وطن– للمرة الرابعة منذ 2014، يُحاكم الصحفي الإسباني “إكنياسيو سيمبريرو”، اليوم الجمعة، في المحكمة الابتدائية رقم 72 بمدريد على خلفية شكوى تقدمت بها المملكة المغربية ضده، بعد إتهامات وجهها لها بالتجسس عليه عبر برنامج بيغاسوس الإسرائيلي.
المغرب يُلاحق صحفي اتهمها بالتجسس عليه عبر بيغاسوس
وكان المغرب قد تقدّم بدعوى ضد صحفي الإسباني “إكنياسيو سيمبريرو” بعد اتهامه الرباط بالتجسس على هاتفه المحمول بواسطة برنامج “بيغاسوس“، وفق ما أعلنت مصادر قضائية إسبانية.
من جانبها، قبلت المحكمة الابتدائية رقم 72 بمدريد الشكوى المقدّمة ضد الباحث في العلاقات الإسبانية-المغربية الصحفي و الذي يعمل لصالح الموقع الإسباني الإخباري “إل كونفيدنثيال”.
وبحسب نسخة من الشكوى، اطّلعت عليها وكالة فرانس برس، في وقت سابق تطالب الرباط سيمبريرو بالتراجع عن اتّهامه المغرب بالتجسس وتسديد تعويض مالي للمملكة.
بدوره، تطرق سيمبريرو إلى الشكوى القضائية ضده، بحسب ماذكر موقع “بوبليكو” الإسباني مشيرا بقوله “المغرب يقاضيني لاتّهامي إياه بالتجسس بواسطة بيغاسوس”.
وأضاف “المرة الرابعة” التي يقاضيه فيها المغرب في إسبانيا، لكنها المرة الأولى التي تطالبه فيها الرباط بـ”التراجع” عن اتّهامها بالتجسس عليه بواسطة برنامج بيغاسوس.
مؤكدا “إنها محاكمة مسيّسة للحد من حرية تعبير الصحفيين”.
محاكمة الصحفي الإسباني إكنياسيو سيمبريرو”،
واليوم الجمعة، حضر الصحفي الإسباني جلسة محاكمته
ويسعى المغرب، بحسب ماذكر محاميه في القضية، إلى تراجع سيمبريرو عن تصريحاته التي اتهم فيها المملكة بالتجسس على الهواتف المحمولة للصحفيين والنشطاء والسياسيين من مختلف البلدان باستخدام برنامج بيغاسوس الذي كان هو نفسه ضحية له.
وحول ذلك قال، محامي الرباط إن “المملكة المغربية غير ضالعة في التجسس لا على إنياسيو سيمبريرو، ولا على أي مواطن آخر” و”لا تمتلك برنامج بيغاسوس”.
وتأتي محاكمة سيمبريرو بعد يومين فقط من إعلان موعد القمة الثنائية المرتقبة بين المغرب وإسبانيا، التي ستنعقد في الرباط يومي 1 و 2 فبراير ، حسبما أعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل الباريس.
جدير بالذكر أنه إذا خسر المحاكمة، فسيتعين على سيمبريرو التراجع عن مواقفه، الأمر الذي سيخدم المغرب في خطوة من شأنها تلميع صورة الرباط في القضية، بحسب بوبليكو.
بالإضافة إلى ذلك ، سيتم تحميل الصحفي تكاليف إجرائية، والتي يقدرها بأنها “باهظة للغاية”، بالنظر إلى شركة المحاماة التي استعان بها المغرب.
محامي الرباط في قضية بيغاسوس
يشار هنا إن المغرب لجأت إلى محام صاحب سمعة سيئة في مسيرته المعنية.
محامي الرباط في القضية هو إرنستو دياز باستيان لوبيز، الذي دافع عن الديكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيه عندما طلب القاضي بالتاسار غارزون من المملكة المتحدة تسليمه، في عام 1998، لمحاكمته في إسبانيا على انتهاكات حقوق الإنسان.
كما دافع عن المهرب السوري منذر الكسار، المسجون في الولايات المتحدة منذ عام 2008 لحكم عليه بالسجن 30 عامًا لبيع الأسلحة وتهريب المخدرات.
ومن المعروف أيضًا أن له صلات بالمافيا الروسية في إسبانيا.
الكشف عن برنامج التجسس بيغاسوس
وفي يوليو 2021 كشف تحقيق موسع أجراه أكثر من 80 صحفيا في عشر دول أن برنامج بيغاسوس استُخدم ضد 50 ألف شخص على الأقل حول العالم.
ومن بين هؤلاء 180 صحفيا على الأقل ونشطاء في الدفاع عن حقوق الإنسان وسياسيون وقادة عسكريون.
وكانت المعلومات قد سرّبت بادئ الأمر إلى منظمة العفو الدولية ومنظمة “فوربيدن ستوريز” غير الحكومية الفرنسية اللتين أبلغتا بها أكثر من عشر مؤسسات إعلامية.
ووجّهت اتّهامات إلى المغرب بشراء البرنامج من مجموعة “أن.اس.او” الإسرائيلية، وباستخدام أجهزته الاستخبارية “بيغاسوس” للتجسس على صحفيين.
وبحسب منظمة “فوربيدن ستوريز” يرد رقم هاتف سيمبريرو ضمن قائمة الأرقام “المعدة للاستهداف” بواسطة برنامج “بيغاسوس”.
المغرب تتجسس عبر برنامج بيغاسوس
إلى ذلك، جدير بالملاحظة أنه في صيف العام 2021 اتُهم المغرب باستخدام برنامج “بيغاسوس” الإسرائيلي للتجسس، بعد تحقيق مكثف أجرته مجموعة تضم 17 وسيلة إعلام دولية.
لكن الرباط نفت ذلك بقولها أنه “مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة”.
“بيغاسوس” هو برنامج للتجسّس شديد التعقيد، بمجرد تحميله على الهاتف، يتيح لصاحبه الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور وجهات الاتصال، كما يتيح تفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.