من يخلف بوتين على عرش روسيا؟.. الرئيس في حيرة من أمره بشأن خليفته
شارك الموضوع:
وطن- كشف موقع “جيوبوليتيك” الفرنسي، عن الخليفة المُحتمل للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خاصة بعد تواتر التقارير الصحفية والشائعات التي تحوم حول حالته الصحية، ومتوقّع بحسب التقرير أن يُدير اثنان من المرشحين المفضلين لبوتين سياسةَ الكرملين الحالية، في حال تعذّر على بوتين مواصلة حكم روسيا.
من يحكم روسيا بعد بوتين؟
وأكد الموقع في تقرير مُطوّل، على انتشار الشائعات والتحليلات حول صحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيراً إلى أنه بعيداً عن صحتها من عدمها، إلا أنّ جميعها التقى عند سؤال واحد: مَن يحكم روسيا بعد بوتين؟
حيث نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، منذ أيام سلسلةَ تقارير صحفية كشفت فيها تدهور الحالة الصحية لـ بوتين، وقالت، إنه يعاني من سرطان الدم أو الغدة الدرقية.
من جهتها، كشفت مجلة “باري ماتش”، أنه منذ سنة 2019 على الأقل، تم تعيين عملاء مكلفين بجمع براز رئيس الكرملين خلال رحلاته إلى الخارج، لمنع الدول المضيفة من تحليلها.
في حين تطرقت مصادر صحفية غربية أخرى إلى توقعات أكثر جرأة حول مرض بوتين، فبينما أشار بعضها لإصابته بمرض باركنسون، والخرف، أفادت أخرى أن بوتين “يُحتضر”.
وهي توقعات حول صحة الرئيس الروسي، لا ترتقي إلى كونها حقائق ثابتة، كما شددت الوزيرة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، كاثرين كولونا.
حيث أكدت المسؤولة الفرنسية، بحسب التقرير، على أنه “لا يوجد شيء مؤكد أو تمت مشاركته من قبل مختلف الحلفاء الذين يعملون معهم”.
بدوره، نفى سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، كلّ الشائعات التي انتشرت، وذلك خلال مقابلة أذيعت على قناة “تي إف 1” قائلاً: “لا أعتقد أن شخصاً سليم الحواس يمكنه أن يرى في هذا الرجل علامات أي مرض”.
👉 Comment se porte Vladimir #Poutine ?
🗣️ Sergueï #Lavrov
"Vous savez, le président Poutine apparaît en public tous les jours. Je ne pense pas que des personnes saines d’esprit puissent distinguer un quelconque symptôme de maladie chez cet homme."📺 #LE20H sur @TF1 pic.twitter.com/3aIFkaCMwl
— TF1Info (@TF1Info) May 29, 2022
مَن يخلف فلاديمير بوتين على حكم روسيا؟
بالنسبة لـ بوتين، فإنه لا يعرف من سيخلفه في قيادة روسيا.
وهو ما أكده في تشرين الأول/أكتوبر 2021، خلال مقابلة له مع قناة “سي إن بي سي” الأمريكية، عند سؤاله عن خليفته قائلاً: “أفضّل عدم الرد، سننتظر الانتخابات القادمة”.
إلى ذلك، أشار الموقع الفرنسي إلى أنه في الوقت الحالي، إذا اضطر فلاديمير بوتين إلى الانسحاب من ممارسة السلطة في وقت ما، فإن المادة (92) من الفصل الرابع من الدستور الروسي تنصّ على أن يتولى رئيس الوزراء، ميخائيل ميشوستين، الفترة الانتقالية.
وأكد ذات المصدر، أنّ الأمر متروك لرئيس الوزراء ليحلّ محلّه في حالة توقّف الرئيس عن “ممارسة سلطاته قبل انتهاء المدة في حالة الاستقالة، أو العجز الدائم لأسباب صحية عن ممارسة السلطات المنوطة به، أو الإقالة أو الوفاة بحسب الدستور، ولكن لمدة 90 يوماً فقط”.
وخلال هذه الأشهر الثلاثة؛ يجب تنظيم انتخابات لانتخاب رئيس جديد للدولة.
كما لفت التقرير إلى أنه مهما كانت الحالة، فستعود السلطة مؤقتاً إلى ميشوستين، رئيس الوزراء الذي تم تعيينه منذ كانون الثاني/يناير 2020″.
وهو فاعل سياسي مُستجدّ من التكنوقراط، ويبلغ عمره 56 عامًا، وقد شغل سابقاً مسؤولًا ضريبيًّا، وهو بحسب تغريدة نشرتها آنا كولين ليبيديف، الأستاذة الباحثة في العلوم السياسية، على تويتر، “ليس جزءًا من كتلة الجنود”، ولكن من كتلة “المدراء”.
"Le successeur de Poutine"
Une idée reçue circule dans les cercles des analystes et je l'entends de plus en plus souvent: pour la succession de Poutine s'il lui arrive quelque chose, c'est plié, c'est Patrouchev, secrétaire du Conseil de sécurité. Quelques commentaires 🧶 1/9— Anna Colin Lebedev (@colinlebedev) May 29, 2022
يقول الموقع الفرنسي، إنّ “ميشوستين” لم يكن معروفًا لعامة الناس قبل توليه منصب رئيس الوزراء، لكنه يتمتع بشعبية كبيرة.
