“أضرار الحليب” تضع مذيعة التلفزيون التونسي في مرمى نيران التونسيين (فيديو)
شارك الموضوع:
وطن- استهلّت مذيعة قناة الوطنية التونسية، نشرة الأخبار المسائية الرئيسية، الاثنين، بسبق صحفي واكتشاف علمي هو الأول من نوعه؛ حيث أكدت أنّ الحليب “مادة لبنية يؤكد الأطباء والمتخصصون أنها ليست نافعة البتة للكبار بل أنها مسبّبة لأمراض عدة”.
سامية بن حسين.. مذيعة تونسية تثير الجدل
ومع تمام الثامنة مساءً بتوقيت تونس، استهلت المذيعة “سامية بن حسين” بقناة الوطنية التونسية (رسمية) نشرة الأخبار الرئيسية ليوم الاثنين بهذا الخبر:
“رحلة بحث التونسيين عن الحليب نصف الدسم، الأكثر استهلاكاً وطنياً، رحلة مستمرة بصعابها وإكراهاتها المملّة في غياب زهاء الأربعين في المئة من حاجيات استهلاكهم هذه المادة اللبنية التي يؤكد الأطباء والمتخصصون أنها ليست نافعة البتة للكبار؛ بل إنها مسبّبة لأمراض عدة”.
ادعاء المذيعة التونسية أنّ مادة الحليب تسبب عديد الأمراض الصحية، بينما تشهد هذه المادة نقصاً كبيراً في الأسواق، أشعل موجة غضب وسخرية واسعة في تونس.
وبينما انتقد البعض المغالطات التي روّجت لها المذيعة خلال نشرة الأخبار، يتابعها الآلاف يومياً في تونس، بذرائع تقديمها حججاً علمية واستنادها على آراء المتخصصين دون ذكر اسم أي من هؤلاء المتخصصين.
وسخر البعض من التوجهات غير المهنية التي أبدتها الصحفية، بعد نشرها معطيات غير دقيقة ومُضلّلة بحسب كثيرين.
فيما أكد ناشطون، على التدخل الكبير لسلطات قصر قرطاج بقيادة قيس سعيد، في تسيير الإعلام العمومي والرسمي على شاكلة الموجود في الدول الديكتاتورية مثل مصر والسعودية، وغيرها من الأنظمة القمعية التي تعتبر الإعلام مجرد وسيلة لصناعة رأي واحد وتوجه واجه صلب المجتمع.
جدل في تونس بعد حديث الإعلام الرسمي عن أضرار الحليب
وفي سياق ردود الأفعال على الخطأ المهني الذي ارتكبته الصحفية بقناة الوطنية، تفاعل الإعلامي التونسي بقناة الجزيرة محمد كريشان.
وكتب كريشان مقالاً في صحيفة “القدس العربي” بعنوان: “رحلة استبلاه التونسيين”، وفيه قال: إنه “ليس مهما كذلك ما إذا كانت ما قالته صحيحاً علمياً فعلاً أم لا، لأن الأهم من كل ما سبق هو أن السلطة التونسية، التي عادت لتحتكر التلفزيون العمومي بعد أن ظننا أنه لم يعد حكومياً، لم تتفتق عبقريتها سوى عن التوجه إلى الرأي العام لتقول له: «احذروا الحليب» عوض أن تشرح له لماذا هو أصلا غير متوفر”.
من جانبه، قال الباحث الأكاديمي “شكري بن عيسى” عبر حسابه على موقع فيسبوك، إن “المذيعة سامية بن حسين مقدمة النشرة الاخبارية، الحقيقة لا تمتلك مؤهلات مهنية عالية في العمل الاخباري على مستوى الحضور والصوت والثقافة ولا على مستوى الحيادية”.
وأصبحت مادة الحليب في تونس، عملة نادرة منذ أشهر ضمن مواد غذائية أساسية أخرى كالقهوة والسكر والزيت.
وعلى غرار عدم توفر المواد الغذائية، شهدت أسعار المحروقات في تونس، ارتفاعاً بنحو غير مسبوق، وسط أسوأ أزمة اقتصادية وسياسية تعيشها تونس منذ سنوات.