وطن- مصطفى عبدالرازق هو أول شيخ للأزهر يُعيّن من خارج هيئة علماء الأزهر، والذي يعدّ خرقاً لقانون الأزهر الذي يتمثّل في اختيار شيخ الأزهر من بين هيئة علمائه، أو ممن قاموا بالتدريس في الأزهر لفترة محددة، وهو ما لم يتوفر في هذا الشيخ الجديد.
وقد أحدث هذا التعيين في ديسمبر من عام ١٩٤٥ ضجة كبرى بين علماء الأزهر ومصر والعالم الإسلامي، مما اضطر السلطات المصرية لاعتقال بعض العلماء الذين عارضوا هذا التعيين الذي نزل عليهم كنزول الصاعقة من السماء، كما أجبر الملك فاروق علماء الأزهر على تغيير القانون القديم الذي كان حجر عثرة أمام شيخ الأزهر الجديد.
كان مصطفى عبدالرازق من جماعة “التغريب” أو الهدم، التي ابتليت بها مصر منذ الاحتلال الإنجليزي لمصر وحتى يومنا هذا؛ بل كان مع شقيقه الزنديق الأكبر علي عبدالرازق صاحب كتاب “الإسلام وأصول الحكم” من رؤوس خلية التغريب جنباً إلى جنب، الماروني أنطون الجميل، وطه حسين، وعباس محمود العقاد، وأحمد أمين.
وحتى ثقافته الإسلامية، فقد أخذها من المستشرقين الفرنسيين، فدرس الفلسفة في جامعة السوربون، ثم انتقل إلى جامعة ليون، ليدرس أصول الشريعة الإسلامية على يد أستاذه إدوارد لامبير.
كما كان من كتاب مجلة “السفور” الهدامة، والتي كانوا يصفونها بالتنويرية.
كما اشتهر مصطفى عبدالرازق بولهه وغزله المتكرر لحمل الأديبة الفلسطينية مي زيادة على الارتباط به.
كما أنه هو الذي قدّم المغنية أم كلثوم للعامة وامتدحها؛ بل وصف جسمها أوصافاً يتعجب المرء من أن تخرج من شخصية محسوبة على أهل الدين.
وليته توقف عند هذا، بل بلغت به الزندقة والجهل والحماقة أن يقول: “عاصمة الدنيا ولو أن للآخرة عاصمة لكانت باريس، وهل غير باريس للحور والولدين والجنات والنيران، والصراط والميزان، والفجار والصالحين، والملائكة والشياطين؟!”.
في عام ١٩٤٥، قابل زعيم الإسماعيليين “السير آغا خان الثالث“، وأحد أشهر الجواسيس الذين خدموا بريطانيا في العالم الإسلامي، رئيس الوزراء المصري محمود النقراشي باشا، وطلب منه صراحة تعيين مصطفى عبد الرازق شيخاً للأزهر، وهو ما تم في نفس العام!.
فحدثت الاضطرابات في الأزهر، وتقدّم العديد من العلماء بالاستقالة إما للقصر أو لحكومة النقراشي، واستمرت الاضطرابات فترة طويلة، كما جرت مساءلة للنقراشي تطلب منه تسمية الشخصية الدولية التي طلبت منه تعيين مصطفى عبد الرزاق، لكنه رفض تسميتها، إلا أن تقريراً بريطانياً رفعه المندوب البريطاني السامي في مصر للخارجية البريطانية، كشف عن اسم الشخصية وهو الزعيم الإسماعيلي آغا خان الثالث.
وبهذا استطاع الفاطميون استعادة الأزهر الذي بنوه يوما ما، لمدة عام وأكثر قليلاً، وهي الفترة التي قضاها مصطفى عبدالرازق شيخاً للأزهر.
أول مهمة قام بها بعد تعيينه هو تشكيل لجنة من الأزهر من أجل تبرئة شقيقه الزنديق علي عبدالرازق، وإلغاء قرار مصادرة كتابه “الإسلام وأصول الحكم”.
وظل كالطاعون في الأزهر حتى ذاك اليوم المشهود ١٥ فبراير ١٩٤٧، وهو اجتماع مجلس الأزهر الأعلى، حيث حدث هجوم حاد عليه من قبل علماء الأزهر بعد تقديمه بعض المشاريع “التجديدية” في الجامع الأزهر، من بينها جعل اللغة الإنجليزية لغة إجبارية على علماء وطلاب الأزهر!.
وانتهى الأمر بأنه استدعى الشرطة، والتي أنقذته من بين أيدي العلماء وأوصلته لبيته، لكنّه ما لبث ساعات حتى أصيب بجلطة قضت عليه، وهكذا قابل وجه ربه. نسأل الله العفو والعافية.
باعتباري كاتبا وصحفيا، أعجز عن تصنيف هذا المنشور المليء بالشت.ائم.. هل هذا مقال أم بيان شتي.مة في حق رجلين ميتين عاجزين عن الرد؟؟ عجبي
و لماذا تعجز يا مغربي؟ و أين الشتيمة في الموضوع،، لا أراها!
و إذا كنت كاتبا وصحفيا فأكتب اسمك الحقيقي حتى نعرف من أنت، وقد نستفيد من عبقريتك!
أم تريد أن تكون متخفيا كالآغا خان، كما ذكر في هذا المقال الرائع؟!!!
شكرا للمبدع محمد الوليدي