ورغم أنّه شخص سياسي ينتمي إلى ما بعد الاتحاد السوفييتي، لكن ذلك لن يجعله المرشح المفضل للخلافة، خاصة وأنه، بحسب صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية، “يعتبر في الأوساط السياسية شخصية لطيفة وعاجزة، دون طموحات كبيرة”.
خليفة بوتين “المُفضّل” هو شخص “يُواصل إرثه السياسي”
وأوضح الموقع الفرنسي، أنه يمكن لفلاديمير بوتين تعيين خلف له بدعم مباشر منه.
وهذا الشخص بالنسبة لـ بوتين هو “الشخص الأكثر تأهيلاً للحفاظ على مسار الأمور ولضمان استقرار البلاد”، بحسب تقديرات الباحثة المحاضرة في جامعة بروكسل والمختصة في الشأن الروسي أود ميرلين.
وبالنظر إلى الطريقة التي يتم بها تنظيم الانتخابات في روسيا، فإنّه يمكن للمرء أن يتخيل أن الشعب الروسي سيتّبعه جزئياً، يؤكد التقرير.
اسم آخر طُرح على طاولة “خلفاء بوتين”، هو “نيكولاي باتروشيف”، الأمين العام الحالي لمجلس الأمن القومي الروسي.
وهو اسم يُذكر بانتظام إلى جانب اسم “سيرغي شويغو”، وزير الدفاع الروسي، بوصفهم “خلفاء طبيعيين” محتملين لفلاديمير بوتين، كما يشير التقرير.
ولفهم معنى مصطلح “خلفاء طبيعيين”، الذي أكد عليه التقرير الفرنسي، يكفي معرفة أن هذين الرجلين، المقربين جداً من الرئيس الحالي للكرملين، كانا من أوائل الذين علموا بنية شنّ هجوم في أوكرانيا، القرار الذي يُعتبر الأكثر تكتّماً في دوائر صنع القرار في الكرملين منذ سنوات.
يُعتبر نيكولاي باتروشيف الذراعَ اليمنى للرئيس الروسي، وكان سيقترح عليه، وفقاً للمخابرات الأمريكية، مواصلةَ هجومه في أوكرانيا، يضيف التقرير.
وبحسب تصريحات للباحثة الروسية في العلوم السياسية/ تاتيانا ستانوفاتشا، لموقع “ميديابرت” الفرنسي، فإن “هناك نقاط تشابه كثيرة بين تفكير بوتين وباتروشيف، خاصة فيما يتعلق بالتشدد في قيم المحافظة ومعاداة لليبرالية.
وتتابع: “إنهما الآن متحدان ضد الولايات المتحدة، التي ينظر إليها باتروشيف على أنها قوة متمردة، تتحرر أيضاً من القواعد”.
يقول موقع “جيوبوليتيك”، إنه سيكون لنيكولاي باتروشيف وسيرغي شويغو ملف شخصي ملائم لخلافة بوتين وسيسمحان باستمرار النسخة الحالية من النظام الروسي، وإذا وصل أي منهما إلى السلطة، فلن يتغير شيء، بما في ذلك مسار الحرب في أوكرانيا.
ماذا بعد بوتين.. هل من آفاق ديمقراطية في روسيا؟
تقول الباحثة آنا كولين ليبيديف، في تصريحات لـ جيوبوليتيك: “ليس هناك شك في أنه في حالة حدوث عائق دائم لبوتين، فستسعى المجموعات المختلفة للسيطرة، خاصة أن عدد الأشخاص غير الراضين حاليًا يعتبر أعلى من أي وقت مضى”.
وفي هذا السياق، يعتقد ميخائيل كاسيانوف، رئيس الوزراء السابق لفلاديمير بوتين وعضو المعارضة في روسيا الآن، أنه سيتم تنظيم انتخابات ديمقراطية في نهاية المطاف في حقبة ما بعد بوتين.
وقد أكد في مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس”: “أنا متأكد من أن روسيا ستعود إلى طريق بناء دولة ديمقراطية”، حتى لو كان الأمر سيستغرق عقداً من الزمن “لتفكيك” الدولة”.
كما حذّر “كاسيانوف” من أنّ خلافة بوتين ستكون صعبة، خاصة بعد الحرب في أوكرانيا.
مؤكداً أنه “بعد المأساة التي نشهدها، فستتحد المعارضة دون أدنى شك في ذلك. وأنه سيتعين عليهم إعادة بناء كل شيء من الصفر، وبدء دورة كاملة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية مرة أخرى”. ويخلص إلى القول: إنها “تحديات هائلة بقدر ما هي صعبة، لكن يجب مواجهتها”.
وانخرطت روسيا أواخر فبراير 2022 في حرب تصفها بـ العملية العسكرية الخاصة، ضد أوكرانيا، بهدف الإطاحة بالنظام الحاكم في كييف بقيادة الرئيس فولودمير زيلنسكي.
لكنها قوبلت بدفاعات أوكرانية شديدة، عزز من قوتها بشكل كبير تحالف الدعم العسكري اللامحدود من أوروبا، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، بطريقة قلبت كفة الصراع لصالح كييف.