صور متداولة تظهر نص مكالمة الملك الحسين وجورج بوش الأب قبيل غزو العراق للكويت
شارك الموضوع:
وطن– انتشرت صورٌ توثّق نص محادثة هاتفية تعود إلى عام 1990، جمعت بين العاهل الأردني آنذاك الملك الحسين بن طلال، والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، والتي سبقت الغزو العراقي للكويت بأربعة أيام فقط.
فقد بادر الملك الحسين بإجراء تلك المكالمة، واستهل بوش بالرد في البداية على الاتصال قائلاً: “جلالة الملك كيف حالك؟”، فردّ عليه الملك الحسين: “أنا بخير.. شكراً جزيلاً لك سيدي أقدر تلقيك للمكالمة”.
بعدها، قال بوش: “حسنا.. (أنا) أجلس هنا على الشاطئ في ولاية ماين، تناولت الغداء للتو مع باربرا (السيدة الأولى آنذاك) وابنتي وبرنت سكوكروفت.. يذكرني شاطئ البحر بالعقبة.. أين أنت”.
فرّد عليه الملك الحسين قائلاً: “أنا في عمان.. جورج، أود أن أشكرك على رسالتك الأخيرة، كان الأمر مطمئناً للغاية ومشجعاً للغاية.. حقاً كانت رسالة جيدة جداً”.
فقال له بوش: “حسناً.. أنت تعلم أننا معكم.. الأردن صديق جيد.. سمعت أنك خارج في مهمة أخرى”، وكان الرئيس الأمريكي آنذاك يشير إلى جولة الملك الحسين التي تشمل العراق والكويت.
ردّ الملك الحسين قائلاً: “نعم سأذهب إلى بغداد والكويت غداً.. آمل أن نتمكن من إحراز بعض التقدم”، وذلك في إشارة إلى جهود أردنية تمنع الاشتباك المسلح بين البلدين العربيين.
وعبّر بوش عن تمنيه لعدم حدوث تصعيد لكنه لم يكن متفائلاً، إذ قال: “بالتأكيد.. أتمنى ألا يخرج هذا الوضع عن السيطرة.. نحن قلقون للغاية بشأن التصعيد المحتمل”.
الملك الحسين كان واثقاً من عدم الصدام بقوله في المكالمة: “حقا يا سيدي.. لا توجد إمكانية لحدوث ذلك.. لن يحدث شيء”.
إلا أن بوش كان له رأي آخر قائلاً: “أتمنى لك التوفيق.. هناك بعض المشكلات في سلوك العراق.. يمكن أن أخبركم عنها لكنني أفضل عدم القيام بذلك على هذا النحو.. ربما يمكننا التحدث مرة أخرى بعد رحلتك حتى نتمكن من مشاركة ملاحظاتك.. تتذكر وفد الكونجرس الذي ذهب إلى هناك.. حاولنا إرسال بعض الإشارات إلى صدام حسين مع ذلك الوفد.. أو الحديث معك عند عودتك”.
ردّ عليه الملك الحسين قائلاً: “سأتصل بك حالما أعود”، فقال جورج بوش الأب: “أطيب التمنيات لك وللملكة من باربرا .. برنت يقول إنه يسلم عليك أيضا”.
ردّ الملك الحسين التحية قائلاً: “محبتنا وأطيب تمنياتنا للجميع.. من فضلك انقل لسكوكروفت تحياتي وداعا سيدي”.
https://twitter.com/ZaidBenjamin5/status/1619767390514057217?s=20&t=ebK12KWHxXT_7L0lJwly3w
ولم يتسنَّ لـ”وطن” التحقق من دقة هذه الوثائق، إذ لا يوجد عليها ما يشير إلى أنها رسمية.
زيارة الملك الحسين للعراق والكويت قبل الغزو
وكان الملك الحسين قد زار بغداد قبل بضعة أيام قليلة من بدء الغزو العراقي على الكويت، وكان يرافقه الوزير السابق والمستشار السياسي عدنان أبو عودة، حيث اجتمعا مع الرئيس العراقي (الراحل) صدام حسين، في خلوة مصغرة.
وفي تصريحات سابقة، قال أبو عودة إن الملك الحسين ذهب كي يقنع صدام حسين بأن “يحل المشكلة مع السعودية والكويت”، إلا أن الرئيس العراقي أجابه بقوله: “هؤلاء الكويتيون لا يطلع لهم أكثر من الدروازة”، أي “البوابة”.
وأضاف الوزير الأردني السابق، في تصريحات لـ”العربية”، أن الملك الحسين توجّه في اليوم التالي للكويت، ليكمل مهمة المصالحة، إلا أنه كان تشكّل لديه انطباع بأن صدام يريد أن يقوم بشيء ما، وربما يحتل حقل الرميلة، متابعاً: “إلا أن صدام فاجأنا وغزا الكويت”.
وأوضح أن رغبة صدّام في غزو الكويت كانت موجودة لديه قبل قيام، “مجلس التعاون العربي”، والذي كان الملك الحسين الرئيس الدوري للمجلس عندما وقع الغزو، وهو ما دفعه إلى محاولة إيجاد حل “ضمن إطار جامعة الدول العربية”، ودون أن يكون “هنالك تدخل عسكري من الولايات المتحدة”.
بحسب الوزير الأردني السابق، فإن هذا الأمر أوقع الملك الحسين في ورطة، متابعاً: “الملك كان لا يريد أن يزعل صدام حسين ويريد في ذات الوقت أن يوجد حلا لمشكلة الغزو”.