وطن – كشفت مصادر يمنية، عن تحركات جديدة للسعودية لتعزيز حضورها العسكري على حساب القوات الحكومية التابعة للشرعية، في مناطق محررة من جماعة أنصار الله “الحوثي”.
وقال عادل الحسني رئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، في تغريدة عبر حسابه بموقع “تويتر“: “القوات التي ستحل مكان المنطقة العسكرية الأولى على مراحل في سيئون والعبر ومنفذ الوديعة وهي قوات سلفية وحضرمية تابعة للسعودية والإمارات، على غرار ألوية العمالقة، ولن يكون للزبيدي والانتقالي أي تدخل فيها”.
وطرح الباحث اليمني تساؤلا مهما بقوله: “ماذا يريد التحالف من كل هذه المليشيات المتعددة؟”.
القوات التي ستحل مكان المنطقة العسكرية الأولى على مراحل في سيئون والعبر ومنفذ الوديعة وهي قوات سلفية وحضرمية تابعة للسعودية والإمارات، على غرار ألوية العمالقة، ولن يكون للزبيدي والانتقالي أي تدخل فيها.
برأيكم ماذا يريد التحالف من كل هذه المليشيات المتعددة ؟— عادل الحسني (@Adelalhasanii) January 15, 2023
مطامع سعودية في حضرموت
ويعتبر الوضع في محافظة حضرموت الواقعة جنوبي اليمن، إحدى النقاط الشائكة في مجريات الحرب هناك، إذ يتخوف السكان من مطامع للتحالف السعودي الإماراتي يعزز حضور البلدين الخليجيين في البلد الفقير الذي عصفت به الحرب.
وحتى منذ ما قبل الحرب، تحاول السعودية تحقيق أطماعها التوسعية في حضرموت، التي تتسم بمساحة واسعة تساوي ثلث مساحة البلاد ويربطها بالرياض شريط حدودي طويل يمتد من الخراخير حتى شروره في نجران.
وعلى مدى العقدين الماضيين، تمكّنت السعودية من التوغّل في عمق الأراضي اليمنية في حضرموت، مستغلة الحروب الداخلية والاضطرابات السياسية التي عانى منها اليمن للتمدد في الشريط الحدودي، وابتلعت عشرات الكيلومترات على الحدود مع حضرموت.
وخلال الفترة 2008 – 2015، استغلت أيضاً العديد من الظواهر التي تصاعدت في نطاق المحافظة، كانتشار تنظيم القاعدة وارتفاع ظاهرة تهريب المخدرات، علما بأن هذه الظواهر يعتقد الكثير من اليمنيين بوقوف الأجهزة السعودية وراءها، خصوصاً أن «القاعدة» نفّذت عمليات تخريبية لا يبدو أنها عشوائية.
وخلال تلك الفترة، وقعت حادثة قتل أحد شيوخ صحراء حضرموت على يد أحد العناصر الأمنيين، والتي استغلّتها السعودية لإيجاد ميليشيات موالية لها تحت مسمى “قوات تحالف حضرموت”، كما وصل بها الأمر إلى مضايقة الشركات النفطية في المحافظة.
ومع بدء الحرب في اليمن، عملت الرياض على إبقاء حضرموت وتحديدا مناطق الوادي والصحراء، بعيدة عن الصراع، لإدراكها أن القوات الموجودة هناك موالية لها، وأن لا صعوبات بالنسبة إليها في نشر أي قوات عسكرية لها هناك.
تخوفات سعودية دفعتها للتحرك
ومع تخوفات الرياض من تحرك قوات المجلس الانتقالي الداعي لانفصال جنوب اليمن، وتوعّدها بالسيطرة على الوادي والصحراء، دفعت السعودية بقوات عسكرية ضخمة صوب وادي وصحراء حضرموت وأبقت العشرات منها في المنطقة العسكرية الأولى في المدينة.
وكانت السعودية قد حاولت في الستينيات، أن تضع يدها على محافظتَي حضرموت والمهرة بموجب اتفاق رعته بريطانيا في الثالث من أيار/ مايو من العام 1965.
وتم توقيع الاتفاق بالفعل بين ممثل الحكومة السعودية وممثل السلطنة القعيطية في الجنوب، بناءً على طلب المملكة السعي في إقامة الاتحاد الشرقي بين كلّ من السلطنات القعيطية والكثيرية والمهرية، مقابل قيام الحكومة البريطانية بمنح الاتحاد الشرقي الاستقلال الفوري.
ونص الاتفاق، وفق الوثائق التاريخية، على أن يراعي الاتحاد الشرقي المصالح البريطانية في الاتحاد المزمع، وأن يدمج الاتحاد الشرقي في اتحاد كونفدرالي مع الحكومة السعودية.
وحاليا، تحاول المملكة العودة إلى تحقيق تلك المطامع التوسّعية القديمة من خلال اتفاقات تسمح لها بالتدخل الكامل في مناطق مثل المهرة وحضرموت أمنياً وعسكرياً.