المحادثات أو الاستسلام.. هكذا يرى جورج فريدمان مصير الحرب الروسية الأوكرانية
شارك الموضوع:
وطن– كشف الباحث السياسي الأمريكي “جورج فريدمان” في آخر تحليلاته حول الحرب الدائرة في أوكرانيا، عن مصير هذا الصراع المسلح في شرق أوروبا مُرجحا أنه سينتهي إلى محادثات ثنائية، ومُستبعدا فكرة أن أحد طرفي الصراع سيُعلن استسلامه.
وقال فريدمان، الباحث الأمريكي من أصل هنغاري في تحليله للاحتمالات الممكنة لنهاية الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022، أنه سيكون هناك محادثات ثنائية بين الطرفين.
“الحرب في اوكرانيا ستنتهي بالمحادثات”
يرى فريدمان أن كلا طرفي الصراع يواجه مشكلة حقيقية في تعزيز الروح المعنوية لدى المدنيين.
الأمر الذي سيدفع كُلاً من موسكو وكيف للانخراط في محاولات مستمرة من أجل تقليل خوف المدنيين من الهزيمة، وهو ماسيجعل من فكرة استسلام أحدهما “أمرا مستحيلا”، على حد تعبيره.
ورغم أن الحديث عن الاستسلام يشمل كييف أكثر من موسكو، إلا أن النتيجة الأكثر ترجيحًا لنهاية الحرب ستكون محادثات السلام، التي تفرضها الاضطرابات المحلية في كلا البلدين.
وجدير بالذكر أن الاضطرابات الداخلية تضرب روسيا و أوكرانيا بالفعل.
“ورغم أن الروس لم يتمكنوا من إثارة الحساسيات الداخلية في أوكرانيا، إلا أنهم سيحاولون تنفيذ حملة أكثر كثافة من الإرهاب” على حد قوله.
وحول النقطة التي سيتوجه خلالها الطرفان إلى محادثات السلام، يقول فريدمان أن تلك اللحظة لن تأتي حتى يكون هناك شعور بعدم التوازن على كلا الجانبين.
مشيرا أنه يجب أن ينطوي الأمر على عنصر من الإكراه.
وبالتالي فإن المفتاح هو التلاعب بالسكان المدنيين في الجانب الآخر لكل طرف، والدفاع عن السكان المحليين وإدخال أسلحة جديدة وعملية من شأنها أن تفرض الألم دون أن تؤدي إلى تدخل أجنبي.
وبمرور الوقت، فإن الشعور باستحالة النصر سيؤدي إلى تحفيز محادثات السلام، ولكن حتى يحدث هذا الأمر ستستمر الحرب، ولن يُعلن أي طرف استسلامه.
الأسباب الرئيسية لانهاء الحرب الروسية الأوكرانية
وحول الأسباب التي ستجمع في نهاية المطاف صناع القرار في موسكو مع نظرائهم في كييف إلى طاولة الحوار، أكد فريدمان، أن الحروب، عبر التاريخ الحديث وتحديدا منذ الحرب العالمية الأولى، انتهت بناءا على أربعة نتائج رئيسة.
بداية، يرى فريدمان أن الحرب تنتهي عندما يفتقر جانب واحد إلى المواد اللازمة للاستمرار.
وأشار ثانيا إلى أن استنزاف معنويات أحد طرفي الحرب، عادة مايكون سببا في انتهائها.
وأكد ثالثا أن الحرب تضع أوزارها عندما لا يكون هناك أمل في زيادة جوهرية في القوة العسكرية، وعندما يكون التدخل الأجنبي مستحيلًا، على حد قوله.
أما الاحتمال الرابع لنهاية الحرب، بالنسبة لفريدمان، فهو عندما تبدو عواقب الهزيمة مقبولة للمدنيين.
مشيرا أن هناك ظروفًا أخرى تدفع الأمم للمقاومة أو الاستسلام بسهولة بدلا من تحمل تداعيات الحرب وأن الأمر يتعلق فقط بقدرة الجيوش على المقاومة، بل بقابلية المدنيين الذين ينتجون مواد الحرب ويتحملون عبء الخسارة والألم.
كيف من الممكن أن تنتهي حرب أوكرانيا؟
اعتبر جورج فريدمان، أن كل الأسباب المذكورة أعلاه، يمكن أن يكون لها دور كبير في انهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022.
لكن في المقابل، يشير الباحث الأمريكي إلى ضرورة التركيز بشكل خاص إلى السبب الرابع، أو بمعنى أوضح، مدى استعداد المدنيين لمواصلة القتال.
يقول فريدمان أن كلا الشعبين الروسي والأوكراني أصبحا اليوم متعبين؛ الروس بسبب الضحايا والدعوة اللاحقة لمزيد من التجنيد، والأوكرانيون بسبب الهجمات المستمرة على المدنيين والبنية التحتية المدنية.
ويرى أن الروس يرغبون بالفعل في نهاية الحرب ولكن ليس على حساب النتيحة النهائية، فيما يخشى الأوكرانيين، على حد قوله، من أن يؤدي الاستسلام للروس إلى توغل جديد على حساب أراضيهم.
لذلك فرغم الإرهاق من الحرب، يسيطر على الجانبين الخوف من تداعيات الهزيمة.
وكلاهما حالياً، يقاتل بمستوى معين من الأسلحة، لكن لم يتمكن أحدهما من كسر عزيمة الجانب الآخر، وليس هناك سبب للاعتقاد أن الإمدادات الحالية ستفعل ذلك.
وأكد فريدمان أن لدى الروس مصنعهم الخاص، بالإضافة إلى الأسلحة المستوردة من أماكن مثل إيران، أما أوكرانيا فلديها تدفق هائل من الأسلحة من الغرب، خاصة الولايات المتحدة.
الأمر الذي خلق، على حد وصفه، حربًا لا تنتهي، وإذا استمر الوضع الميداني في ساحة الحرب على حاله، فهناك إمكانية جدية بخسارة المدنيين للروح المعنوية، يوضح فرديمان.
لكن وللحيلولة دون ذلك، ستحاول موسكو ضمان استمرار سلامة مصانعها وعلاقاتها فيما تسعى لتقويض الشحنات إلى أوكرانيا.
وستحاول كييف ضمان استمرار عمليات تسلم الأسلحة من الولايات المتحدة، أو على الأقل مع محاولة تقليل الأسلحة التي تتدفق إلى روسيا من الخارج.
وانطلقت الحرب الروسية الأوكرانية أواخر فبراير 2022، بعد توغل القوات الروسية داخل الأراضي الأوكرانية بدف الإطاحة بالنظام الحاكم في كييف بقيادة الرئيس الأوكراني فولودمير زيلنسكي.