وطن- يعتبر سجن قارا المرعب، أحد الأسرار المغربية التي حيَّرت العالم، وأثار لغزاً تاريخياً، والذي وُصف الداخل بأنه مفقود والخارج منه بأنه مولود.
السجن الواقع في مدينة مكناس، يبثّ الرعب في النفوس، ويتضمن كثيراً من آلات التعذيب حتى أصبح أحد أكثر السجون فتكاً تحت الأرض.
تاريخياً، اتخذ المولى إسماعيل ﺳﻠطان المغرب ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1672 و1727م ﻣﺪﻳﻨﺔ مكناس عاصمة للمغرب، في فترة حكمه، وخلالها قام ﺑﺘﺸﻴﻴﺪ ﺳﺠﻦ ﻳﻤﺘﺪ ﺗﺤﺖ ﺑﺎﻃن الأرض إلى ﻣﺪٍّ ﻏﻴﺮ معروف ﻳﺪﻋﻰ “قارا“.
اتخذ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ اسماعيل ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1672 ﻭ 1727 ﻡ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﻨﺎﺱ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮﺏ في ﻓﺘﺮﺓ حكمه ، ,وفيها ﻗﺎﻡ ﺑﺘﺸﻴﻴﺪ ﺳﺠﻦ ﻳﻤﺘﺪ ﺗﺤﺖ ﺑﺎﻃﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻣﺪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻳﺪﻋﻰ "ﻗﺎﺭﺍ" pic.twitter.com/WPDOsz8fAl
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
والسجن عبارة عن قاعات ضخمة تنطلق منها ممرات معقدة ومتاهات شتى، تمرّ فوق الزنزانات، حيث يتم إدخال السجين من فوهة تخترق الممر، وتنتهي إلى زنزانة منفردة لا باب لها ولا نافذة.
ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺮﺍﺕ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭﻣﺘﺎﻫﺎﺕ شتىﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﺿﺨﻤﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﻤﺮﺍﺕ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻭﻣﺘﺎﻫﺎﺕ شتى ﺗﻤﺮ ﻓﻮﻕ الزنزانات ﺣﻴﺚ ﻳﺘﻢإدخال ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﻣﻦ ﻓﻮﻫﺔ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﻤﻤﺮ ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻰ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻨﻔﺮﺩﺓ ﻻ ﺑﺎﺏ ﻟﻬﺎ ﻭﻻ ﻧﺎﻓﺬﺓ pic.twitter.com/lVYgVUNTUm
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
وحتى الآن، لا يزال الشكل الهندسي للسجن غامضاً، إذ يعتقد بعضهم أن للسجن طوابق أرضية، فيما يؤكد آخرون أنّ السجن يمتدّ لمساحة شاسعة تتجاوز مساحة مدينة مكناس نفسها.
ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﻲ للسجن ﻏﺎﻣﻀﺎً؛ ﻓﺎﻟﺒﻌﺾ يعتقد ﺑﺄﻥ للسجن ﻃﻮﺍﺑﻖ ﺃﺭﺿﻴﺔ، ﺁﺧﺮﻭﻥ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺍﻟﺴﺠﻦ أن ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﺷﺎﺳﻌﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻣﻜﻨﺎﺱ ﻧﻔﺴﻬﺎ !! pic.twitter.com/t9wFXW3lwS
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
ويعود أصل اسم قارا بحسب بعض الروايات، إلى أنه كان هناك حارس شهير “أقرع” يحرس السجن في أثناء استقباله ضيوفه البائسين في عهد المولى إسماعيل.
سجن قارا المغربي الفتاكﻳﻌﻮﺩ ﺃﺻﻞ ﺍﺳﻢ "ﻗﺎﺭﺍ" ﺑﺤﺴﺐ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺭﺱ ﺷﻬﻴﺮ ﺃﻗﺮﻉ ﻳﺤﺮﺱ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻟﻪ ﺿﻴﻮﻓﻪ ﺍﻟﺒﺎﺋﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
وبذلك، تم تحريف “الأقرع” إلى “قارا”، وارتبط هذا اللقب بالسجن حتى الآن، فيما تقول رواية أخرى إنّ أصل التسمية تعود إلى أسير برتغالي يُدعى قارى قضى بضع سنين، أسيراً هناك.
ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﺤﺮﻳﻒ "ﺍﻷﻗﺮﻉ" ﺇﻟﻰ"ﻗﺎﺭﺍ"ﻭﺍﺭﺗﺒﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ. ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻴﺮ ﺑﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻳﺪﻋﻰ "ﻗﺎﺭﺍ" ﻗﻀﻰ ﺑﻀﻌﺔ ﺳﻨﻴﻦ ﺃﺳﻴﺮﺍً ﻫﻨﺎﻙ
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
“الداخل إليه مفقود والخارج مولود”، هذه العبارة لازمت سجن قارا طويلاً، ويُقال إن أيّ شخص يدخل إلى سجن قارا ويتوغل فيه سيضيع في دهاليزه ومتاهاته.
