قرية في سلطنة عمان تعد الأغرب في العالم.. تعرف عليها (فيديو)
وطن– في شبه جزيرة “مسندم” العٌمانية التي تشكّل جيباً ساحلياً صغيراً، تفصل بينه وبين باقي أنحاء السلطنة، تقع قرية “كمزار” التي تعدّ مقصداً سياحياً في عمان يقصده مئات السياح من مختلف أنحاء العالم، للاستمتاع بطبيعتها الساحرة وبُعدها عن الضوضاء.
لا يتكلم أهلها العربية رغم أنهم ينتمون لأشهر القبائل العربية
ولكن الأكثر إثارة للجدل بشأن قرية “كمزار”، هو أن سكانها لا يتكلمون اللغة العربية، رغم أنهم ينتمون لقبيلة الشحوح، وهي من أشهر القبائل العربية، ولكن لغتهم هي اللغة الكمزارية، وهي خليط بين البرتغالية والإنجليزية والهندية والفارسية.
https://twitter.com/king_btcusd/status/1614986916318822401?s=20&t=4RaAmb5IrnOicx129ZwUYg
وأعادت صفحات مهتمة بالتاريخ على تويتر، نشر مقطع فيديو قديم للرحالة الكويتي محمد الميموني، وهو عبارة عن تقرير مصوّر له، سبق أن سلّط فيه الضوء على هذه القرية التي زارها ووثق عادات وتقاليد أهلها عبر مقاطع مصورة بثّها على حسابه الرسمي بتويتر.
وأكد الرحالة “الميموني” في المقاطع التي صوّرها قبل فترة، أنّ كل ما جاء في تغطيته لقرية “كمزار” صحيح، وردّ على بعض المشككين بحديثه بأنّ أهلها بالفعل لا يتكلمون العربية وخاصة كبار السن إلا بعضهم.
وتابع: “أما الشباب والأطفال نعم يتكلمونها بحكم دخول التعليم في المدارس (وهذا لا ينتقص من قدرهم وتاريخهم أبداً).. وقبورهم في داخل أسوار بيوتهم كما هو موضح في الصور وكان بعضها داخل البيوت وتم نقلها”.
https://twitter.com/travelers_gulf/status/1078234634289401856?s=20&t=6rbw1CGUdwOiI622dYbcSw
وشدّد الرحالة الكويتي محمد الميموني، أنه لا يعيب أهل كمزار أبداً لغتهم التي تأثروا بحكم موقعهم في رأس مضيق هرمز.
مضيفاً: “فهم أهل دين وعلم وهم على المذهب السني.. وجدت فيهم الكرم والتدين وحب الخير.. لا يعيبهم جهل الجاهل ولا حماقة الحمقى فهم أعز وأكرم”.
مفردات اللغة الكمزارية مألوفة للناطقين بالإنجليزية
وبحسب تقرير لمحطة “بي بي سي” البريطانية، قد تبدو كثير من مفردات اللغة الكمزارية مألوفة للناطقين بالإنجليزية.
وفي الوقت نفسه، تُنطق كثير من المفردات التي أخذتها الكمزارية من العربية والفارسية، على نحو أقرب لما كانت عليه كلمات هاتيْن اللغتيْن في العصور الوسطى، لا العصر الحديث، ومنذ أمد بعيد. وأدى مزيج التأثيرات المختلفة التي تحملها اللغة الكمزارية في طياتها، فضلاً عن قدرتها على البقاء والصمود في بيئة تغلب عليها اللغة العربية بشكل هائل، إلى إثارة اهتمام اللغويين من أمثال: “كريستينا فان دير فال أنونبي” و”إريك أنونبي”، اللذيْن عاشا وعملا في كمزار لمدة عام.
ويقول “أنونبي” إن تلك القرية العُمانية، تقبع منذ قرون في قلب منظومة إقليمية نابضة بالحياة تاريخياً واجتماعياً، ما يجعل من قبيل الخطأ أن نفكر فيها، باعتبارها مكاناً معزولاً، حتى وإن كان لا يمكن الوصول إليها سوى عبر البحر.
ويوضح الرجل بالقول: “كمزار كانت مهمة للغاية من الوجهة التاريخية، فقد شكلت إحدى البقاع القليلة، التي يوجد بين جنباتها بئر تحتوي على مياه عذبة بكميات كبيرة، في المنطقة الواقعة بين مراكز تجارية مثل البصرة ومسقط وزنزبار والهند وما وراءها”.
استقبال العابرين من الشرق إلى الغرب
ووفق تقرير لوكالة الأنباء العُمانية، يعكس هذا التمازج دورَ “كمزار” على مدى قرون من الزمن في استقبال العابرين من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق ليستقروا فيها مؤقتًا. ويغادروها تاركين بعضًا من مصطلحاتهم اللغوية التي استقبلها السكان وكوّنوا منها لهجة خاصة بهم لا يتحدثها غيرهم.
ولعل أبلغ وصف للغة سكان القرية المأهولة منذ أكثر من 500 عام، ما قاله الرحالة الكويتي محمد الميموني عن أهل كمزار: “لا تعيبهم لغتهم بحكم موقعهم في رأس مضيق هرمز وهم أهل دين وعلم وكرم وعلى المذهب السني ولا يعيبهم جهل الجاهل بهم وقبورهم في بيوتهم وتم نقلها حديثاً للأسوار الخارجية للبيوت”.
أما حرفة أهل هذه القرية الرئيسية، فهي صيد الأسماك، وتنشط في فصل الصيف.
مما جعلهم يتأقلمون مع الوضع لتكون لهم رحلاتهم الصيفية والشتوية التي يقضونها في ولاية خصب، ليعودوا بعدها إلى منطقتهم.
وتذكرنا قرية كمزار بقرية “الحميدية” التي تقع في ريف طرطوس السورية الذي يتحدثون اللغة اليونانية، ويلبسون أزياء اليونانيين ويعيشون طريقة حياتهم.