آمال “إسرائيل” من التطبيع تتحطم .. وسياحة الإماراتيين والبحرينيين شبه منعدمة! (تقرير)

By Published On: 4 يناير، 2023

شارك الموضوع:

وطن– نشرت وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، تقريراً كشفت فيه عن تدني عدد السياح الإماراتيين والبحرينيين عقب توقيع اتفاقات التطبيع، مما يكشف حدود هذه الاتفاقيات التي لا تتعدى الأنظمة الحاكمة في الدولتين.

وقال التقرير، إنه على مدى عامين منذ اتفاقات التطبيع، لم يكن التدفق المتوقّع للسياح من دول الخليج العربية إلى إسرائيل أكثر من القليل.

وأوضح أنّه على الرغم من تدفق أكثر من نصف مليون إسرائيلي إلى أبو ظبي ودبي، فإن 1600 مواطن إماراتي فقط زاروا إسرائيل منذ أن رفعت القيود المفروضة على السفر، بسبب فيروس كورونا العام الماضي.

سياح اسرائيليون في الامارات

سياح اسرائيليون في الامارات

عدد البحرينيين الذين زاروا إسرائيل قليل للغاية 

وحسبما قالت وزارة السياحة الإسرائيلية لوكالة أسوشيتيد برس، فإنها لا تعرف عدد البحرينيين الذين زاروا إسرائيل قائلة: إن “الأعداد صغيرة للغاية”.

وقال مرسي أبوالهيجاء، رئيس منتدى المرشدين السياحيين الناطقين بالعربية في إسرائيل: “لا يزال الوضع غريبًا وحساسًا للغاية. يشعر الإماراتيون وكأنهم ارتكبوا خطأ ما في المجيء إلى هنا”.

ولفتت الوكالة نقلاً عن خبراء قولَهم، إن نقص السائحين الإماراتيين والبحرينيين يعكس مشكلة صورة إسرائيل التي طال أمدها في العالم العربي، ويكشف عن حدود اتفاقيات التطبيع.

سعود صقر اماراتي زار إسرائيل لأول مرة في يونيو / حزيران في وفد عقب توقيع اتفاقات التطبيع

سعود صقر اماراتي زار إسرائيل لأول مرة في يونيو / حزيران في وفد عقب توقيع اتفاقات التطبيع

تراجع شعبية اتفاقات التطبيع بين الإماراتيين والبحرينيين

وبحسب التقرير، فإنّه حتى مع ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة من 11.2 مليون دولار في عام 2019 إلى 1.2 مليار دولار العام الماضي، تراجعت شعبية الاتفاقيات في الإمارات والبحرين منذ توقيع الصفقات، وفقًا لمسح أجراه معهد واشنطن لصالح مؤسسة إيست بوليسي، وهي مؤسسة فكرية أمريكية.

ووفقاً للمسح، فقد انخفضت شعبية الاتفاقيات في الإمارات العربية المتحدة، إلى 25٪ من 47٪ في العامين الماضيين، وفي البحرين، يؤيد 20٪ فقط من السكان، انخفاضًا من 45٪ في عام 2020.

قلة السياحة ستحوّل اتفاقات التطبيع لاتفاق خاص بالعلاقات الأمنية

ويقول مسؤولون إسرائيليون، إن السياحة الخليجية إلى إسرائيل جزء مفقود من شأنه أن يحوّل الاتفاقات إلى ما هو أبعد من العلاقات الأمنية والدبلوماسية، كما أن الزيارات السياحية من مصر والأردن، وهما أول دولتين توصلتا إلى سلام مع إسرائيل، غير موجودة تقريبًا.

مسؤولو السياحة الإسرائيليين سافروا إلى الإمارات الشهر الماضي في حملة تسويقية لنشر فكرة أن إسرائيل وجهة آمنة وجذابة

مسؤولو السياحة الإسرائيليين سافروا إلى الإمارات الشهر الماضي في حملة تسويقية لنشر فكرة أن إسرائيل وجهة آمنة وجذابة

وفي هذا السياق، قال السفير الإسرائيلي لدى الإمارات أمير حايك، في تصريحات للوكالة: “نحن بحاجة إلى تشجيع (الإماراتيين) على القدوم لأول مرة إنها مهمة مهمة”. مضيفاً: “نحن بحاجة إلى الترويج للسياحة حتى يعرف الناس بعضهم البعض ويفهمون بعضهم البعض”.

