عمار غول يكشف المستور ويقلب الجزائر.. تفاصيل اتصال سري مع بوتفليقة
شارك الموضوع:
وطن- أكد عمار غول، وزير النقل والأشغال العمومية الجزائري السابق، تعرّضَه للتهديد من طرف السفيرين الأمريكي والفرنسي في الجزائر، عندما كان على رأس الوزراة، بهدف تقديم تسهيلات لشركات مقاولات فرنسية وأمريكية كانت تريد الفوز بصفقة “مشروع القرن” في الجزائر.
عمار غول تعرض للتهديد من سفير فرنسا
وكشف عمار غول، الوزير الجزائري الأسبق للنقل والأشغال العمومية (بين 17 يونيو 2002 و24 مايو 2012) على هامش محاكمته لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي بمحكمة “سيدي أمحمد”، تعرضه للتهديد عام 2005 من سفيري الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا في الجزائر.
وتحدث “غول” عن السبب وراء ما تعرّض له من تهديدات، مشيراً إلى أنها تمحورت حول تسهيلات حول “مشروع القرن”، وهو مشروع بنية تحتية كبير، عبارة عن طريق سريع سيربط شرق الجزائر بغربها.
تنافست على هذا المشروع الإنشائي الضخم عددٌ من الشركات، أهمها فرنسية وأمريكية وأيضاً شركات صينية.
في السياق، حاول سفيرا فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في عام 2005، الدخول على خط هذه الصفقة الكبيرة من أجل توفير تسهيلات لشركات بلدانهم المعنية بـ”مشروع القرن”، خاصة في ظل المنافسة الشديدة التي تعرضوا لها من منافسين صينين وضعوا أعينهم أيضاً على المشروع.
فضيحة وزير جزائري سابق يتعرض للتهديد داخل مكتبه
وحول ذلك، يقول “غول” نقلاً عن صحف جزائرية محلية، إنه “بريء من كل التهم التي تتعلق بهذا المشروع”.
مضيفاً في ردّه على قاضي التحقيق في المحكمة المذكورة: “سيدي الرئيس، سفراء فرنسا وأمريكا، كانوا يزوروني باستمرار وأنا أعلمت بذلك الوزير الأول آنذاك أحمد أويحي”.
مشيراً، “كما أنني أتذكر جيداً كنا في يوم، الجمعة، وكلمت رئيس الجمهورية وقلت له بالحرف الواحد: “أنا حائر سيدي الريس، فاللجنة الوطنية للصفقات منحت الصفقة للشركة الصينية وهي مستقلة، ومع هذا السفير الأمريكي والفرنسي يترددان على مقر الوزارة يومياً”.
وتابع: “أخبرته (الرئيس بوتفليقة) أنّ السفير الأمريكي كان يريد بقوة الحصول على الصفقة لصالح بلاده، وهددني في مكتبي، وبسبب هذا الضغط اتصلت برئيس الجمهورية يوم، الجمعة، ويمكنكم التأكد من ذلك، وأخبرته أنني سأقدّم استقالتي، وأنه لا يمكنني العمل تحت هذا الضغط وأعيد النظر في الصفقة”.
غير أنّ رئيس الجمهورية (بوتفليقة) طلب منه التريث، وقال له: “سي عمار اصبر معهم”. على حد تعبيره.
كما تطرّق غول إلى حيثيات فوز الطرف الصيني بالمشروع، مؤكّداً أنّ الوسيط بين وزارته والشركة الصينية التي أردات إنجاز “مشروع القرن”، كان “تاجر سلاح فرنسياً معروفاً باسم فالكون”.
وحول ذلك، تابع غول تصريحاته داخل المحكمة بقوله: “أنا اليوم أريد أن اتحدث عن قضية بارون السلاح الفرنسي فالكون، الذي اتُهمت بأنني أدخلته إلى الجزائر”.
وأضاف: “كان (فالكون) وسيطاً في صفقة حصول الشركة الصينية على المشروع، وحسب الأمر بالإحالة، فإن هذا الأخير، زار الجزائر وأقام في فندق “الشيراتون” في جانفي 2005″.
وواصل حديثه بقوله: “لنفرض أنه قصد وزارة الأشغال العمومية، هل يعقل أنّه جاء في شهر جانفي وقرار إنجاز الطريق السيارة كان في 8 ماي 2005، أي إن المشروع لم يكن موجود أصلاً، كيف يتدخل ويتوسط إذن”.
لافتاً إلى أنّ هناك طرفاً ثانياً داخل الجزائر، هو مَن تدخل كوسيط لتاجر السلاح الفرنسي، وعن ذلك قال: “إلا إذا كان قد تحدث مع رئيس الجمهورية، وأخبره أنه في ماي سيتخذ قرار إنجاز الطريق السيارة”.