أمراء آل سعود يشكلون جبهة موحدة ضد محمد بن سلمان.. عرش ولي العهد في خطر
وطن– في خطوة من شأنها أن تهدّد عرش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كشفت مصادر دبلوماسية متطابقة عن خطوات يتم تنفيذها بصمت منذ أشهر لتشكيل جبهة موحدة ضد ولي العهد من أمراء آل سعود.
المصادر قالت، إن كبار الأمراء المهمشين في آل سعود يتوحّدون على أن استمرار الصمت على سياسات محمد بن سلمان سيعني تهميشاً كبيراً لهم، وإضعافاً أكبر للعائلة الحاكمة.
وأضافت أنّ مجالس أمراء آل سعود ترى أنه إذا استمر الحال على هذا المنوال الذي يسير فيه محمد بن سلمان، فإن مصير العائلة المالكة هو الزوال.
وبدأت الخلافات الداخلية داخل العائلة المالكة في الخروج للعلن، وسط حديث عن هروب أمراء وأميرات للخارج بأموالهم، وتكوين جبهة ضد ولي العهد.
وتسبّبت إجراءات محمد بن سلمان في التعامل مع ملفات خاصة بالعائلة الملكية في السعودية، بمشكلات قد تؤدي لانهيار العائلة المالكة، وانهيار نظام الحكم الملكي في المملكة، لو بقي الحال على ما هو عليه، وفق تلك المصادر، التي تحدثت لموقع سعودي ليكس.
وكشفت مصادر من داخل الأسرة الملكية، أنه كان ضمن الـ11 أميرًا الذين تم اعتقالهم في يناير 2018، وذلك عقب تجمهرهم في قصر الحكم في الرياض، وذلك في احتجاج نادر على إجراءات تقشف شملت إيقاف سداد فواتير الكهرباء والماء عن الأمراء.
وقبل تلك الحادثة، كان الأمراء في السعودية معفَينَ من دفع فواتير الكهرباء والمياه، إلا أن الإجراءات الاقتصادية التي قام بتنفيذها محمد بن سلمان شملت خفض الدعم وفرض ضريبة القيمة المضافة، وتقليص مزايا كان أعضاء العائلة الملكية يتمتعون بها، ومنها الإعفاء من فواتير الكهرباء والمياه والمرافق العامة.
وشنّ محمد بن سلمان حملة اعتقالات واسعة النطاق داخل الأسرة المالكة، حيث بدأها بعمه والبديل المقترح له الأمير أحمد بن عبد العزيز، وولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف، والذي قيل إنه تم تعذيبه بشكل مهين حتى أنه لم يعد قادرًا على الوقوف على قدميه من كثرة التعذيب.
كما شملت الاعتقالات أميرات وبناتهن، مثل: الأميرة بسمة بنت آل سعودي، ضف على ذلك اعتقالات الريتز كارلتون، والتي شملت طبقة رجال الأعمال داخل الأسرة المالكة، وعلى رأسهم؛ الأمير الوليد بن طلال.
يُشار إلى أن وصول محمد بن سلمان لموقع المهيمن على السلطة في المملكة وحاكمها الفعلي، جرى من خلال انقلاب في القصر الملكي.
تفاصيل انقلاب أوصل ابن سلمان للسلطة
وقبل أيام، نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، تفاصيلَ جديدة حول انقلاب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف، في أحداثٍ وصفها أحد المطّلعين على شؤون العائلة المالكة، بأنّها النسخة السعودية من فيلم العراب The Godfather.
وقالت الصحيفة، إنّه قبل أيام من انقلاب القصر في 5 يونيو 2017، وصلت التوترات بين ابن سلمان وابن نايف إلى نقطة الغليان، لأن ابن سلمان وغيره من المستبدين في المنطقة فرضوا حصاراً عقابياً على قطر.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الموسّع، أنّ ابن نايف فضّل الدبلوماسية الهادئة على نهج ابن سلمان المتهور، حيث فتح ابن نايف قناة سرية مع حاكم قطر تميم بن حمد، حتى أنه طلب من مستشاره سعد الجبري تأمينَ هاتف مشفر للتواصل مع الأمير تميم.
وكشفت الصحيفة، أنه في 20 يونيو 2017، أُجبر ابن نايف على التنحي عن وراثة العرش؛ حيث تمت دعوته إلى قصر الملك سلمان، وعند وصوله أُجبرت عناصره الأمنية على الانتظار في الخارج، وتمّ الاستيلاء على جميع الهواتف المحمولة، ودخل إلى غرفة كان فيها تركي آل الشيخ.
وبحسب الصحيفة، فقد قام تركي آل الشيخ بحبس ابن نايف في الغرفة لساعات، وضغط عليه لتوقيع خطاب التنحي، ومبايعة ابن سلمان، موضحةً أن ابن نايف رفض في البداية؛ لكن تركي آل الشيخ هدّده بأنه إذا لم يتنازل عن مطالبته بالعرش؛ فسوف يتم اغتصاب أفراد عائلته.
تركي الشيخ يهدد ابن نايف
وخلال احتجاز تركي آل الشيخ لابن نايف، منع عنه دواء ارتفاع ضغط الدم والسكري، وقال له: “إذا لم تتنحَّ عن طيب خاطر، فإن وجهتك التالية ستكون المستشفى”.
وقال مصدر من العائلة المالكة، إنه في ليلة الانقلاب، كان ابن نايف خائفاً جداً من التعرّض للتسمم، لدرجة أنه رفض حتى أن يشرب الماء.
وسُمح لابن نايف بالتحدث مع اثنين من الأمراء في هيئة البيعة، لكنه صُدِم عندما عَلِم أنهم قدّموا البيعة لابن سلمان بحلول الفجر، وأن كل شيء كان قد انتهى بالفعل، عندها استسلم نايف نتيجة القلق والإرهاق.