ونقلت الوكالة أنّ مسؤولي السياحة الإسرائيليين سافروا إلى الإمارات الشهر الماضي، في حملة تسويقية لنشر فكرة أن إسرائيل وجهة آمنة وجذابة.

وقالت الوزارة، إنها تستهدف الآن تل أبيب -المركز التجاري والترفيهي لإسرائيل- كقائد كبير للإماراتيين.

تردّد كبير بين العرب لزيارة إسرائيل

وقال وكلاء السياحة، إنّ الرهان على السياحة إلى القدس أدى إلى نتائج عكسية حتى الآن، وأدت الاضطرابات في المدينة إلى إبعاد الإماراتيين والبحرينيين، الذين واجه بعضهم رد فعل عنيفاً من الفلسطينيين الذين يرونَ التطبيع خيانةً لقضيتهم.

حرق صورة محمد بن زايد في المسجد الأقصى رفضاً للتطبيع

حرق صورة محمد بن زايد في المسجد الأقصى رفضاً للتطبيع

وقال دان فيفرمان، مدير “شراكة”، وهي مجموعة تروّج للتبادلات الشعبية بين إسرائيل والعالم العربي: “لا يزال هناك الكثير من التردد القادم من العالم العربي”. مضيفاً: “إنهم يتوقعون (إسرائيل) أن تكون منطقة نزاع، ويتوقعون أن يتعرضوا للتمييز”.

وأضاف بعد أن قاد رحلتين للبحرينيين والإماراتيين إلى إسرائيل، كافحت “شراكة” للعثور على المزيد من مواطني دول الخليج العربي المهتمين بالزيارة، على حد قوله.

ولفتت الوكالة إلى أنّه عندما زارت مجموعة من المؤثرين الإماراتيين والبحرينيين على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2020 المسجدَ الأقصى، تعرضوا للبصق والرشق بالأحذية في البلدة القديمة بالقدس، بحسب مرشدهم السياحي مرسي أبوالهيجاء.

ووفقاً للوكالة، فإنه عندما زارت مجموعة أخرى من المسؤولين الإماراتيين الموقع برفقة الشرطة الإسرائيلية، أثاروا غضب مفتي القدس الشيخ محمد حسين، الذي أصدر فتوى ضد الإماراتيين الذين يزورون المسجد تحت إشراف إسرائيلي.

ويقول معظم الإماراتيين والبحرينيين الذين زاروا إسرائيل، إنهم تخلّوا عن لباسهم الوطني حتى لا يجذبوا الانتباه.

نتنياهو يتعهد بتعزيز اتفاقات التطبيع 

وتعهد بنيامين نتنياهو، الذي عاد لولاية سادسة كرئيس للوزراء الأسبوع الماضي، بتعزيز الاتفاقيات مع البحرين والمغرب والإمارات والسودان، في حين لا تزال العلاقات الرسمية مع السودان بعيدة المنال في أعقاب الانقلاب العسكري، وفي غياب برلمان للمصادقة على اتفاق التطبيع الذي توسطت فيه الولايات المتحدة مع إسرائيل.

بنيامين نتنياهو والتطبيع مع السعودية watanserb.com

يتطلع بنيامين نتنياهو إلى عقد اتفاق تطبيع مع السعودية

بصفته مهندسًا رئيسيًا للاتفاقات، يأمل نتنياهو أيضًا في توسيع دائرة الدول، والتوصل إلى اتفاق مماثل مع المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، يخشى الخبراء من أنّ حكومته الجديدة -الأكثر تشدّداً في تاريخ إسرائيل- قد تزيد من ردع السائحين العرب الخليجيين؛ بل وتعرّض الاتفاقات للخطر.

شارك هذا الموضوع

Leave A Comment