أساطير وحوادث إختفاء :-
"ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻔﻘﻮﺩ،ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻣﻮﻟﻮﺩ" ،ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻻﺯﻣﺖ ﺳﺠﻦ ﻗﺎﺭا ﻃﻮﻳﻼً ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻟﺖ، تقول ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﺃﻱ ﺷﺨﺺ يدخل ﺇﻟﻰ ﺳﺠﻦ ﻗﺎﺭﺍ ﻭيتوغل ﻓﻴﻪ سيضيع ﻓﻲ دهاليزه ومتاهاته ﺣﺘﻤﺎ
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
والخروج من هذا السجن يكون بمثابة المعجزة، حيث ابتلع السجن مئات الأشخاص منذ إنشائه، ويكاد يكون هو السجن الوحيد في العالم الذي لا يحتوي على أبواب.
ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ سيكون ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻣﻌﺠﺰﺓ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﺑﺘﻠﻊ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻨﺬ ﺇﻧﺸﺎﺋﻪ .. ﻫﻮ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻻ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ !!
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
ويتردّد أنّ سلطان المغرب المولى إسماعيل، وضع للسجن مخرجاً وحيداً في مكان مجهول، ومنه يصبح الانعتاق من أحشاء سجن قارا ممكناً، ولا أحد حتى الآن اكتشف هذا الباب.
ﻭﻳﻘﺎﻝ ﺑﺄﻥ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﻤﻮﻟﻰ ﺍﺳﻤﺎﻋﻴﻞ، ﻭﺿﻊ للسجن مخرجاً وحيداً ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺠﻬﻮﻝ؛ ﻭﻣﻨﻪ يصبح ﺍﻹﻧﻌﺘﺎﻕ ﻣﻦ ﺃﺣﺸﺎﺀ ﺳﺠﻦ "ﻗﺎﺭﺍ" ممكناً ، ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺒﺎﺏ
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
وفي الثمانينات، أمر الملك الحسن الثاني فريق استكشاف من إسبانيا، بزيارة سجن قارا، وكشف حقيقة كلّ ما يُشاع حوله، فدخل الفريق المستكشف السجن ثم لم يخرجوا بعد ذلك.
ﻓﻲ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎﺕ ﺃﻣﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﻣﻦ ﺍﺳﺒﺎﻧﻴﺎ بزيارة ﺳﺠﻦ ﻗﺎﺭﺍ ﻭﻛﺸﻒ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﻉ ﺣﻮﻟﻪ. فدخل ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺨﺮﺟﻮﺍ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ !
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
حالياً، أصبح السجن من المعالم التاريخية والسياحية، وارتبط ذكره بما نسجت حوله من كثير من الشائعات المرعبة التي أدت إلى ذيع صيت سجن قارا.
أصبح السجن حالياً من المعالم التاريخية السياحية، وﺍﺭﺗﺒﻂ ذكره بما ﻧﺴﺠﺖ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻤﺮﻋﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺫﻳﻊ ﺻﻴﺖ "ﺳﺠﻦ ﻗﺎﺭﺍ"
— عمر (@67_omarr) January 15, 2023
السجن مقام على مساحة كبيرة وعلى شكل شبه مستطيل
وسبق أن قالت وزارة الثقافة والشباب والرياضة في المغرب، إن السجن بُني في القرن الـ18 الميلادي، وسط القصبة الإسماعيلية في مدينة مكناس، وذلك بالمستوى السفلي للأرض، على مساحة كبيرة.
وصُمّم على شكل شبه مستطيل، وقُسم إلى ثلاث قاعات واسعة جدًا، حظيت كلّ واحدة منها بمجموعة من الأقواس والدعامات الضخمة.
وأتاح سجن قارا، الذي يستوعب 60 ألف أسير كحد أقصى، فرصة استخدام اليد العاملة للسجناء، دون زعزعة الأمن واستقرار الوسط المعيشي للمدينة.
وحبس قارا يعكس البراعة في البناء واختيار الموقع والتوظيف، حيث استخدمت قوة المساجين لبناء سجن تحت الأرض بحجم مدينة مكناس.
ولم يكن بالإمكان تحرير أيّ أسير حتى تتم المفاوضات بين سفير بلاده والسلطان، ويمكن أن يكون ذلك مقابل تحرير أسرى مغاربة، أو مقابل مبلغ مالي، أو تبادل مصالح سياسية.
وحالياً، تُركت مساحة تقدّر بـ10 دونمات أو أقل، حتى يتمكن السياح من رؤية السجن، والتعرف على التصميم الذي استطاع من خلاله “قارا” أن يكسب حريته دون تدخل سفراء أو مصالح معينة.