وطن- هزت فضيحة أخلاقية المجتمع البريطاني خلال الساعات الماضية، بعد أن اعترف ضابط شرطة بأنه ارتكب 24 جريمة اغتصاب، كانت ضحاياها 12 امرأة، وذلك خلال فترة عمله في جهاز الأمن التي استمرت 17 عاماً.
ارتكب 49 جريمة جنسية خلال عامي 2003 و2020
وأقرّ “ديفيد كاريك”، وهو ضابط يعمل في حراسة السفارات، و”داونينج ستريت” ومجلس النواب يوم، الاثنين، بارتكابه 49 جريمة مختلفة خلال الفترة من 2003 إلى 2020، من بينها 24 جريمة اغتصاب، ضحاياها 12 امرأة.
وقالت الشرطة والمدّعون العامون، إنه استغل منصبه كضابط في إغراء النساء ثم ترهيبهن لإجبارهن على الصمت بشأن اعتداءاته الجنسية وإهانتهن، وكان يسيء إلى النساء لفظياً، ويطلق على إحداهن “عبدته”، واستخدم العنف الجنسي لإهانتهن، بما في ذلك التبول على بعض النساء.
وقام بتحذيرهن بأنهن إذا تحدّثن عن قيامه باغتصابهم والاعتداء الجنسي عليهم، فلن يتمّ تصديقهم لأنه كان ضابط شرطة.
إلى ذلك، كشفت المعلومات التي تلقّتها المحكمة في لندن، أن “كاريك” التقى بعض ضحاياه على مواقع التعارف على الإنترنت أو في المناسبات الاجتماعية، وأقنعهن أنه يمكن الوثوق به لأنه كان ضابط شرطة.
أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية في تقرير لها، إن حجم المخالفة التي ارتكبها كاريك (48 عامًا) على مدار 17 عامًا، يجعله أحد أسوأ مرتكبي الجرائم الجنسية في التاريخ الإجرامي الحديث.
وبحسب الصحيفة، أقرّ المتهم بالذنب في الجرائم الأخيرة ضده، الاثنين، في محكمة ساوثوارك الملكية، مما سمح برفع القيود المفروضة على الإبلاغ.
وأصدرت الشرطة البريطانية اعتذاراً للضحايا بعد أن تبيّن أن “كاريك” قد أبلغ عن 9 حوادث، بما في ذلك مزاعم الاغتصاب والعنف المنزلي والتحرش بين عامي 2001 و2021.
لكنه لم يواجه عقوبات جنائية أو نتائج سوء سلوك، ولم يتم توقيفه عن العمل إلا في أكتوبر من العام الماضي، بعد اعتقاله نتيجة ورود ثاني شكوى اغتصاب إلى الشرطة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط المتهم وخلال فترة وجوده في عمله عام 2009، حصل على سلاح بعد إجراء فحص القوة، وعلى الرغم من الشكاوى المقدمة ضده فقد اجتاز الفحص مرة أخرى في عام 2017.
قضية مروعة
فيما وصف المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء ريشي سوناك القضية بـ”المروعة”، مضيفاً أن رئيس الحكومة يتعاطف مع الضحايا ويفكر بهم.
وقالت المتحدثة باسم شرطة لندن باربرا غراي، إنه “بالنيابة عن دائرة شرطة العاصمة، أعرب عن أسفي حقاً لأن هؤلاء الضحايا عانوا على يد ضابط شرطة”.
قيود صارمة
وبعد أكثر من عام من جلسات الاستماع السابقة للمحاكمة التي سادتها قيود صارمة، أقرّ “كاريك” بالذنب في التهم الستة الأخيرة، الاثنين، بعد أن أقرّ بذنبه عن 43 تهمة سابقة في ديسمبر الماضي، وتسع تهم بالاعتداء الجنسي، وثلاث تهم بالإهانة الجنسية واللفظية. وتهمتين بمحاولة اغتصاب، وتهمة واحدة بمحاولة اعتداء جنسي عن طريق الإيلاج، وتهمة واحدة بالتسبب في انخراط شخص في نشاط جنسي دون موافقته، وتهمة هتك العرض.
فيما تمت تبرئته من تهمة اغتصاب المرأة التي أدت شكواها إلى اعتقاله في أكتوبر 2021، وتهمة حيازة سلاح ناري بشكل غير قانوني.
ومن المقرر أن يصدر الحكم النهائي على كاريك في فبراير القادم، ويواجه عقوبة السجن المؤبد.
وعلّق عمدة لندن “صادق خان” في بيان: “سوف يصاب سكان لندن بالصدمة لأن هذا الرجل كان قادرًا على العمل في مترو الأنفاق لفترة طويلة”.
وتابع، أنه “يجب الإجابة على أسئلة جادة حول كيف كان قادرًا على ذلك؟! يسيء استخدام منصبه كضابط بهذه الطريقة الرهيبة”.