا أهتم بنظرة الرجال” (فيديو)
وطن- تمكنت الشابة السورية “دانيا فتح الله”، من كسر ما وصفته بحاجز الخوف من نظرة المجتمع، لتصبحَ أول فتاة تعمل “دي جي” وتحقّق شغفها الموسيقي في ريف دمشق، بينما انتقد البعض عمل دانيا والنساء بشكل عام في هذه المهنة، التي يرون أنها لا تليق بالمرأة ولا تناسبها.
و”الدي جي” هي مهنة تعتمد تنسيق الموسيقى، ويقوم ممارِسُها باختيار وتنسيق ومزج مجموعة أغانٍ مسجّلة ومقاطع موسيقية مع بعضها، بحيث تكون بسرعة إيقاع ثابتة، مع إمكانية إجراء تحريفات وإضافة مؤثرات صوتية إليها ثم بثها للجمهور.
الخوف من نظرة المجتمع دفعها لأن تعمل “دي جي”
وقال الشابة “دانيا فتح الله”، في لقاء مع الإعلامي “جعفر عبد الكريم“، من خلال برنامجه “جعفر توك”، على قناة “دويتشه فيله”، إنّ الخوف من نظرة المجتمع لهذه الفكرة دفعها لأن تعمل “دي جي”.
وأضافت أنّه من الأشياء التي تشعر بصعوبتها، هي نظرة الرجل لها “بأنها فتاة وتشغل الحفلة”. حسب وصفها.
وتبلغ دانيا من العمر 29 عاماً، وهي طالبة جامعية، لكنها تعمل منسقة موسيقى في الحفلات، وتطمح أن تكمل عملها في هذا المجال.
وبحسب التقرير، تمكنت دانيا بإصرارها من أن تقنع عائلتها بهذا العمل.
وأضافت: “لا يوجد ما يسمى هذا العمل مخصص للفتاة أو هذا العمل مخصص للشبان.. نظرة المجتمع تغيرت كما تغيرت نظرة عائلتها لهذا الحلم الذي بدأت تحقيقه”.
وتعتقد -كما قالت- أنّها جلبت ثقافة جديدة لهذه المنطقة، وهي تشجع كل الفتيات على تحقيق حلمهن مهما كانت الظروف صعبة والتحديات كبيرة.
وتابعت أول “دي جي” سورية: “يمكننا تغيير المجتمع بأي شيء نفكر به ونحلم به عن طريق تحقيقنا له”.
وأضافت: “عندما نترك بصمة بهذا المجال الذي اخترناه فهذا هو أكبر نجاح”.
ولم تدرس الشابة الموسيقى بشكل أكاديمي؛ حيث إنها خريجة كلية “رياض الأطفال”، كما قالت لـموقع ”سناك سوري”، لكنها تمتلك “حسّاً وذوقاً موسيقيين ”، أكسباها فرصة العمل في تنسيق الأغاني.
الموسيقى هروب من الواقع
وتعترف “دانيا” أنه لم يكن مألوفاً قبل سنوات رؤية فتاة تعمل “دي جي” حتى في الأعراس التي تقتصر على حضور النساء، كانوا يكتفون بجمع أغاني ووضعها على اللاب توب وربطها مع جهاز صوت.
غير أنّ ظاهرة الدي جي أصبحت مألوفة أكثر اليوم، وتحولت إلى مهنة يمتهنها كلٌّ من النساء والرجال على حد سواء.
وفرضت الظروف الراهنة على النساء السوريات تجربة مختلف أنواع المهن، بما فيها البناء والكهرباء والإمدادات الصحية وجلي البلاط والعمل على الجرارات وقيادة السيارات.
وبحسب دراسة لمجلة “المجلة السعودية“، فرضت ظروف الحرب في سوريا على كثير من النساء شكل حياة لم يكن مألوفاً أو مقبولاً في بيئاتهن، حتى اللواتي لم يكن مسموحاً لهن بالخروج من المنزل بتن اليوم معيلات لأسرهن.
وبحسب المصدر، فإن هذا التحوّل في ثقافة المجتمع، لم يلبث أن دعّمه واقع الحرب الجديد؛ حيث لم يعد العمل ثقافة وتطوراً وحقّاً، بل بات واجباً تفرضه الأوضاع المعيشية الصعبة في الداخل السوري.
وقد تعرّضت المرأة السورية لانتكاسات صعبة أثقلت حملها على مدار السنوات العشر الماضية، مع فقدان المنزل والمعيل من أب أو زوج أو أبناء، مروراً بالتشرد والنزوح ووصولاً إلى العمل في ظروف قاسية.