مذكرات هاري: ما تعمّد الإعلام الغربي إغفاله .. الجيش البريطاني لهاري: كانت والدتك حاملاً حين ماتت ها؟ مع أخيك؟ طفل مسلم؟!
شارك الموضوع:
وطن- بداية أرفض كلمة “تسريبات” عن المواد التي نُشرت عن المذكرات قبل صدورها، فهذه -كما نعلم- دعايات أرسلت للصحافة عمداً كإعلان مجانيّ وربما غير مجاني لإشهار “المذكرات”، كما يحدث دوماً مع كتب هامة أخرى بالذات لسياسيين من علية القوم.
ولكنّ موضوعنا هنا يختلف، فثمة مواضيع نشرت ما قبل صدور المذكرات وما بعد صدورها، نالت اهتماماً استثنائياً من قبل الصحافة الغربية، لكنها ابتعدت عما هو أهم عن عمد.
أرى أن أهم ما ابتعدت عنه، هو ما أورده الأمير هاري في كتابه “الاحتياطي”، عن التدريبات التي خاضها ما قبل خوض القتال في أفغانستان، والتي تبدو أنها معدّة على مستوًى عالٍ من أجل حماية “أمير” من الأسرة الملكية البريطانية، يخوض حرباً مع الجيش البريطاني، لذا كل حركة وكل كلمة قيلت له أو عنه أو أمامه، لا بدّ وأن أعدّ لها من قبل مستويات عالية في الجيش البريطاني.
فيذكر في كتابه كيف أنّ القيادة العسكرية في الجيش البريطاني وضعته مع زميلين له في عملية وهمية للتدريب على أساليب النجاة، تم التخيل فيها لو أن طائرته العسكرية سقطت خلف خطوط العدو: “أنت في جيش مسيحي تقاتل مليشيا تتضامن مع المسلمين”، فعليك النجاة!
اذن هكذا كانت الحرب، وليس كما صوّرها الإعلام الغربي وخدعوا بها السذّج.
والأمر لم يتوقف على هذا، ففي عملية الاختطاف الوهمي الذي يتعرّض له الأمير هاري ضمن التدريبات، تدخل عليه امرأة منقبة وتحقّق معه، وصرخت فيه: “كانت والدتك حاملاً حين ماتت، ها؟ مع أخيك؟ طفل مسلم!”!!
يقول الأمير هاري، لم أرد عليها: “لم أقل شيئاً لكنني صرخت في وجهها بعيني”.
ولكن هنا مربط الفرس، الذي انتبه له الأمير هاري حين قال: “هل هذا هو التمرين؟”.
“نعم كان تمرينا مع رسالة!”.
ثم تحدث أنّ أحد المدربين اعتذر له بطريقة باهتة عن تعرّضهم المسيء لوالدته.
تحدث الإعلام الغربي عن إظهار شجاعته في قتله للأفغان، وكأنّه يزيح قطع شطرنج.. نسي هذا الإعلام ما صرّح به وقت الحرب آنذاك، حين كان يفتخر بأنّه تحت حماية القوات النيبالية “القوركا”، وانه لم يشعر بالأمان إلا حين يكون بينهم”.
ونسي الإعلام الغربي أيضاً ما ذكره في نفس مذكراته، وقبل صفحات من تسطير “بطولاته”، بأنّ المخابرات البريطانية غيّرت وجهة قتاله من العراق إلى أفغانستان حين وُزّعت صوره في العراق بين القناصين العراقيين على أنه “أم الأهداف”!.
ونسيت أنه تحدث برعب حين ذكر أنّ عشرة جنود بريطانيين قد قتلوا في العراق في نفس الشهر الذي كان يعدّ نفسه للذهاب هناك، وأنّ ٤٠ جندياً قُتلوا خلال الستة أشهر التي مضت.
والأعجب مواساته لنفسه: “ماذا تفعل إنها: حرب.. قاتل ومقتول.. وتظل أفضل من البقاء في بريطانيا حيث تواجه معركة من نوع آخر!”.
ونسيت الصحافة الغربية ما ذكره عن رعبه حين علم أن “طالبان” علمت بمكان قاعدته في أفغانستان، وأنها تفتش عنه واختارت يوم ميلاده كي تصل إليه.
وبغض النظر عن صحة ما ورد له، إلا أنه أصيب بالرعب.
ثم يأتي حديثه عن حادث مقتل والدته: “قامت شرطة باريس بمصادرة كاميرات الصحافة و”الباربراتزي”.. “الصور المتوفرة ملتقطة من قبل الشرطة فقط”.. “حارسها الشخصي نجا من الحادث مع أنه ترك مصاباً بجروح مروعة”.. “ثم السائق الذي تم إلقاء اللوم عليه من قبل كثيرين في الحادث لأنه كان هناك كحول في دمه، ولأنه مات ولم يستطع الدفاع عن نفسه!”.
نعم يعيد نفس الأسئلة التي سألها أنصار أمه من قبل، ونفس الأسئلة التي سألتها عائلة الفايد التي لقي ابنها مصرعه في نفس الحادث، ونفس الأسئلة التي سألها الذين وجهوا الاتهام للعائلة الملكية البريطانية، ونفس الأسئلة التي سألها من يسمونهم بأنصار نظرية المؤامرة.
وعندما تحدّث الأمير هاري عن جنازة جدته الملكة، أشار باستفاضة إلى ماسة كهينور، أشهر ماسة في العالم، والتي تزيّن التاج البريطاني، وذكر أن الإمبراطورية البريطانية في أوج قوتها حصلت عليها، ووضع كلمة حصلت بين قوسين!، لأنّ شركة الهند الشرقية متهمة بسرقتها أو نهبها أواخر القرن التاسع عشر بعد سيطرتها على الهند وقدّمتها للملكة فيكتوريا، وهو هنا بقوسيه حول كلمة حصلت، يتماشى مع نظرية سرقتها رغم إنكار بريطانيا حتى يومنا هذا لهذه السرقة أو النهب.
كما لم تتحدث الصحافة عن شكاويه المريرة في مذكراته عن العنصرية البغيضة التي تعرضت لها زوجته ميغان من القصر الملكي وحتى الإنسان العادي: “تزوج منها لأنها أسهل من الأجنبيات اللواتي لديهن خلفيات صحيحة”.. “ميغان تنقلت بشكل تصاعدي من العبيد الى الملوك” ..”فتاة يخت”.. “فاجرة”.. “عاهرة”.. “باحثة عن المال”.. “كلبة”.. وتعليق أغضبه أنه لم يمسح من أحد الحسابات الملكية الرسمية على شبكات التواصل: “عزيزتي الدوقة أنا لا أقول إنني أكرهك، ولكن آمل أن تأتيَ دورتك الشهرية القادمة في حوض سمك القرش”.
أيضاً تعليق جو مارني صديقة زعيم حزب الاستقلال البريطاني هنري بولتون، التي تقول فيه إن خطيبة الأمير هاري “الأمريكية السوداء”، سوف “تلوّث” العائلة المالكة، مما يمهّد الطريق لـ”ملك أسود”..:هذه بريطانيا وليست إفريقيا”.. أيضا القول بأنّ “ميغان دائماً منكبة على جلي طفلها وفركه”، إشارة لمحاولة تبييضه، وغيرها من التعليقات العنصرية المقززة التي لا يمكن إلا أن تخرج من غربي أبيض قميء!.
يجب تحليل الحمض النووي لهاري وشقيقه لمعرفة أبوهم الأصلي!